في السنوات الأخيرة، ظهرت نقاشات عديدة حول إمكانية "إزالة الدولار" كعملة مهيمنة في التجارة الدولية، حيث كان يُعتقد أن هناك تحولات محتملة نحو العملات الرقمية مثل البيتكوين. ومع ذلك، تشير التطورات الأخيرة إلى أن هذه الرواية قد فقدت بعض قوتها، مع تعزيز الدولار الأمريكي لمركزه في السوق العالمية. العديد من المحللين والمراقبين اعتقدوا أن أزمة الدولار ستفتح المجال أمام بدائل جديدة، لا سيما في ضوء زخم العملات الرقمية. البيتكوين، كأشهر عملة رقمية، كان يُنظر إليه كوسيلة للتخلص من الاعتماد على الدولار. لكن الواقع يكشف عن قوة الدولار الذي لا يزال يمثل العملة المهيمنة في المعاملات الدولية. أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو استقرار الدولار وقوته في الأسواق. يعتبر الدولار العملة الأكثر استخدامًا في المعاملات الدولية، حيث يُستخدم في حوالي 90% من صفقات العملات. هذا الأمر يجعل من الصعب على العملات الرقمية، بما في ذلك البيتكوين، منافسة الدولار في ظل غياب أي دعم حكومي أو سياسات كاملة من جانب الدول الكبرى. ومن المهم أيضًا أن نفهم سبب استمرار استخدام الدولار. توفر الدولار مقارنةً العملات الأخرى سيولة أكبر واستقرارًا. على الرغم من تقلبات الأسواق، يبقى الدولار هو العملة الأكثر موثوقية التي تلجأ إليها الدول والمؤسسات المالية. وكنتيجة، continue استعمال الدولار كالعملة الاحتياطية الأكثر استخداما في العالم. يجادل البعض بأن البيتكوين أصبحت تُستخدم كأصل تحوّط ضد التضخم، وهو بالتأكيد اتجاه حديث. لكن هذا الاستخدام ما يزال محدودًا، وغير قادر على استبدال الدولار في المعاملات اليومية. بينما النقدية الرقمية تتزايد، لا يزال لدى البيوت المالية مخاوف بشأن تقلب الأسعار وعمليات الاختراقات. لذا من الصعب على المؤسسات الكبيرة اتخاذ قرارات بحرية في استخدام البيتكوين كوسيلة للتحويل. من جهة أخرى، على الرغم من الانخفاض الملحوظ في الرغبة في العملات التقليدية، لا يُظهر مستخدمو البيتكوين أي ميول واضحة للتخلي عن الدولار. بالنظر إلى الاستقلالية التي تقدمها البيتكوين، إلا أن تبنيها على نطاق واسع لم يُثبت بعد. هناك أيضًا صعوبات قانونية وتقنية في العديد من الدول، مما يعقد اعتمادها كبديلعن الدولار. تجد العديد من الدول نفسها قد تدرك أن النظام المالي الحالي، الذي يقوم على الدولار، يوفر لهم بعض الرغبات الاقتصادية. إذ تخشى الدول الصغيرة، رغم نوايا "إزالة الدولار"، أن تعاني من أزمات اقتصادية إذا ما حاولت الاعتماد على عملات رقمية غير مستقرة. من ناحية أخرى، تحاول بعض الدول التي تعاني من العقوبات الدولية بالتخلص من الاعتماد على الدولار من خلال تعزيز التجارة مع بعض البلدان. ومع ذلك، تبقى هذه الجهود في نطاق محدود وغير كافية لإحداث طفرة كبيرة في المعاملات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن استخدام العملات الرقمية لا يزال في مراحله الأولى. يعتمد استخدامها على مدى تقدم تقنيات البلوكشين والحماية الرقمية، ويمكن أن يستغرق وقتًا لتكتسب مزيد من الثقة من الحكومات والسوق. في المجمل، يُظهر الوضع الحالي أن رهانات "إزالة الدولار" تبدو غير فعالة في ظل الهيمنة المستمرة للدولار الأمريكي. رغم جهود بعض البلدان في تقليل الاعتماد على الدولار من خلال تشجيع التجارة بالنظم الأخرى، فإن نتائج هذه الجهود لم تُظهر تحولًا فعليًا إلى الآن. والبيتكوين، رغم تطورها السريع، ما يزال يتطلب ما هو أكثر لتحقيق مكانة متساوية مع الدولار في السوق الدولية. الخلاصة، ليس الوقت مناسباً بعد للتفكير في استبدال الدولار. إذ يبقى الدولار هو العملة الأساسية في معظم المعاملات الدولية، وهو ما يجعله على قمة العملات المهيمنة. في الوقت نفسه، تبقى البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية تحت الاختبار لفهم كيفية تطورها في المستقبل، ومع ذلك، سيكون من الصعب تخيل حدوث "إزالة الدولار" بأي شكل من الأشكال في القريب العاجل.。
الخطوة التالية