تستمر السوق الرقمية في التقلبات، حيث يستعد المستثمرون في الإيثريوم (ETH) لتوجيه أنظارهم نحو مستوى الدعم المتوقع عند 1,350 دولار. يأتي هذا التطور نتيجة الاختلافات الواضحة في الآراء بين هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) ولجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC)، مما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق. خلال الأيام القليلة الماضية، عانت الإيثريوم من ضغط كبير، حيث انخفضت قيمتها بنسبة 0.35%، مما جعلها تحت عتبة 1,500 دولار للمرة الثانية منذ بداية العام. جاءت هذه الانخفاضات وسط تراجع كبير في المعنويات الاستثمارية بسبب الوضع المالي للعديد من البنوك الأمريكية، وخاصةً انهيار بنك "Silicon Valley"، الذي أثّر بشكل كبير على الأسواق المالية بشكل عام. من جهة أخرى، أفادت البيانات الاقتصادية الأمريكية بوجود تحسن في سوق العمل، حيث أظهرت تقارير زيادة أكبر من المتوقع في عدد الوظائف. ومع ذلك، لم يكن لهذا التحسن الأثر المطلوب على أسعار الإيثريوم، حيث استمرت الأزمات البنكية في الضغط على السوق. الانهيار السريع لبنك "Silicon Valley" جاء بعد أن أعلنت بنك "Silvergate" عن خطط للإغلاق، مما زاد من توتر المستثمرين وأدى إلى نزيف في الأسواق الرقمية. الصراع المستمر بين الهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة حول كيفية تصنيف الأصول الرقمية أصبح كذلك عاملاً مؤثراً في حركة السوق. في حين أن رئيس لجنة تداول العقود الآجلة للسلع، يشير إلى أن الإيثريوم يجب أن يُعتبر سلعة، أكد رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات أن جميع العملات المشفرة، باستثناء بيتكوين، تُعتبر أوراق مالية. إن هذا التباين بين الرؤيتين يخلق بيئة من عدم اليقين بين المستثمرين ويجعلهم في حالة انتظار لأي تغييرات تنظيمية. هذا الجدل حول تصنيف الإيثريوم ليس جديداً، ولكنه أصبح أكثر حدة في ظل الظروف الحالية. فقد أكدت هيئة الأوراق المالية أن انطباعها بخصوص الأصول الرقمية قد يؤثر على قراراتها في المستقبل، بينما تواصل لجنة تداول العقود الآجلة للسلع إصرارها على أن الإيثريوم يمثل منتجاً يمكن تصنيفه ضمن السلع. ومن الواضح أن هذه التصريحات المتعارضة تمنع السوق من العثور على اتجاه واضح. علاوة على ذلك، تشير التحليلات الفنية الحالية إلى أن الإيثريوم قد يواجه مزيدًا من الضغوط نحو المستوى 1,350 دولار. تشير بعض الدراسات إلى أن هذا المستوى سيكون بمثابة دعم رئيسي لأسعار العملة في حال تراجع السوق بشكل أكبر. ومع ذلك، فإن الفشل في تحقيق استقرار فوق مستوى مقاومة 1,500 دولار قد يعزز فرص التدني إلى تلك المستويات. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال من المتوقع أن يؤثر التحديث البارز في شبكة الإيثريوم، المعروف باسم تحديث "Shanghai"، في حركة السوق. كان من المقرر أن يتم هذا التحديث في مارس، ولكنه تأخر حتى أبريل، مما زاد من حالة القلق بين المستثمرين. في التحديث، يُنتظر أن يتضمن تحسينات للنظام، ولكن التأخير زاد من الضغوط على الأسعار. مع وضع كل ما سبق في الاعتبار، يبقى المستثمرون مترقبين لأي أخبار مرتبطة بتنظيم الأصول الرقمية، وآثارها المحتملة على السوق. في الوقت نفسه، يستمر تدفق الأخبار حول الأسواق التقليدية وعالم البنوك، مما يضمن بقاء حالة عدم الاستقرار مسيطرة على السوق. المستثمرون بحاجة إلى متابعة الأحداث عن كثب، وخاصةً أي مستجدات تتعلق بالتحقيقات في البنوك الأمريكية أو الحوادث التي قد تتسبب في تقلبات إضافية في الأسعار. من الواضح أن حالة عدم اليقين الناتجة عن الخلاف بين الهيئات الحكومية، جنبًا إلى جنب مع المخاوف من الأزمات الاقتصادية، قد تظل عاملاً مؤثرًا في تحديد إجراءات السوق على المدى القريب. إذا استمر الضغط على السوق، فقد يبادر الحمائم إلى الهدف المحدد عند 1,350 دولار. وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون المستثمرون مستعدين لأي تقلبات، مقدِّرين أهدافهم وأخذ الحيطة والحذر خلال هذه الفترة المضطربة. القصة لم تنته بعد، والسوق تستمر في التطور. من الواضح أن حالة عدم اليقين والجدل المستمر يشير إلى أن مسار الإيثريوم قد يكون مليئًا بالعقبات في المدى القريب.。
الخطوة التالية