في حوار حصري مع شبكة CNBC، ناقش غاري غنسلر، رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، عدة قضايا مهمة تؤثر على الأسواق المالية الأمريكية والعالمية. الحوار، الذي أجرته أندرو روس سوركين في برنامج "Squawk Box"، تناول مواضيع متعددة تتراوح من تنظيم العملات الرقمية إلى سياسة البورصات وأثرها على المستثمرين. بدأ غنسلر حديثه بالتأكيد على الحاجة الملحة لتنظيم أسواق المال بشكل أفضل، مشيرًا إلى أن التغييرات السريعة في التكنولوجيا المالية قد تتطلب استجابة سريعة من قبل السلطات الرقابية. وأوضح أن هيئة الأوراق المالية والبورصات تسعى جاهدة لضمان عدالة وشفافية الأسواق، مؤكدًا أن حماية المستثمرين تظل من أولويات الهيئة. وحول سوق العملات الرقمية، أشار غنسلر إلى أن هناك حاجة ملحة لوضع إطار قانوني واضح ينظم هذه السوق. فقد شهدت السنوات الأخيرة ازدهارًا كبيرًا في عدد المستثمرين الذين يقتربون من عالم العملات الرقمية، ولكن في الوقت نفسه، تضاعف عدد حالات الاحتيال وخسائر المستثمرين. وأكد غنسلر أن اللجنة تعمل على توفير قواعد واضحة وشاملة لتحمي المستثمرين، مع ضمان عدم خنق الابتكار في هذا القطاع. علاوة على ذلك، تناول غنسلر قضية تضارب المصالح في الأسواق، حيث أشار إلى أن هناك حاجة لتحسين الشفافية في تعاملات الشركات والتقليل من الفجوات التي قد تؤدي إلى سلوكيات غير أخلاقية من قبل بعض المشاركين في السوق. وأكد أنه يجب على الشركات أن تكون واضحة في كيفية إدارتها للمصالح المتضاربة، وأن تكون محاسبة عن تصرفاتها أمام المستثمرين. كما تطرق غنسلر إلى أهمية التعليم المالي، مشيرًا إلى أن الكثير من المستثمرين الجدد لا يمتلكون المعرفة الكافية حول كيفية إدراك المخاطر المرتبطة بالاستثمار. وفقًا له، يعد التعليم جزءًا أساسيًا من جهود الهيئة لضمان أن يتمكن الجميع من اتخاذ قرارات مستنيرة عند دخولهم إلى السوق. وتحدث أيضًا عن أهمية تزويد المستثمرين بالأدوات اللازمة لفهم أدوات الاستثمار وأشكالها المختلفة. وخلال الحوار، استعرض غنسلر بعض التحديات التي تواجهها الهيئة في إطار زيادة عدد عمليات الإدراج العامة، مشيرًا إلى أن بعض الشركات التي تخرج للسوق تفعل ذلك بطريقة قد تهدف إلى تحقيق مكاسب قصيرة الأجل بدلاً من البناء على أساسيات قوية. وأكد على أن الهيئة تعمل بجد لضمان أن تكون الشركات واضحة فيما يتعلق بأدائها المالي واستراتيجياتها المستقبلية. وفيما يتعلق بالتوجهات المستقبلية، كشف غنسلر عن أن الهيئة تدرس إدخال بعض التعديلات على القواعد المتعلقة بالإفصاح المالي. وأشار إلى أنه من الضروري أن يتمكن المستثمرون من الوصول إلى المعلومات الدقيقة والضرورية في الوقت المناسب، مما قد يساعدهم في اتخاذ قرارات استثمارية أفضل. ولم يفت غنسلر الإشارة إلى أهمية التقنية الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، في عملية تنظيم الأسواق المالية. وعلّق على أن استخدام هذه التقنيات يمكن أن يحسن من قدرتنا على مراقبة الأسواق واكتشاف الأنشطة المشبوهة قبل أن تتسبب في ضرر للمستثمرين. وفي ختام حديثه، دعا غنسلر الجميع إلى تفعيل الحوار بين الهيئة والمستثمرين والمشاركين في السوق، مشددًا على أن الشفافية والتعاون هي أساس أي نظام مالي ناجح. وركز على أن الهدف النهائي هو بناء سوق مالية عادلة وآمنة للجميع، حيث يتمكن المستثمرون من تحقيق عوائد جيدة دون التعرض لمخاطر غير مبررة. يُعتبر الحوار الذي أجراه سوركين مع غنسلر فرصة فريدة لفهم التوجهات الحالية والمستقبلية للسوق، وقد استحوذ على اهتمام واسع من قبل المستثمرين والمحللين على حد سواء. يبدو أن غنسلر عازم على وضع الأسس اللازمة لإعادة بناء الثقة في الأسواق المالية، مما يجعل هذا الحوار جزءًا من نقاشات أوسع حول مستقبل الاستثمار والتنظيم في السنوات القادمة. إن التأكيد على أهمية الاستجابة السريعة للتغيرات في السوق، بالإضافة إلى تعزيز الشفافية وحماية المستثمرين، يشير إلى أن هيئة الأوراق المالية والبورصات تتجه نحو رؤى جديدة تتناسب مع عصر التكنولوجيا المالية السريعة النمو. ختامًا، تظل كلمات غنسلر ورسائله حاسمة في تحديد معالم السياسة المالية، ويبدو أن المراقبة عن كثب للقرارات القادمة ستقدم لمحة عن كيفية تطور الأسواق في المستقبل القريب.。
الخطوة التالية