مع تزايد شعبية الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) بشكل غير مسبوق، بدأت تتصاعد الأصوات التي تحذر من الآثار البيئية السلبية لهذه التكنولوجيا الجديدة. في هذا السياق، يبرز رأي المعمار الشهير كريس بريكت الذي وصف الأثر البيئي لـ NFTs بأنه "رهيب". في هذا المقال، نستعرض أهمية هذا التحذير ونتناول الآثار البيئية المرتبطة بهذه الابتكار الرقمي. تشير الرموز غير القابلة للاستبدال إلى أشكال من الأصول الرقمية التي تستخدم تقنيات البلوك تشين لتأكيد ملكيتها وانفرادها. وعلى الرغم من أن NFTs قد أوجدت فرصًا جديدة للفنانين والمبدعين في بيع أعمالهم الفنية، إلا أن تكاليف الطاقة المرتبطة بعمليات التحقق والتداول تكاد تكون مدمرة للبيئة. تشير التقديرات إلى أن الطاقة المستهلكة لإنشاء وبيع NFTs يعادل استهلاك الكهرباء لدولة صغيرة لعدة أشهر. عندما تتحدث كريس بريكت، وهو معمار ذو شهرة عالمية ويعمل في مجال التصميم المستدام، عبر عن قلقه من استخدام الطاقة الضخمة التي تتطلبها شبكة البلوك تشين في عملية إنتاج وتداول هذه الرموز. يرى بريكت أن الفنانين والمبدعين يجب عليهم التفكير في تأثير أعمالهم الرقمية على البيئة، ويدعوهم إلى البحث عن بدائل أكثر استدامة. يعتبر أن البدائل المتاحة تتطلب تفكيرًا نقديًا حول كيفية استخدام التكنولوجيا بطريقة تعود بالنفع على المجتمع بدون الإضرار بالبيئة. واحدة من أكثر المشكلات البارزة المتعلقة بـ NFTs هي انبعاثات الكربون. جلست الكثير من المؤسسات والدراسات مؤخرًا على وضع قراءات لتحليل مستوى انبعاثات الكربون الناتج عن المعاملات في سوق NFTs. وفقًا لبعض الدراسات، فإن المعاملات في شبكة الإيثريوم، التي تُعد الشبكة الرئيسية لتداول NFTs، يمكن أن تنتج كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، مما يسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري. أصبح التحذير من الأثار البيئية لـ NFTs يثير نقاشًا واسعًا بين الفنانين، بالإضافة إلى عمال صناعة التكنولوجيا. العديد من الفنانين، الذين شعروا بأن الرموز غير القابلة للاستبدال يمكن أن تفتح أبواب جديدة لمهنهم، قد أصبحوا مترددين الآن في اعتماد هذه التكنولوجيا بسبب قلقهم من القضية البيئية. ومع اهتمام الجمهور المتزايد بمواضيع الاستدامة، فإن الفنانين والشركات بحاجة إلى الاستجابة بطريقة تعكس القيم البيئية التي يعتنقها المجتمع. في الوقت نفسه، هناك بعض الشركات الناشئة التي تستجيب لهذه المخاوف من خلال تقديم تقنيات أقل استهلاكًا للطاقة. إن استخدام شبكات البلوك تشين البديلة، مثل تلك التي تعتمد على خوارزميات إثبات الحصة، يعتبر خطوة مهمة في سبيل الحد من الاستهلاك الطاقوي وتقليل الانبعاثات. رغم أن هذه الخيارات لا تزال جديدة نسبيًا، إلا أنها تعكس رغبة المتخصصين في المجال للابتكار بمعايير تتماشى مع متطلبات الحفاظ على البيئة. من جهة أخرى، تجمع المجتمعات الفنية والبيئية لصياغة مبادرات تهدف إلى رفع الوعي حول الأثر البيئي لتحويل العملات الرقمية، وتشجيع الفنانين والمستثمرين في المجال لإيجاد حلول مستدامة. حيث تُعتبر ورش العمل والحملات التعليمية وسائل فعالة لتوجيه الاصبع نحو الأثر البيئي لأعمالهم، وتحفيز التغيير. يسلط كريس بريكت الضوء على ضرورة إحداث تغيير في طريقة تفكيرنا حول الفن والتكنولوجيا. ويحث الفنانين على استكشاف كيفية استخدام الإبداع واستغلال الابتكارات التكنولوجية لخلق تأثير إيجابي في العالم، بدلاً من المساهمة في تفاقم مشكلة تغير المناخ. يمكن أن تُحارب التحديات البيئية بالتعاون والعمل الجماعي بين الفنانين والمطورين والمستثمرين. لنحقق تقدمًا حقيقيًا نحو التنمية المستدامة، يجب أن نعيد صياغة الطريقة التي نستخدم بها التكنولوجيا. إن المزيج بين الفن والاستدامة يمكن أن يثمر عن حلول مبتكرة تعزز الفنون وتقلل من بصمتنا البيئية. يجب أن نكون واعين للإرث الذي نتركه في كوكب الأرض، وأن نعمل بجد للمحافظة على جماله للأجيال القادمة. تظل القضية البيئية في صميم المناقشة حول NFTs. إذا لم نتخذ خطوات فعالة لمعالجة آثار هذه التكنولوجيا، فإنه يمكن أن يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة على الأرض. من الوظيفة إلى الاستدامة، يتطلب المستقبل تفكيرًا فريدًا ومبتكرًا. كما تقول كريس بريكت، يجب أن نتطلع إلى فنانين ومنشئي محتوى يبتكرون باستخدام التكنولوجيا بطريقة تساهم في الحفاظ على بيئتنا. على المجتمع الفني والتكنولوجي اتخاذ هذه الرسالة على محمل الجد، وإيجاد أساليب مستدامة لمزج الفن بالتكنولوجيا بطريقة تحترم التوازن البيئي. مع كل هذه التحديات، هناك أيضًا فرصة للإبداع لنشر الوعي وإحداث تغيير حقيقي. من خلال الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية، يمكن للفنانين والمعماريين والمصممين المساهمة في حركة عالمية نحو اقتصاد أكثر وعياً واستدامة. كل خطوة نخطوها نحو دمج الاستدامة في عملياتنا الإبداعية يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية على البيئة. في النهاية، تمثل NFTs تحديًا وفرصة في ذات الوقت. ويتعين على الجميع أن يتحملوا مسؤوليتهم في رسم مستقبل يتماشى مع قيم الاستدامة والوعي البيئي. إن ضوء الأمل الذي يحيط بهم في هذا الوقت هو رغبة الفنانين والمهتمين بالمجال في تحقيق تغيير حقيقي، يسهم في الحفاظ على كوكب الأرض بطرق جديدة ومبتكرة.。
الخطوة التالية