تزايدت في الآونة الأخيرة شعبية منصات التواصل الاجتماعي البديلة مثل Strava وLetterboxd، حيث يبحث المستخدمون عن ملاذ آمن بعيدًا عن الفوضى والضغط النفسي الذي تعاني منه المنصات الكبرى. مع تزايد القلق بشأن الخصوصية والتوتر الناتج عن المشهد الإعلامي المعاصر، بدأت المجتمعات الصغيرة على هذه المنصات في النمو بسرعة، مما يساهم في تغيير مفهوم التواصل الاجتماعي. Strava، المعروفة كأداة تتبع للتمارين الرياضية، خاصة في رياضات الجري وركوب الدراجات، قد أصبحت أكثر من مجرد تطبيق رياضي. حيث أضافت هذه المنصة عنصرًا اجتماعيًا قويًا، إذ يمكن للمستخدمين مشاركة إنجازاتهم الرياضية، والتفاعل مع أصدقائهم، وخلق مجتمع قوي يدعم النشاط البدني. يقدم Strava مساحة للمستخدمين للتنافس بشكل صحي وتحقيق أهداف شخصية، مما يجعله خيارًا جذابًا لأولئك الذين يبحثون عن التحفيز الاجتماعي في جوانب حياتهم الرياضية. في الوقت ذاته، يزدهر Letterboxd كمنصة للأفلام، حيث يمكن لعشاق السينما مناقشة الأفلام، كتابة المراجعات، ومشاركة قوائم الأفلام المفضلة. يتيح Letterboxd للمستخدمين التعبير عن آرائهم الفنية وإيجاد مجتمع يفهم شغفهم بالفن السابع. هذه المنصة توفر ملاذًا ترفيهيًا بعيدًا عن القلق الذي قد يواجهه المستخدم عند التفاعل على منصات أكبر مثل فيسبوك أو تويتر، حيث تتصدر النقاشات السياسية والجدل. هذه الظاهرة تتناسب مع الاتجاه العام في المجتمع نحو البحث عن بيئات أكثر دعمًا وأقل تعقيدًا. إذ يشعر الناس بالتعب من الضغوط النفسية الناتجة عن التعليقات السلبية والإشاعات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي التقليدية. وعليه، تجد المنصات البديلة مثل Strava وLetterboxd نفسها تتلقى تدفقًا ملحوظًا من المستخدمين الذين يسعون للحصول على تجارب تفاعلية أكثر إيجابية. تعتبر Strava مكانًا لحضورة الرياضيين الهواة والمحترفين على حد سواء. يمكن للمستخدمين تحميل صور للنتائج ومشاركتها، مما يمنح البعض شعورًا بالإنجاز ويشجع الآخرين على الانضمام لتحسين لياقتهم البدنية. تتزايد الفعاليات المجتمعية التي تنظم offline، مثل المنافسات ولقاءت الجري الجماعية، مما يساهم في بناء علاقات شخصية واقعية بين المغامرين. أما بالنسبة لـ Letterboxd، فيفتح أبواب النقاش حول السينما بشكل أكثر عمقًا. يتيح للمستخدمين تصنيف الأفلام ومراجعتها بحرية، مما يعكس تنوع الآراء ويحفز النقاشات البناءة. يركز العديد من المستخدمين على استكشاف فئات جديدة من الأفلام، والتعريف بأفلام ربما لم تحظ بشهرة واسعة، وهذا يشجع على التنوع في الثقافات ويعزز من أهمية فهم الفنون المختلفة. لقد ساهمت هذه المنصات في خلق مجتمعات تتمتع بروح التعاون والمساعدة. إذ يجد الناس دعمًا من أقرانهم، سواء كان ذلك في تحقيق الأهداف الرياضية أو استكشاف الأعمال السينمائية الجديدة. يعود السبب في ذلك إلى أن هذه المنصات تتمتع بإمكانية الوصول إلى تجارب خاصة وفريدة من نوعها، مما يحسن جودة التفاعل الاجتماعي ويقلل من الضغط المصاحب للنقد العلني في منصات أخرى. التوجه نحو منصات أكثر تخصصًا يبرز، بشكل خاص، أهمية التجربة الشخصية. في عصر يتزايد فيه القلق بشأن الأمان الرقمي، أصبحت Strava وLetterboxd مركزين آمنين حيث يمكن للمستخدمين التواصل بحرية دون القلق من الضغوطات الاجتماعية السلبية. هذا الازدهار في المنصات البديلة يدل على رغبة ملحة لدى الأفراد لإعادة تعريف معاني التواصل والترابط الاجتماعي. الاستفادة من دعم المجتمع تعتبر من أهم العوامل التي تساهم في نجاح هذه المنصات. إذ أن التعليقات الإيجابية والتشجيع من الأصدقاء وزملاء الهواية يمكن أن تكون دافعًا قويًا في استمرار الأفراد في ممارسة نشاطاتهم المفضلة، سواء كانت رياضة أو مشاهدة أفلام، مما يخلق حلقة إيجابية تدفعهم للاستمرار. فقط خلال السنوات القليلة الماضية، شهدت هندسة وسائل التواصل الاجتماعي تحولاً جذريًا. ومع ازدياد الشكاوى حول الخصوصية والمراقبة، أصبح المستخدمون أكثر وعيًا حول بياناتهم الشخصية وكيفية استخدامها عبر المنصات الكبرى. لذا، فإن المنصات مثل Strava وLetterboxd تقدم حلاً، حيث تتعهد بحماية خصوصية المستخدمين وتقديم محتوى يتماشى مع اهتماماتهم الفردية. علاوة على ذلك، تقدم هذه المنصات للعملاء فرصة للانفصال عن الضغوط التي تأتي عادة مع الضغط للتفاعل على منصات أكبر. يتمتع المستخدمون بفرصة قبول الهزائم أو النجاحات في مساحة آمنة، مما يعزز من صحتهم النفسية والعاطفية. من الواضح أن الاتجاه الذي يتجه إليه المستخدمون نحو المنصات البديلة مثل Strava وLetterboxd ينذر بوجود تغييرات كبيرة في كيفية تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض عبر الإنترنت. تعكس هذه التغييرات الحاجة المتزايدة لبيئات أكثر رعاية واهتمامًا بالخصوصية والدعم الاجتماعي. إن نظرة إلى المستقبل تُظهر أن هذه المنصات، مع استمرارها في النمو، قد تؤدي إلى إعادة صياغة ممكنة لمفهوم وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم تحول التركيز من الأعداد الكبيرة من المتابعين والإعجابات إلى المجتمعات الصغيرة التي توفر الدعم والتفاعل الحقيقي والملهم. في النهاية، وبدعم من رغبة الناس في العودة إلى الأساسيات، يظهر أن التواصل الحقيقي يمكن أن يعود إلى منصة الهواتف الذكية.。
الخطوة التالية