ترامب يكرر وعده بتحويل الولايات المتحدة إلى "عاصمة الكريبتو العالمية" إذا أعيد انتخابه

في إطار حملته الانتخابية لعام 2024، أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التأكيد على وعوده بجعل الولايات المتحدة العاصمة العالمية للعملات الرقمية، وذلك في كلمة ألقاها في النادي الاقتصادي بنيويورك. وفي حديثه، وصف ترامب العملات الرقمية بأنها تمثل مستقبل الاقتصاد الأمريكي، وأكد على عزيمته على تبني هذه الصناعة بدلاً من مهاجمتها. ترامب: "سنجعل أمريكا عاصمة العملات الرقمية" خلال خطابه الذي استمر ساعة، تناول ترامب مجموعة من المواضيع الاقتصادية، وأشار بشكل خاص إلى أهمية العملات الرقمية مثل البيتكوين. وأكد أن إدارته ستعمل على إزالة عشر لوائح قديمة مقابل كل لائحة جديدة تُسن، مما سيفتح المجال أمام الابتكار والنمو في هذا القطاع. وقد أعرب ترامب في حديثه عن تطلعه لبناء بيئة تنظيمية تشجع على الابتكار في مجال التكنولوجيا المالية، مما سيدعم الاقتصاد الأمريكي بشكل عام. قال ترامب: "بدلاً من مهاجمة الصناعات التي تمثل المستقبل، سنحتضنها، بما في ذلك جعل أمريكا العاصمة العالمية للعملات الرقمية والبيتكوين." هذه التصريحات تأتي في وقت حيوي حيث تتجه الأنظار نحو دعم سياسات تشجع على الابتكار والنمو الاقتصادي. لقد شهدت السنوات الأخيرة تحولاً ملحوظاً في كيفية تعامل الحكومات مع العملات المشفرة، وفي الوقت نفسه، أثبتت الكثير من المؤسسات المالية التقليدية أن لديها الاستعداد لقبول هذا النوع من الأصول. التوجهات المالية الجديدة ترامب لم يكتفِ بإطلاق الوعود، بل أضاف أنه ينوي تعيين لجنة لكفاءة الحكومة لتدقيق نفقات الحكومة الفيدرالية، وهو ما يعد جزءاً من الخطط الأوسع لتقليل البيروقراطية وقدرتها على كبح جماح الابتكار. وكان قد اقترح أيضاً التعاون مع رواد مثل إيلون ماسك لتحقيق تحسينات مستدامة في الاقتصاد. في حديثه عن التضخم، أكد ترامب أنه مع فوزه في الانتخابات المقبلة، سيسعى لوضع سياسات حاسمة تهدف إلى القضاء على التضخم ودفع النمو الاقتصادي. وقد أعلن: "ستكون 5 نوفمبر يومًا تاريخيًا في تاريخ بلادنا، حيث سنستعيد السيطرة على اقتصادنا ونستعيد قوتنا السيادية." ربما تكون تصريحات ترامب دليلاً على إيمانه القوي بأن العملات الرقمية يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تعزيز الاقتصاد الأمريكي. وفي الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد الأمريكي تحديات متعددة، تسعى إدارات ترامب المقبلة لتبني الابتكار كاستراتيجية للنجاة والنمو. عملات مشفرة جديدة وفكر مبتكر في خطوة مثيرة للجدل، أشار ترامب إلى مشروع عائلي جديد يدعى "World Liberty Financial"، والذي سيقوم على إنشاء منصات مالية تعتمد على فكرة التمويل اللامركزي "DeFi"، وذلك باستخدام منصة Aave ذات الخصائص المتقدمة. يعكس هذا المشروع اهتمام ترامب العميق بمجال العملات الرقمية، وكيف أنه يسعى دائماً لتقديم حلول مالية مبتكرة. توجه ترامب نحو العملات الرقمية يأتي في وقت حيث تشتد فيه التحديات بين الدول الكبرى ومن بينها الولايات المتحدة والصين. وبينما تتمسك الصين بنهجها القائم على السيطرة، يبدو أن ترامب يسعى جاهدًا لبناء بيئة أكثر انفتاحًا على الابتكار والإبداع، مما قد يعزز من قوة أمريكا في مواجهة التحديات العالمية. التوازن بين القوانين والتطورات الاقتصادية لعب القوانين والانظمة دورًا كبيرًا في تشكيل مستقبل العملات الرقمية، ويبدو أن ترامب يميل نحو التحرر من اللوائح التنظيمية الأكثر صرامة. في كثير من الأحيان، كان يُنظر إلى هذه اللوائح على أنها تعيق نمو الاقتصاد، وهو ما دعا ترامب للتأكيد على أن إزالة تلك القيود ستسمح بتحرير الاقتصاد الأمريكي. إن اعتماد العملات الرقمية سيفرض تحديات جديدة على النظام المالي العالمي، خصوصاً في مسألة التنظيم والأمن. ومع اقتراب الانتخابات، يظهر ترامب كأحد المرشحين القلائل الذين يتبنون هذا النهج المبتكر، وهو يجسّد الأمل للكثيرين الذين يسعون للانتقال من النموذج التقليدي إلى عالم التشفير. الأثر الاجتماعي والسياسي في ظل هذا السياق، يمكن القول إن ترامب يرتكز على قاعدة دعم واسعة مشابهة لدعمه خلال فترات سابقة. فقد حقق ترامب نجاحًا منقطع النظير في بناء قاعدة من الناخبين الذين يؤمنون بأسلوبه في الحكم والذي يركز على الأعمال والابتكار. من المتوقع أن يكون تأثير ترامب على الانتخابات المقبلة أكبر من مجرد وعود انتخابية، وذلك بسبب التفاعل الكبير الذي يشهده مجال العملات الرقمية، والجاذبية المتزايدة للأصول الرقمية. إن فوزه المحتمل قد يمنح العديد من رواد الأعمال والشركات الناشئة في مجال التشفير الأمل والتشجيع على الاستثمار في الأصول الرقمية. الختام مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، يبدو أن العملات الرقمية ستظل في صدارة النقاشات الاقتصادية في الولايات المتحدة. يؤكد ترامب من خلال تصريحاته على أهمية العملة الرقمية ودورها في مستقبل الاقتصاد الأمريكي. إذا تمكن ترامب من تحقيق وعوده بجعل أمريكا عاصمة للبيتكوين والعملات الرقمية، فقد يمثل ذلك تحوّلاً كبيرًا في الطريقة التي يتم بها التعامل مع المال والأسواق في القرن الحادي والعشرين. في عالم يتجه نحو الابتكار والتقدم التكنولوجي، فإن رؤية ترامب لتبني العملات الرقمية قد تعني فصولًا جديدة من النمو والتطور للاقتصاد الأمريكي. ولذا، فإن الأسابيع المقبلة ستكشف النقاب عن مدى نجاح ترامب في اجتذاب الناخبين من خلال هذه الأفكار الجديدة والمثيرة.。