عواصف مميتة تجتاح الولايات المتحدة: تتسبب في إعصار وثلوج وفيضانات في أواخر ديسمبر 2023، تعرضت الولايات المتحدة لسلسلة من العواصف الشتوية القوية التي خلفت ضحايا وأضراراً جسيمة في العديد من الولايات. حيث أعلنت السلطات عن وفاة أربعة أشخاص على الأقل، وترك أكثر من نصف مليون منزل بدون كهرباء، نتيجة للأحوال الجوية القاسية التي اجتاحت المناطق الشرقية من البلاد وكندا. بدأت القصة في ولاية فلوريدا عندما قام إعصار قوي ذو رياح عاتية بقلب سيارة وتدمير شقق سكنية، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان. وبلغت قوة الإعصار الدرجة التي دفعت الحكومة المحلية إلى إعلان حالة الطوارئ في 49 مقاطعة. وفي هذه الأجواء العاصفة، تمَّ تسجيل أكثر من 12 إعصارًا في مناطق مختلفة من فلوريدا وألاباما وجورجيا، مما استدعى تنفيذ عمليات بحث وإنقاذ في بعض المناطق. تشير التقارير إلى أن العواصف تسببت في إلغاء أكثر من 1300 رحلة جوية من وإلى الولايات المتحدة، مما زاد من معاناة المسافرين الذين كانوا متواجدين في المطارات. حتى أن طائرة نائبة الرئيس كامالا هاريس تعرضت لتغيير مسار رحلتها بسبب سوء الأحوال الجوية، مما يعكس خطورة الوضع. بالتوازي مع الإعصارات، كانت الثلوج تتساقط بكثافة في الولايات الداخلية. فقد تعرضت بعض المناطق لأكثر من قدم من الثلوج، مما أدى إلى إغلاق الطرق والمرور. وفي الوقت نفسه، شهدت أركنساس وكارولينا الجنوبية هطولًا شديدًا للأمطار، مما أدى إلى وقوع فيضانات عززت من التقارير عن المخاطر المحتملة للسكان. تعددت القصص المأساوية نتيجة هذه العواصف، حيث فقدت عائلات أحبائهم نتيجة الانهيارات والتساقطات الثلجية. ففي هيوستن، أبلغت السلطات عن وفاة امرأة تبلغ من العمر 81 عامًا بعد أن دمر إعصار منزلها وسبب أضرارًا للعديد من المنازل الأخرى. كما شهدت ولاية نورث كارولينا حادثة مؤلمة أخرى حيث لقي شخص مصرعه بينما تهدم منزل متنقل بفعل العواصف. وفي ولاية جورجيا، شهد طريق سريع حادثًا مأساويًا إذ سقطت شجرة على سيارة، مما أسفر عن مقتل سائقها في لحظات عصيبة وحزينة. وحسب تقارير محلية، لقي رجل آخر حتفه تحت شجرة سقطت في برمنغهام، ألاباما، مما يعكس خطورة هذا الطقس القاسي. أما في باناما سيتي، فلوريدا، فقد وصف أحد السكان مشهداً مروعًا: “كان الصوت كأنه قطار شحن يضرب جدارًا من الطوب.” كان الإعصار يودع أثاره المدمرة، حيث دمرت الهياكل وأغرقت الشوارع. وقد أصدرت السلطات قرارًا بفرض حظر تجول في المدينة بسبب مخاطر البقاء في الخارج بعد حلول الظلام. وقد حذرت خدمة الطقس الوطنية (NWS) من أن العواصف القوية لم تنته بعد، وأن هناك المزيد من الأضرار المتوقعة في الأيام المقبلة، حيث يمكن أن تتعرض عدة مناطق، من فلوريدا إلى كارولينا الشمالية، لأعاصير إضافية مع رياح شديدة وهطول أمطار غزيرة. تأثرت حركة المرور البرية بشكل كبير حيث أعلنت السلطات في ولايات مثل نبراسكا وكانساس أنهم تعاملوا مع المئات من الحوادث المرتبطة بالطقس. وتوجهت رسائل من المسؤولين تدعو المواطنين إلى انتظار هدوء العواصف، مشددين على أهمية السلامة الشخصية. وفيما يخص الحدث في نيوجيرسي، أعلنت الحكومة المحلية حالة الطوارئ، محذرة السكان بعدم “الاستهانة” بالعواصف. أما في ولاية نيويورك، فقد قال الحاكم كاثي هوشول إن العواصف يمكن أن تكون “تهديدًا للحياة” نظرًا للفيضانات المتوقعة نتيجة لاندماج الأمطار مع الثلوج المتراكمة. ولم يعد عدد من المهاجرين الذين لجأوا إلى خيام في بروكلين خيارًا متاحًا، حيث قاموا بالإخلاء إلى صالات رياضية حتى تنجلي العواصف، مما يزيد من الإحساس بالمأساة التي خلفتها هذه العواصف على الجميع. في ختام هذا المشهد المأساوي، تبقى التأثيرات طويلة الأمد لهذه العواصف الصيفية القوية واضحة. إذ أدت إلى دمار غير مسبوق وفقدان أرواح وبقاء آلاف المنازل بلا كهرباء. ومع اقتراب الأيام القادمة، فإن الخطط الاجتماعية والنفسية ستحتاج إلى تعزيز للتعامل مع آثار هذه الكارثة الطبيعية. إن الدروس التي تعلمناها من هذه الظروف الجوية القاسية تقودنا إلى التفكير في كيفية استعداد المجتمعات لمواجهة مثل هذه الكوارث في المستقبل. أظهر هذا الحدث القوي الحاجة الملحة نحو فهم التغيرات المناخية، وكيفية تطوير بنية تحتية قادرة على تحمل مثل هذه الظروف الصعبة، لضمان سلامة المواطنين وحمايتهم من مثل هذه الكوارث الطبيعية المميته.。
الخطوة التالية