أعلنت إدارة الضمان الاجتماعي عن زيادة تكلفة المعيشة لعام 2025، مما أثار الكثير من النقاشات والتوقعات حول كيفية تأثير هذه الزيادة على الملايين من المستفيدين. في هذه المقالة، سنستعرض تفاصيل زيادة تكلفة المعيشة، الأسباب وراءها، وتوقعات الخبراء حول مستقبل الضمان الاجتماعي. في أوائل أكتوبر، أعلنت إدارة الضمان الاجتماعي عن زيادة بنسبة 2.5% في المدفوعات الشهرية، وذلك اعتباراً من يناير 2025. يستفيد من هذه الزيادة حوالي 72.5 مليون شخص يتلقون مزايا الضمان الاجتماعي، بما في ذلك المتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة. هذه الزيادة تعد أقل من الزيادة التي شهدها السنة السابقة والتي بلغت 3.2%، وكذلك أقل بكثير من الزيادة الاستثنائية في عام 2023 والتي وصلت إلى 8.7%. تشير هذه الأرقام إلى أن التضخم بدأ في التراجع، وهو ما يعتبر عاملاً مهماً ينعكس على خطط المساعدة المالية. تعتبر هذه الزيادة بمثابة استجابة للتغيرات الاقتصادية التي تطرأ على تكاليف المعيشة. وتحدد إدارة الضمان الاجتماعي تكلفة المعيشة بناءً على مؤشر أسعار المستهلك للعمال الحضريين، والذي يقيس التغيرات الشهرية في الأسعار. هذه الطريقة في تحديد الزيادة تجعلها تعتمد على مجموعة واسعة من السلع والخدمات التي يحتاجها المواطنون يومياً. على الرغم من ذلك، فإن لجنة كبار المواطنين، وهي مجموعة غير ربحية تهتم بمصالح كبار السن، عبرت عن استيائها من أساسيات حساب الزيادة. حيث اعتبرت أن المؤشر المستخدم لا يعكس بشكل كافٍ تكاليف المعيشة التي يواجهها كبار السن، وخصوصاً فيما يتعلق بالأسعار المرتفعة للرعاية الصحية والأدوية. وفقاً لاستطلاع أجرته، أشار 72% من المشاركين إلى ضرورة تغيير طريقة حساب زيادة تكلفة المعيشة لتكون أكثر ملائمة لاحتياجات كبار السن. تشير الإحصائيات إلى أن 67% من كبار السن يعتمدون على الضمان الاجتماعي لتغطية أكثر من نصف دخلهم، ولذا فإن أي تغيير في السياسات أو في حساب زيادة كلفة المعيشة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على ميزانياتهم الشهرية. تعكس هذه الأرقام القلق المتزايد بين كبار السن حول مستقبل دخلهم ومدى كفاية معاشاتهم لتغطية الأساسيات مثل الغذاء والرعاية الصحية. يقول شانون بينتون، المدير التنفيذي للجنة كبار المواطنين، إن "الفجوة بين احتياجات كبار السن والتغيرات الاقتصادية تزداد اتساعًا". ويشير إلى أنه يجب على الكونغرس أن يعيد النظر في كيفية احتساب تكلفة المعيشة بشكل يتناسب مع التحديات الفريدة التي يواجهها كبار السن في المجتمع. مع استمرار تخفيض نسبة الزيادة في السنوات الأخيرة، يتساءل العديد من المستفيدين عن مستقبل الضمان الاجتماعي. وفي حين أن الضمان الاجتماعي كان يُعتبر شبكة أمان فعالة، تؤكد التغيرات الاقتصادية أن هناك حاجة ملحة لمراجعة النظام لضمان استدامته. بينما يتابع الخبراء والمحللون هذا التطور، يشتكى بعضهم من عدم وجود شفافية كافية في سياسات الضمان الاجتماعي، والتي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية. كما يرون أن الحاجة إلى إصلاح هيكل الضمان الاجتماعي بات أمراً ملحاً، مع الأخذ بعين الاعتبار التغيرات الديموغرافية ومستويات التضخم. توقعات الخبراء تشير إلى أن التغيرات القادمة قد تشمل تحسين كيفية احتساب تكلفة المعيشة ورفع مستوى المزايا لتلبية احتياجات المستفيدين. يقول أحد الخبراء الماليين: “إننا بحاجة إلى فهم شامل لاحتياجات مختلف الفئات الاجتماعية وكيف يمكن للنظام أن يقدم الدعم اللازم لكم”. ويشير أيضاً إلى أن الاعتماد المستمر على المؤشرات الاقتصادية التقليدية يمكن أن يخاطر بفقدان تأثير الدعم المالي على الفئات الأكثر احتياجاً. ومع تزايد أعداد كبار السن في المجتمع، فإن أهمية التعديلات على برامج الضمان الاجتماعي تزداد. على المدى القريب، من المتوقع أن تعمل إدارة الضمان الاجتماعي على توفير مزيد من المعلومات للمستفيدين حول كيفية أثر زيادة كلفة المعيشة على ميزانياتهم. وسيكون من الشديد الأهمية أن يقوم المستفيدون بمراجعة وضبط ميزانياتهم لتتناسب مع الزيادة الجديدة. وفي النهاية، يمكن أن تمثل زيادة كلفة المعيشة لعام 2025 تحولاً مهماً في كيفية تصميم وتوزيع المساعدات الاجتماعية. ومع تزايد الضغوط الاقتصادية على الفئات الضعيفة، فإن الحاجة إلى تحسين نظام الضمان الاجتماعي تظل بارزة. ومن المهم أن تواصل المجتمعات المحلية والعاملون في المجال الاجتماعي الضغط من أجل تغيير السياسات وضمان أن تكون مدد الدعم كافية لتلبية احتياجات الجميع. يشير المحللون أيضاً إلى ضرورة تطوير استراتيجيات جديدة تهدف إلى تقديم الدعم الكامل للفئات الأكثر احتياجاً، بما في ذلك تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية والمالية. وفي ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة، أصبح من الضروري أن تتكاتف الجهود لتوفير مستقبل أفضل للجميع، وخاصة للمسنين الذين يعتمدون بشكل رئيسي على دعم الضمان الاجتماعي. مع اقتراب بداية العام الجديد، تلوح في الأفق العديد من التساؤلات والعوامل التي قد تؤثر على مدى استفادة المواطنين من زيادة تكلفة المعيشة، لكن الأمر المؤكد هو أن الموضوع سيظل على طاولة النقاش العام حتى يتم التوصل إلى حلول فعّالة.。
الخطوة التالية