تقدم كارادانو إلى مرحلة جديدة من الحوكمة اللامركزية مع إطلاق عصر "فولتير"، وهو تحول يعكس التزام الشبكة بالمشاركة المجتمعية والشفافية. تمثل هذه المرحلة الجديدة تتويجًا لرؤية طويلة الأمد تهدف إلى تمكين حاملي العملة من اتخاذ القرارات المفصلية التي تؤثر على مستقبل الشبكة. في الأول من سبتمبر 2024، تم تنفيذ تحديث "تشانغ" الذي يمثل التحول من نماذج الحوكمة التقليدية إلى نموذج قائم على الانتخابات. يتضمن هذا التحديث إنشاء لجنة دستورية تعمل كهيئة حاكمة مؤقتة، حيث ستشرف على العمليات وتساعد في التنسيق خلال مرحلة الانتقال. يهدف ذلك إلى توفير بيئة آمنة ومنظمة حتى يتمكن المجتمع من تولي زمام الأمور بشكل كامل. ينظر إلى عصر "فولتير" على أنه النقطة الأخيرة في خارطة طريق كارادانو، حيث يهدف إلى إنشاء نظام تصويت يتيح لحاملي عملة ADA المشاركة بشكل مباشر في صنع القرار. يتم تمويل مشاريع المجتمع من خلال خزانة تمولها الرسوم الناتجة عن المعاملات، ما يعزز من استقلالية الشبكة وييسر نجاح المبادرات المجتمعية. تشتمل الهيكلية الجديدة على "الممثلين المنتخبين" أو ما يعرف بـ "DReps"، الذين يتم انتخابهم من قبل حاملي ADA. هؤلاء الممثلون سيكون لديهم دور حيوي في ضمان أن صوت المجتمع مسموع في عمليات اتخاذ القرار. بالإضافة إلى ذلك، سيحتفظ مشغلو حاويات الحصص "SPOs" بدور مهم في التأكد من تمثيل مصالح الجميع. يلعب "DReps" و"SPOs" معًا في تحقيق مصالح المجتمع في قضايا حوكمة هامة مثل التعديلات الدستورية وغيرها من القضايا الحاسمة. يتبع التحديث الجديد مرحلتين. المرحلة الأولى، التي بدأت مع تحديث "تشانغ"، تركز على إعداد الأساس. يتم تشجيع الممثلين المنتخبين على تسجيل أنفسهم وبناء دعم في المجتمع. خلال هذه الفترة، ستستمر اللجنة المؤقتة في الإشراف، والتي من المتوقع أن تستمر حوالي 90 يومًا. بعد ذلك، وفي المرحلة الثانية، سيتم تفويض السلطة إلى ممثلي المجتمع ومشغلي حاويات الحصص، مما يتيح لهم اتخاذ قرارات بشأن قضايا حوكمة كبيرة. تكمن إحدى أكثر الجوانب دراماتيكية في هذا التحول في إحراق المفاتيح التأسيسية لعصر "شللي". كانت هذه المفاتيح بمثابة أدوات تحكم في يد المؤسسين، ومع إحراقها، تصبح الشبكة بالفعل تحت سيطرة المجتمع. لكن لا يتشارك الجميع في نفس الحماس تجاه هذا التحول. فقد شهدت سوق العملات الرقمية ردود فعل مختلطة، حيث انخفض سعر ADA بنسبة تتجاوز 4% بعد التحديث، مما يعكس بعض الاتجاهات الأوسع في السوق. إن هذا التراجع في السعر يذكّر بأن الابتكارات لا تحقق دائمًا نتائج إيجابية على الفور. على الرغم من هذه التحديات، فإن بداية مرحلة "فولتير" تبشر بوعد عظيم. فقد أظهر المجتمع بالفعل استجابته من خلال تسجيل حوالي 45 DReps في اليوم التالي على تحديث "تشانغ"، مما يدل على جاهزيتهم للمشاركة النشطة في صنع القرار. عصر "فولتير" لا يمثل مجرد تحديث تقني، بل هو قلب رؤية كارادانو للانتقال إلى نموذج حوكمة شامل يعتمد على القوة الجماعية. من خلال توفير قناة للحوار والتفاعل بين حاملي العملة، تأمل كارادانو في بناء نظام أكثر شفافية وقوة، حيث يكون لكل صوت قيمة ويكون لكل قرار تأثير كبير. إن التحدي التالي سيكون في كيفية تعامل المشاركين مع هذه السلطة الجديدة. سيكون من الضروري أن يتحلى الممثلون المنتخبون بالشفافية والكفاءة في تقاريرهم للمجتمع. كما يتطلب الأمر المزيد من التفاعل بين الممثلين والناخبين لضمان أن تعكس القرارات مصالح الجميع. في ضوء التطورات الحالية، يبدو أن كاردانو تتجه نحو فتح آفاق جديدة في عالم الحوكمة اللامركزية، حيث يصبح حاملو العملة هم الذين يشكلون مصير الشبكة. هذا التحول قد يكون مثار اهتمام ودراسة لكافة الشركات والنماذج المالية الأخرى في عالم العملات الرقمية. ختامًا، يمثل "فولتير" نقطة تحول مهمة في تاريخ كارادانو. يعكس هذا الاتجاه الجديد الفهم المتزايد بأن قوة الشبكة تأتي من المجتمع. بينما تتصاعد التحديات الداخلية والخارجية، تبقى آمال المستخدمين مرتكزة على رؤية كارادانو لتقديم منصة تكميلية تتمتع بالشفافية والنزاهة. بإمكان شبكات العملات الرقمية الأخرى أن تتعلم الكثير من تجربة كارادانو، حيث أن التحول نحو الحوكمة اللامركزية ليس مجرد موضة عابرة، بل هو ضرورة ملحة لبناء نظم مالية مستقبلية تُعطي صوتًا حقيقيًا لكل فرد.。
الخطوة التالية