في الأسبوع الماضي، شهد عالم العملات المشفرة مجموعة من الأحداث المثيرة التي جذبت انتباه المستثمرين والمتابعين في جميع أنحاء العالم. مع تزايد الاستثمارات في العملات الرقمية، تجاوزت القيمة السوقية للعملات المشفرة 250 مليار دولار. ولكن، وسط هذا الزخم، كان هناك تحول مثير في الهند حيث أطلقت شركة Billdesk الشهيرة بوابة الدفع عملتها المشفرة الخاصة، Coinome. بينما يثير ارتفاع قيمة البيتكوين والنجاح الهائل للعملات مثل البيتكوين كاش والإيثيريوم، انقسمت آراء عشاق البيتكوين ومؤيدو البيتكوين كاش. المنافسة تشتعل، ومع ارتفاع قيمة العملات، أصبح من الواضح أن العالم يسير نحو تحول رقمي متسارع في نظام المالية. مع ارتفاع قيمة البيتكوين والتي وصلت إلى 8200 دولار، قال باتريك بيرن، الرئيس التنفيذي لشركة Overstock الأمريكية، إنه حان الوقت للعالم أن ينتقل إلى المال الحقيقي، سواء كان ذهبًا أو بيتكوين. هذا التصريح يعكس التوجه العالمي نحو تبني العملات الرقمية كوسيلة للمعاملات اليومية. ولكن في الوقت نفسه، يواجه عالم العملات المشفرة تحديات كبيرة، بما في ذلك الجرائم الإلكترونية المتزايدة التي تستهدف هذه الصناعة، من حادثة Mt. Gox وفضيحة Tether وغيرها. أحد أبرز الأحداث في هذا الأسبوع كان إطلاق Coinome، وهي منصة تبادل جديدة للعملات المشفرة في الهند قامت بتطويرها Billdesk. تتميز Coinome بعملية تسجيل سريعة وسهلة، تتطلب من المستخدمين تقديم رقم Aadhaar الخاص بهم، حيث يتم التحقق من الهوية عبر إرسال رمز OTP. تسعى Coinome لضم 20 عملة مشفرة بحلول نهاية عام 2018، مما يعكس التزامها بتوفير خيارات متنوعة للمستثمرين في الهند. حسب تصريحات Vivek Steve Francis، المدير التنفيذي لشركة Coinome، فإن الشركة تهدف إلى أن تكون أول منصة تبادل تستخدم تقنية e-KYC عن طريق Aadhaar كوسيلة لتسهيل دخول المستخدمين إلى سوق العملات المشفرة. تعتبر Coinome بمثابة جسر يتيح للمستخدمين الثقة في منصة إلكترونية تطور من سمعة Billdesk المعروفة في مجال الدفع. في سياق الجهود التنظيمية، أعلن محافظ البنك المركزي الماليزي، تان سري محمد إبراهيم، أن بلاده ستتخذ خطوات لوضع إطار تنظيمي للعملات المشفرة. أشار إلى أن الجهات التي تقوم بتحويل العملات المشفرة إلى نقود ورقية ستعتبر مؤسسات لتقارير تابعة لقانون مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، مما يدل على انفتاح ماليزيا تجاه عالم العملات الرقمية والإجراءات اللازمة لضمان سلامة هذا السوق. أيضًا في القارة الآسيوية، جاءت تصريحات محافظ الخدمة المالية في كوريا الجنوبية، تشوي هيونغ سيوك، معارضة للجهود التنظيمية في البلاد. حيث أشار إلى أنه لا توجد خطط لمراقبة معاملات البيتكوين أو أي من العملات المشفرة الأخرى. هذا يعكس وجود تباين كبير في كيفية تعامل البلدان مع العملات المشفرة، حيث تفضل بعض البلدان تبنيها وتنظيمها، بينما تفضل أخرى عدم التدخل. بينما يسعى البعض إلى تنظيم السوق، قام بنك سويسرا Swissquote بإطلاق منتج متداول مُسمى "شهادة البيتكوين"، والتي تهدف إلى تقليل المخاطر المرتبطة بتداول البيتكوين. هذه الشهادة تتيح للمستثمرين المشاركة في السوق دون الحاجة إلى مواجهة تقلبات الأسعار الحادة التي قد تهدد استثماراتهم. وفي جانب جديد من الابتكار، تم الإعلان عن إطلاق عملات مشفرة مجمعة مثل AgreCoin و UpStart1K، والتي تُعتبر نوعًا جديدًا من العملات الرقمية. تعمل هذه العملات على تجميع عدة عملات مشفرة في صندوق واحد، مما يسمح للمستثمرين بتقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمار في عملة واحدة فقط. على الرغم من التحديات والجرائم التي تحيط بسوق العملات المشفرة، مثل سرقة تقدر بـ 31 مليون دولار من العملات الرقمية بواسطة عملة تذر، فإن المستثمرين يستمرون في البحث عن طرق جديدة للاستثمار والاستفادة من هذه التقنية الجديدة. من الواضح أن التعليم حول تقنية البلوكتشين والعملات الرقمية سيكون عنصرًا أساسيًا في مساعدة المستثمرين على فهم المخاطر وكيفية اتخاذ القرارات الصحيحة في هذا السوق الديناميكي. في سياق ذلك، أراد المؤلف براندون زيمب تسهيل هذا الأمر من خلال كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "تسلسل ساتوشي: بيان حول تقنية البلوكتشين". على الرغم من أن سوق العملات المشفرة يبدو مزدهرًا، إلا أن المخاطر والجرائم الإلكترونية لا تزال قضايا رئيسية تشكل تهديدًا. وهنا تبرز أهمية التعليم والتوعية حول كيفية الاستثمار بحذر وفهم الأسس التكنولوجية لهذه العملات. من الواضح أن العملات المشفرة في طريقها لتصبح جزءًا لا يتجزأ من النظام المالي العالمي، حيث يمكن أن يؤدي تبني تقنيات جديدة مثل Coinome وتطوير إطار تنظيمي أكثر وضوحًا إلى تعزيز الثقة في هذا السوق. في النهاية، سيظل هذا المجال جاذبًا للكثيرين سواء كنت مستثمرًا جديدًا أو خبيرًا متمرسًا، مما يثير فضول الجميع حول المستقبل الذي يحمله عالم العملات الرقمية.。
الخطوة التالية