في خطوة جديدة تهدف إلى تنظيم سوق العملات الرقمية، أعلنت كوريا الجنوبية عن خططها لإقرار قانون جديد للعملات الرقمية هذا العام. ويأتي هذا القرار في إطار سعي الحكومة الكورية لحماية المستثمرين وتوفير بيئة تنظيمية واضحة بعد الاهتمام المتزايد بالعملات المشفرة في جميع أنحاء العالم. هذه المقالة تستعرض أهم نقاط هذا التشريع الجديد وما يعنيه للسوق المالية في كوريا الجنوبية ولقطاعات العملات الرقمية. تاريخ التطور التنظيمي للعملات الرقمية في كوريا الجنوبية على مدار السنوات القليلة الماضية، شهدت كوريا الجنوبية نموًا كبيرًا في سوق العملات الرقمية. وكان الإطار التنظيمي الأول قد وُضع في يوليو من العام 2024، بعد سلسلة من الحوادث التي أثرت على سوق العملات الرقمية وأدت إلى فقدان الثقة من قبل المستثمرين. كانت الأهداف الرئيسية للإطار الأول هي حماية المستثمرين من المخاطر المرتبطة بالاستثمار في العملات الرقمية، إلى جانب فرض متطلبات صارمة على منصات تبادل العملات. القانون الجديد: نظرة شاملة التشريع الجديد الذي يتم تطويره حاليًا يأتي في سياق الحاجة لزيادة الشفافية والتأكد من سلامة تداول العملات الرقمية. فقد قام نائب رئيس لجنة الخدمات المالية، كيم سو يونغ، بإدراج الأهداف الرئيسية لهذا الإطار الجديد، حيث يتضمن توقعات لزيادة مستويات الشفافية بشأن القوائم الجديدة للعملات الرقمية على منصات التداول. - **شفافية منصات التداول**: من أهم النقاط التي سيتم تضمينها في القانون الجديد هو فرض متطلبات الإفصاح التي تعادل تلك المستخدمة في الأسواق المالية التقليدية. وسيؤدي ذلك إلى تعزيز ثقة المستثمرين في هذه المنصات. - **المحافظة على احتياطيات العملات المستقرة**: ستركز الحكومة أيضًا على تنظيم احتياطيات العملات المستقرة، بالتعاون مع أفضل الممارسات عالميًا لضمان استمرار القدرة على سحب الأموال من قبل المستخدمين. - **حماية المستخدمين**: أحد الأهداف الرئيسية للقانون الجديد هو حماية حقوق المستخدمين، وتوفير آليات للمسائلة تحدد حقوقهم في حال حدوث أي سوء إدارة أو احتيال. دعم المستثمرين المؤسسيين تمهيدًا لإعادة فتح السوق للمستثمرين المؤسسيين، أكدت اللجنة المالية أنها تعمل على رفع الحظر غير الرسمي المفروض على تداول المؤسسات في العملات الرقمية. حيث كانت السياسات الحالية توصي البنوك بعدم السماح للمؤسسات بفتح حسابات على منصات التداول، ما أدى إلى تأثير سلبي على قدرة المؤسسات على المشاركة في هذا السوق. ووفقًا للخطة، سيبدأ رفع الحظر تدريجيًا ليشمل المؤسسات غير الربحية أولاً. أهمية التطوير التشريعي تعتبر هذه الخطوة ذات أهمية كبيرة، حيث أن رفع القيود على المستثمرين المؤسسين سيساهم في تقوية سوق العملات الرقمية. مع دخول المؤسسات، من المتوقع أن يتزايد حجم الاستثمار في هذا القطاع، مما يدعمه أكثر ويعزز من استقراره. بالإضافة إلى ذلك، فإن رفع القيود يمكن أن يجلب أيضًا استثمارات أجنبية من مؤسسات دولية، مما سيساهم في زيادة الوعي العام بحجم السوق الكوري وموثوقيته. الإعداد للتنظيم العالمي مع تزايد الضغوط الدولية لتنظيم سوق العملات الرقمية، تسعى كوريا الجنوبية للانضمام إلى الركب العالمي. حيث أن العديد من الدول الكبرى بدأت بالفعل بوضع أطر تنظيمية محددة تجاه العملات الرقمية. وبالتالي، فإن المجهودات القانونية الكورية تهدف إلى تقليل الفجوات التنظيمية وزيادة التوافق مع المعايير الدولية، ما سيمكنها من حماية المستثمرين المحليين والدوليين. تحديات التنفيذ على الرغم من هذه الجهود، ستواجه حكومة كوريا الجنوبية تحديات كبيرة عند تنفيذ هذا القانون الجديد. من الضروري التأكد من أن التشريع يتماشى مع الابتكارات المستمرة في سوق العملات الرقمية، وأن يكون مرنًا بما يكفي لاستيعاب التغيرات السريعة في التكنولوجيا. كما يجب على الحكومة التأكد من أن كل من المنظمين والمستثمرين يفهمون قانون العملات الرقمية الجديد وكيف يمكن أن يؤثر على الأنشطة اليومية. الخاتمة في النهاية، من الواضح أن كوريا الجنوبية تتجه نحو تنظيم أكثر تقدمًا في سوق العملات الرقمية. هذا التوجه القانوني الجديد يُظهر التزام الحكومة الكورية بحماية المستثمرين وتوفير بيئة أكثر أمانًا للتداول. ومع ذلك، فإنه يتطلب تعاوناً فعالاً من جميع الأطراف المعنية لضمان نجاحه. يبقى السؤال حول كيفية استجابة السوق والمستثمرين لهذا الإطار الجديد، وكم ستكون الاستجابة لهذه التحولات التنظيمية من قبل جميع الفاعلين في هذا القطاع.。
الخطوة التالية