تعد تقنية البلوكتشين واحدة من أكثر الابتكارات التقنية تأثيرًا في السنوات الأخيرة، حيث أثبتت قدرتها على تعزيز الشفافية والكفاءة والأمان في مختلف المجالات. ومع ذلك، رغم الفرص الكبيرة التي تقدمها هذه التقنية، تصادف العديد من المؤسسات تحديات كبيرة عند تنفيذ مشاريع البلوكتشين. وبحسب تقرير حديث من شركة غارتنر، تم تسليط الضوء على سبعة أخطاء شائعة تقع فيها الشركات أثناء مشروع البلوكتشين. في البداية، يشير التقرير إلى أن العديد من المؤسسات تفرط في تقدير قدرة تقنية البلوكتشين على حل جميع مشكلاتها. من السهل الاعتقاد بأن استخدام البلوكتشين سيمكن من تحسين كل شيء، ولكن بعض المشاكل تتطلب حلولاً تقليدية أو بدائل أخرى. يجب على الشركات أن تحدد بوضوح الأغراض والحالات العملية التي سيكون فيها استخدام البلوكتشين مفيدًا، وتجنب التوجه الفوري نحو تطبيق التقنية دون النظر إلى الجدوى الفعلية. الخطاء الثاني هو عدم فهم طبيعة الشبكة التي سيتم إنشاؤها. تظل البلوكتشين تقنية موزعة بطبيعتها، مما يعني أن المعنيين ببناء الشبكة يجب أن يكونوا قادرين على تحقيق توازن بين الأعضاء المختلفين. لكن العديد من الشركات تفشل في تحديد المشاركين المعنيين بدقة، مما يؤدي إلى عدم توافق المصالح وتشتت الجهود في تطوير الشبكة. يتعين على الفرق المسؤولة عن التنفيذ العمل على تحديد الأدوار بوضوح وضمان وجود جميع الأطراف المعنية من البداية. والخطأ الثالث هو تجاهل القضايا القانونية والامتثال. على الرغم من أن البلوكتشين قد تبدو كحل مبتكر، إلا أن القوانين والتشريعات الحالية لا تزال تطبق عليها. يجب على الشركات أن تأخذ في اعتبارها المتطلبات القانونية المحلية والدولية عند تطوير مشاريعها، خصوصًا فيما يتعلق بجوانب حماية البيانات، والعقود، والتعاملات المالية. الإغفال عن هذا الجانب قد يتسبب في مشاكل قانونية كبيرة قد تؤدي إلى تعطل المشروع بأكمله. أما الخطأ الرابع الذي أشار إليه التقرير، فهو عدم إيلاء أهمية كافية للتواصل والتعاون. تعتبر تقنيات البلوكتشين معقدة، ولذا يتعين على الفرق المعنية أن تتواصل بشكل فعال مع جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك المطورين، والمديرين، والمستفيدين النهائيين. بناء علاقات تعاون متينة وتيسير تبادل المعرفة يمكن أن يسهل عملية التنفيذ ويساعد في تحقيق الأهداف المرجوة. الخطأ الخامس هو الاستهانة بتكلفة الصيانة والدعم. يظن البعض أن بمجرد إطلاق النظام القائم على البلوكتشين سيعمل بسلاسة، لكن الواقع هو أن المشاريع تتطلب دعمًا مستمرًا وتحديثات للحفاظ على فاعليتها. يجب على الشركات أن تكون جاهزة لتحمل التكاليف المستمرة للصيانة وضمان استدامة النظام على المدى الطويل. وفيما يتعلق بالخطأ السادس، يشير التقرير إلى نقص في قياس الأداء. يعد الهدف من أي مشروع هو تحقيق نتائج ملموسة، ويجب على المؤسسات وضع معايير وتقييمات صارمة لقياس نجاح تطبيقات البلوكتشين. من خلال عدم وجود مقاييس محددة، قد يتعذر على الفرق تقييم الأداء الفعلي للتطبيق واتخاذ قرارات مستنيرة حول التعديلات والتحسينات اللازمة. أما الخطأ السابع والأخير فهو تجاهل الابتكار المستمر. تنتقل التقنية بسرعة، وتقنيات جديدة تتطور بشكل مستمر. إذا توقفت الشركات عن البحث عن طرق جديدة لتحسين أنظمتها واستغلال الفرص الجديدة، فقد يستمر استثمارها في البلوكتشين دون تحقيق النتائج المرجوة. ينبغي على فرق العمل أن تتبنى ثقافة الابتكار والمراجعة الدورية لضمان أن تظل المشاريع قادرة على المنافسة. ختامًا، تقدم تقنية البلوكتشين فرصًا كبيرة للمؤسسات، ولكن تحتاج إلى فهم عميق وتخطيط دقيق لتجنب الأخطاء الشائعة. من خلال التعلم من أخطاء الآخرين وتطبيق الدروس المكتسبة، يمكن للشركات تحقيق أقصى استفادة من هذه التقنية الواعدة وتعزيز قدراتها التنافسية في السوق. إن القدرة على الابتكار والتكيف مع التغيرات ستكون عاملًا حاسمًا في نجاح أي مشروع بلوكتشين مستقبلي.。
الخطوة التالية