عادت لعبة فلابي بيرد الشهيرة، ولكنها عادت بقصة عودة غامضة وبدون مبتكرها. بعدما اجتاحت اللعبة الهواتف الذكية قبل عشر سنوات، ها هي الآن تتصدر الأخبار من جديد، ولكن هذه المرة مع فريق جديد يدعى "مؤسسة فلابي بيرد" الذي أصبح المسؤول عن إعادتها. فما هي تفاصيل هذه العودة، وما هي الأبعاد التي تحيط بها؟ وقعت لعبة فلابي بيرد في عام 2014 كالصاعقة، إذ استطاعت أن تأسر قلوب الملايين حول العالم. كان هناك شيء سحري في بساطتها؛ اللاعب يتحكم في طائر صغير، ويتعين عليه التهرب من الأنابيب دون أن يصطدم بها. حققت اللعبة نجاحًا ساحقًا، حيث كانت تُحقق إيرادات يومية تقدّر بعشرات الآلاف من الدولارات من الإعلانات. لكن بعد فترة قصيرة، قرر مبتكر اللعبة، دونغ نغوين، سحب اللعبة من جميع متاجر التطبيقات، مشيرًا إلى القلق من الآثار السلبية للاستخدام المفرط للعبة. لكن ما الذي حدث خلف الكواليس منذ ذلك الحين؟ بعد مرور أكثر من عقد من الزمن، عادت فلابي بيرد، لكن مع فريق جديد وأسئلة بلا أجوبة. "مؤسسة فلابي بيرد" أعلنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن عودة اللعبة، ووصفت نفسها بأنها مجموعة من المعجبين المتحمسين الذين حصلوا على حقوق العلامة التجارية، رغم أنه يبدو أن هذه الحقوق لم تُستحوذ من دونغ نغوين. عند إلقاء نظرة أعمق على المشروع الجديد، نجد أن مؤسسة فلابي بيرد قد أطلقت مقطع فيديو دعائي يوضح الميزات الجديدة للعبة. تحمل اللعبة الاسم ذاته، والذي يعيد اللاعبين إلى تجربة اللعب الكلاسيكية، حيث يعود الطائر الأصفر المحبوب وأسلوب اللعب البسيط. ومع ذلك، تم إضافة عدة عناصر جديدة تشمل شخصيات قابلة للعب ومستويات مختلفة، بل وحتى خريطة عالمية تشير إلى وجود وضع قصة جديد. الأمثل في كل ذلك هو وجود وضع جديد يسمى "فلابي بيرد ريفالز"، حيث يمكن للاعبين التنافس ضد 99 لاعبًا آخرين. ومع ذلك، تبقى الحقيقة المحزنة أن دونغ نغوين، الذي أوقف اللعبة في الأصل بسبب الضغوط الهائلة، ليس له أي دور في هذه العودة. لقد عَبّر نغوين عن عدم ارتياحه للشهرة التي حققتها اللعبة. إذ كان قد صرح بأن فلابي بيرد كانت مصممة لتتمتع بها لفترة قصيرة، لكن شعبية اللعبة فجّرَت الموقف ، وتحول الأمر إلى مشكلة حقيقية. لذا، قرر إزالتها، محطماً قلوب الملايين من المعجبين. فُتحت الأبواب الآن لمؤسسة فلابي بيرد، لكن من أين جاء حق تلك المؤسسة في إحياء اللعبة؟ شهدنا عملية حساسة تمثلت في استحواذ شركة غيمتيك هولدينغز ذ.م.م على الحقوق، حيث تدعي الجمعية أنها حصلت على هذه الحقوق من خلال تقديم ملف قانوني لتولي العلامة التجارية المهجورة من نغوين. يبدو أن الشركة قد استخدمت تصريحات نغوين العامة حول تخلّيه عن اللعبة كوسيلة لتولي الحقوق في سبتمبر 2023. ومع ذلك، حتى في ظل هذه الظروف المليئة بالغموض، هناك بصيص من الأمل. انضم إلى مؤسسة فلابي بيرد أحد أعضاء فريق تطوير اللعبة الذين ارتبطوا بفكرة "فلابي بيرد"، وهو مبتكر لعبة “بيو بيو ضد الكاكتوس"، والتي قال الكثيرون إنها ألهمت تصميم فلابي بيرد. على الرغم من أن العودة تبدو مشوّقة، إلا أن شبح الأسئلة والقضايا القانونية يظل مهيمنًا. فابينما يستعد اللاعبون لتجربة الإضافات الجديدة، يشعر البعض بالقلق بشأن وجود عناصر مالية جديدة، مثل المشتريات داخل التطبيق، وهي مسألة انتقدها العديد من المعجبين. هذه الميزة، إذا تم تأكيدها، قد تجعل تجربة اللعب أقل خلوًا من التحديات التي ميزت اللعبة الأصلية. من الواضح أن العودة الجديدة ليست مجرد نسخة مكررة من لعبة قديمة، بل تمثل محاولة استغلال الذكريات القديمة لجذب قاعدة جماهيرية واسعة من خلال تقديم ميزات جديدة. لكن في ظل الغموض الذي يحيط بهذه العملية، هناك خوف من أن تأثير تلك الإضافات قد ينتهي بالمزيد من الانتقادات بدلاً من الاستحسان. بينما ننتظر إصدار اللعبة في أكتوبر على الويب والأنظمة المختلفة، يتجه العديد من المعجبين بالفعل إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم. انقسمت الآراء حول ما إذا كانت هذه البداية الجديدة ستكون قادرة على استعادة سحر فلابي بيرد الأصلي. في الختام، ينبغي أن نتساءل عن مستقبل فلابي بيرد. هل ستنجح مؤسسة فلابي بيرد في إعادة الإحياء الحقيقي، أم أن هذه العودة ستكون مجرد ظل للعبة الكلاسيكية التي أحبها الجميع؟ يبقى أن نرى ما سيكون في انتظارنا في الأيام المقبلة، حيث يعد التعقيد الخلفي للعودة القصص الأكثر إثارة، بعناصر من الشغف والرغبة في تجديد الذكريات. فلنبقَ على اتصال، ونستعد لمغامرة جديدة مع طائر فلابي الذي يعود مرة أخرى – رغم كل التحديات والأسئلة المعلقة.。
الخطوة التالية