يعود برنامج "Flappy Bird" الشهير إلى الساحة، ولكن هذه المرة بقصة عودة ملتبسة وبدون مؤسسه. بعد مرور أكثر من عشر سنوات على اختفائه، يعلن مجموعة من المعجبين المخلصين، الذين يشكلون ما يُعرف بـ "مؤسسة Flappy Bird"، عن إعادة إطلاق اللعبة التي أثارت ضجة كبيرة في العالم، وجذبت الملايين من اللاعبين إلى هواتفهم الذكية في بداية عام 2014. تاريخ اللعبة المثير للجدل يعود إلى بدايات عام 2014 عندما قام المصمم الفيتنامي دونغ نغوين بإطلاق "Flappy Bird". سرعان ما أصبحت اللعبة حظاً كبيراً، محققة الإيرادات بمعدل بلغ عشرات الآلاف من الدولارات يومياً من الإعلانات. لكن في فبراير من نفس العام، قرر نغوين سحب اللعبة من جميع متاجر التطبيقات، مؤكداً أنه لم يعد يطيق الضغوطات المرتبطة بالنجاح الواسع والمشاكل المترتبة على إدمان المستخدمين للعبة. على الرغم من الجهود المتكررة من قبل المطورين الآخرين لمحاكاة اللعبة، لم يُستطع أحد منهم تحقيق النجاح الذي حققه "Flappy Bird" الأصلية. مرت السنوات، وبدأت الذاكرة تتلاشى، حتى قررت مجموعة من المعجبين المعروفين باسم "مؤسسة Flappy Bird" إعادة إحياء اللعبة. في إعلان مثير للجدل، كشفت مؤسسة Flappy Bird النقاب عن نسخة جديدة من اللعبة، تحتوي على شخصية الطائر الأصفر الأصلية واللعبة الأساسية التي تعتمد على النقر للرفع والتجنب. ولكن هذه المرة، أضافوا عدة شخصيات قابلة للعب، ومستويات جديدة تتيح لللاعبين استكشاف عالم اللعبة بطريقة جديدة. كما تضمنت المقطع الترويجي خريطة عالمية تلمح إلى وجود وضع للقصة، بالإضافة إلى وضع آخر يسمى "Flappy Bird Rivals" حيث يمكن للاعبين المشاركة في منافسات مع 99 لاعبا آخر. على الرغم من حماس المعجبين، يبقى السؤال الأهم: كيف تمكنت مؤسسة Flappy Bird من استعادة حقوق اللعبة؟ وفقاً للتقارير، لم يعد نغوين جزءًا من هذه العودة المثيرة، إذ يبدو أنه لم يكن له أي دور في إحياء اللعبة. حتى الآن، قدمت المؤسسة تفسيرات حول كيفية حصولها على الحقوق، مشيرة إلى أن حقوق "Flappy Bird" تم الحصول عليها من شركة أخرى تُدعى Gametech Holdings LLC، التي حصلت على الحقوق من خلال إجراءات قانونية تتعلق بالتخلي عن العلامة التجارية. ومع ذلك، فقد خلفت هذه الخطوات شعورًا بالاستياء بين عدد من المعجبين، حيث إن نغوين كان قد صرح في وقت سابق بأنه لم يكن سعيدًا بالشعبية الكبيرة التي جلبتها اللعبة وأنه كان يفضل "عدم وجود" Flappy Bird من الأساس. وعلى الرغم من شعبيته الواسعة، قال نغوين إن “Flappy Bird” كانت مصممة للعب لمدة قصيرة خلال فترات الراحة، لكن النجاح الكبير الذي حققته جعلها في نظره “مشكلة”. مع ذلك، تحتوي مؤسسة Flappy Bird على شخصيات مرتبطة بشكل غير مباشر بالنسخة الأصلية. كان أحد الأعضاء المجهولين هو مطور لعبة "Piou Piou vs. Cactus"، التي كانت محط جدل حول سرقتها لأفكار من "Flappy Bird". يعتقد البعض أن نغوين أغلق "Flappy Bird" لتجنب المشاكل القانونية، مما يزيد من تعقيد القصة حول هذه العودة. على الرغم من الجدل الواضح، يبدو أن مؤسسة Flappy Bird عازمة على تحقيق النجاح الذي يطلق عليه "العودة". يتوقعون إطلاق النسخة الجديدة من اللعبة في أكتوبر المقبل عبر الإنترنت، مع إصدارات مخصصة لمنصات iOS وAndroid تأتي في عام 2025. ومع ذلك، بينما يستعد اللاعبون وعشاق "Flappy Bird" للعودة الموعودة، فإن العوائق الأساسية لا تزال قائمة. من المقلق أنه، بجانب الاعتماد على عوائد الإعلانات، تهدف اللعبة أيضًا إلى تضمين معاملات صغيرة – وهو تحرك أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه النسخة الجديدة ستحفظ روح اللعبة الأصلية والتي كانت تعتمد على البساطة والمرح. بالمجمل، يُطرح الآن سؤال كبير: هل ستحقق مؤسسة Flappy Bird النجاح المرتقب مع هذه العودة الغامضة؟ أم سيكون مصيرها مشابهًا لمصير العديد من الألعاب الأخرى التي لم تتمكن من البقاء تحت مظلة الشغف التي أثارها مشروعها الأصلي؟ تبقى الأمور غير واضحة، وقد يكون من الصعب الجزم بما سيكون عليه مستقبل "Flappy Bird" الجديد. الجميع في انتظار ظهور اللعبة في الأسواق مرة أخرى. على كل حال، مع تعقيدات العلاقات القانونية والتجارية، قد يصبح من الصعب على المعجبين التقبل التام للنسخة الجديدة من اللعبة التي طالما أحبوا، حيث يبقى التأثير الحقيقي لعودة "Flappy Bird" داخل قلوب اللاعبين، مشوباً بالذكريات والتساؤلات. بينما يتطلع اللاعبون إلى اختبار تجربتهم مع "Flappy Bird" مرة أخرى، هناك شعور دائم بأن كل ما تم تحقيقه حتى الآن لا يتجاوز السطح. الكثافة الشعبية التي جلبتها اللعبة الأصلية لم يعد لها علاقة بالمؤلف، مما قد يفرض تحديات جديدة على "مؤسسة Flappy Bird". في النهاية، يبقى المشهد الرقمي مفتوحاً على مصراعيه أمام "Flappy Bird" لتعيد كتابة تاريخها، ولكن هذه المرة مع إجراء تغييرات أساسية ضمن في إطار جديد، يتجاوز مجرد لعبة تعتمد على ضربات الأصابع وتحقيق النقاط. إنما قد يتطلب الأمر حلاً مبتكرًا يجمع بين الوفاء للنسخة الأصلية وتقديم تجربة فريدة ترتقي بمستوى الألعاب الحديثة.。
الخطوة التالية