أصبح موضوع قضية الشقيق الذي طُرد من زفاف شقيقته بسبب عذراً يعتبر "سطحياً" مادة حديث في منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية بعد أن قام برواية قصته المؤثرة على موقع ريديت. القصة تتعلق بشاب يُدعى بوريس، يبلغ من العمر 15 عامًا ويعاني من شلل دماغي طفيفة ويستخدم العكازات للمساعدة في التحرك. هنا، نسلط الضوء على ما حدث وكيف تعاطف العديد مع حالته. خلال حفل زفاف شقيقته الكبرى، صوفي، التي تبلغ من العمر 22 عامًا، توقع بوريس أن يكون يوم الزفاف مميزًا ومليئًا بالفرح وغير قابل للنسيان. لكن ما حدث في ذلك اليوم كان على عكس ما كان يتمنى. فقد أُجبر على مغادرة المناسبة التي كان متحمسًا لحضورها بسبب غضب عائلته مما اعتبره "تخريبًا لصور العائلة". في البداية، طلبت صوفي من بوريس أن يقوم بتزيين عصاه لتتناسب مع ثيم الزفاف الذي كان بالأبيض والأسود. فهم بوريس أن الطلب كان بريئًا، فعمد إلى تزيين عصاه باستخدام الشريط الأسود حتى تبدو أكثر تماشياً مع الأجواء. لكنه وعلى الرغم من جهوده، جاء يوم الزفاف واكتشف أنه سيكون مضطراً لاستخدام عكازاته الزرقاء بدلاً من العصا السوداء. وهذه كانت نقطة التحول التي دفعت الأمور نحو الانفجار. عندما حضر بوريس الزفاف، كانت عائلته متحمسة لرؤية كيف ستبدو الأمور. إلا أن صوفي بدت غاضبة وطلبت منه أن يبقى جالسًا أثناء حفل الزفاف، وألا يستعمل العكازات حتى لا يفسد "تنسيق الألوان". مما أثار غضبه وإحباطه؛ إذ كيف لشقيقته أن تكون أكثر اهتمامًا بـ "تنسيق الألوان" من حالته وصحته. لكن بوريس حاول تفهّم الأمر وامتثل لطلبها. وبمرور الوقت، قرب موعد التقاط صور العائلة، احتدم النقاش عندما طلبت صوفي من والدته أن تمنع بوريس من المشاركة في الصور العائلية. وعندما بدأ الجدل يشتعل بين الأسرة، بدأت عواطف بوريس في الانفجار. كيف يمكن لأسرة، خاصة شقيقة له، أن تدفعه بعيدًا لأنه لا يتماشى مع ما تعتبره "جميلًا"؟ في رد فعل فجائي وغاضب، قال بوريس لشقيقته: "عليك أن تتفهمي أن الأمر ليس حول الألوان، بل حول العائلة". امتدت ردود الفعل من عائلته بشكل يؤلم، حيث تم إبلاغه بأن يعتبر مغادرة الاحتفال أفضل خيار له، فسار بوريس دون أن يعرف هل سيجد المساندة من العائلة أم لا. وفي تلك اللحظة، أدرك بوريس أنه لطالما كان جزءًا من العائلة، وستكون حكايات الضحك والمشاركات في المناسبات السعيدة ناقصة بدونه. لكن تأتي المصائب والمواقف في كثير من الأحيان لتذكرنا بأهمية التفاهم والدعم بين الأفراد. على وسائل التواصل الاجتماعي، حظيت قصة بوريس بتفاعل كبير وشوّقت الكثيرين. التفاعل عبر المنصات يعكس مدى التعاطف الذي شعرت به القطاعات الواسعة من الناس تجاه وضعه. العديد أدان تصرف عائلته، معتبرين أنه من غير المقبول التمييز ضد شخص بسبب حالته الصحية، خاصة في يوم يعتبر من أجمل أيام الحياة. تجدر الإشارة إلى أنه لا يجب الاستهانة بمشاعر القلق وضغوط الحياة التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة. فالتعاطف وفهم الظروف الصحية من الأمور الأساسية التي يجب أن تتوفر، ليس فقط في الحفلات والمناسبات، ولكن في كل جوانب العلاقات الأسرية والاجتماعية. الآلام التي يعيشها هؤلاء الأفراد لا تقتصر على جسدهم بل تمتد إلى الروح والقلب. علاقته مع عائلته قد لا تكون كما كانت من قبل، وقد يشعر بوريس بأن الأيام الجميلة التي قضياها معًا أصبحت ذكرى بعيدة. ولكن الأمل يبقى موجودًا في أن يدرك الجميع أن التفاهم والاحترام هما الأساس لبناء علاقات صلبة. فكل فرد يمتلك جماله الخاص، ومع الأسف تختار بعض العائلات التركيز على القشور دون أن تدرك قيمة الجوهر. من المهم أن نتذكر أن ما يجعل اللحظات الجميلة أكثر روعة هو دعم العائلة. بعد هذه الحادثة المحزنة، يأمل بوريس في أن يتفهم الجميع أهمية قبول التنوع والمساعدة في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة. لأنه في النهاية، الفرح الحقيقي يكمن في السعادة المشتركة، ودعم الأسرة لبعضها البعض. تعتبر قصة بوريس مثالًا مؤلمًا لكن مُلهِمًا. كل فرد يستحق الحب والاحترام، بغض النظر عن حالته الصحية. وقد تكون هذه التجربة نقطة انطلاق لفهم أعمق حول التعاطف والمشاركة في اللحظات السعيدة ببساطة. من هنا، نتمنى أن تكون تلك القصة درسًا للجميع؛ فالتعامل برفق وشغف مع الآخرين هو ما يجعل الحياة أكثر إشراقًا وسعادة. إذ نعيش في عالم يحتاج فيه الجميع إلى الشعور بالاحترام والانتماء، بعيدًا عن الالتزامات السطحية التي لا تحمل أي جوهر.。
الخطوة التالية