في عالم مليء بالتحديات والصعوبات، يجد كثير من الناس أنفسهم في مواقف يتساءلون فيها عن وجود الله ورحمته. إحدى هذه القصص الملهمة تأتي من تجربة فتاة تدعى لوسي مايلز، التي عاشت رحلة من الألم والشك إلى الإيمان والتجديد تحت عنوان "أعطيك آخر فرصة يا الله". مواجهة الضغوط النفسية تبدأ القصة بمواجهة لوسي ضغوطًا نفسية شديدة في سن المراهقة، حيث كانت تعاني من القلق والخوف المفرط، ما جعلها تشعر بالرفض والألم. كانت حياتها تبدو جيدة من الخارج، لكنها كانت تكافح بداخلها للعثور على السلام الداخلي. وفي لحظات من الضعف، كانت تلجأ إلى الله في صلاتها، تسأله أن يخلصها من آلامها، لكنها كانت تشعر وكأن صرخاتها تذهب أدراج الرياح. هذا الإحساس بالتخلي من الله كان مقلقاً بالنسبة لها، حيث تساءلت: "أين أنت يا الله؟ لماذا لا تأتي لإنقاذي؟". الأمر الذي جعلها تبحث عن طرق مختلفة للخروج من حالة اليأس التي كانت تتخبط فيها. الرحلة إلى YWAM عندما بلغت ذروتها من الإحباط، قررت لوسي أن تلتحق بمنظمة YWAM (شباب مع مهمة)، وهي مدرسة دولية للتلمذة والمهمات. كانت تعتقد أن هذه ستكون الفرصة الأخيرة لها لتجربتها مع الله، وقررت أنها ستمنحه "آخر فرصة". إذا لم يرَ نتيجة في هذا المكان، كانت تشعر أنها لم تعد تملك الخيارات. أيضاً شعرت بحالة من اليأس؛ لم تكن ترغب في التخلي عن نفسها أو عن إيمانها بالله، ولكنها كانت تفقد السيطرة على حياتها. وما لم تعرفه هو أن هذه الخطوة ستغير مجرى حياتها. البحث عن الله خلال الأسبوع الأول في YWAM، كان موضوع المحاضرات هو "كيفية سماع صوت الله". في البداية، كانت لوسي مترددة ومشككة. كان لديها تجارب سابقة مع الله، حيث كلمها في مواقف مختلفة، لكنها لم تكن قادرة على الشعور به في تلك اللحظة. كما تقول، "شعرت أن الأمر كان مجرد وهم". بينما كانت تتلقى التعليمات، بدأت تراجع الكتاب المقدس بطلب منها أن يتحدث الله إليها. وجدت نفسها متأثرة بآية من لوقا 9: 23-24: "فقال للجميع: إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه، ويأخذ صليبه كل يوم ويتبعني". ما أثر فيها هو أنها عندما دخلت إلى الفصل، وجدت الآية نفسها معلقه على الحائط. عندها استشعرت أن الله قد يكون فعلاً يتحدث إليها. تحول روحي في إحدى الليالي، اجتمع مجتمع YWAM للعبادة. بينما كانت تعبر عن عدم شعورها بوجود الله، جاءتها أفكار تقول: "لماذا لا تسأله بنفسك؟". عندها سألته، "يا الله، ماذا تريد أن تخبرني؟". جاء الجواب البسيط لكنه المؤثر: "لقد كنت ألاحقك طوال الوقت". تأثر قلب لوسي بشدة، وبدأت الدموع تنهمر من عينيها بينما أدركت أنها لم تكن وحدها أبداً. تلك الكلمات أعادت إلى ذاكرتها كل لحظة كان فيها الله يحاول الوصول إليها ويعبر عن حبه ورحمته. شعور جديد بعد هذه اللحظة، بدأت مشاعر الشفاء تدخل حياتها. طاقة جديدة تجسدت داخلها، حيث بدأت ببناء علاقة أعمق مع الله. كل كلمة كانت تتلقاها من الله كانت تزيد من إيمانها، مما جعلها تستجيب للحب الإلهي دون تردد أو خوف. تدريجياً، أدركت لوسي أن الله لا يعد بإزالة جميع لتحديات، لكنه يتعهد بمرافقتها في كل مرحلة. تعلمت أن الضعف ليس عيبًا، بل هو مدخل يصلها إلى قوة الله. "لم أكن أمسك بالله، بل هو من كان يمسك بي"، هكذا تعبر عن شعورها الجديد. نصيحة للمحتاجين ثم توجهت لوسي برسالة لكل من يمر بفترة جفاف روحي أو تحديات في الحياة، داعية إياهم للاستمرار في طلب الله والإيمان بأنه يعمل خلف الكواليس. اقتبست من سفر الخروج: "الرَّبُّ يُحارِبُ عَنكم وَأَنْتُم تَصْمُتُونَ". قصة لوسي مايلز هي مزيج من الألم والشفاء، من الشك إلى الإيمان. تلخص هذه التجربة المعاني الحقيقية للثقة في الله، حتى في أصعب الأوقات. إنها تذكرنا بمدى أهمية المضي قدماً في الحياة، والسماح لله بالعمل في لحظات ضعفنا، حيث يمكننا أن نجد النور في نهاية النفق. عبر هذه القصة، نرى كيف أن الدعوة للتفكير والنداء الأكثر صدقاً يمكن أن يفتح الأبواب أمام معجزات لم نكن نتخيلها. في النهاية، ليس هناك شيء مستحيل أمام الإيمان الخالص، فالفرص تأتي عندما نكون في أمس الحاجة إليها.。
الخطوة التالية