في سباق الانتخابات القادم لمجلس الشيوخ، يبرز المحامي الجمهوري جون ديتون كمرشح يتحدى السناتورة الديمقراطية إليزابيث وارين، التي تسعى للحصول على فترة ثالثة في منصبها. في سياق هذا التنافس الحاد، ينقل ديتون رسالة قوية تتعلق بوضوح سياسات وارين وتأثيرها على الفئات الفقيرة في ماساتشوستس. يقول ديتون في تصريحات صحفية: "سياساتها لا تساعد الفقراء". جون ديتون، الذي قرر الانتقال من رود آيلند إلى ماساتشوستس في وقت سابق من هذا العام بدافع تحدي وارين، ينظر إلى الوضع الاقتصادي الراهن في الولاية بقلق. فهو يُشدد على أن جميع هذه السياسات في السنوات الأخيرة لم تحقق النجاح المطلوب في رفع مستوى المعيشة لأبناء الطبقات الفقيرة والطبقة العاملة. ويظهر تحدي ديتون للسياسات الاقتصادية لوارن من خلال استعراض بعض القضايا المحورية التي تلامس حياة الناس اليومية. ديوتون، الذي خدم في سلاح البحرية الأمريكية، يعبّر عن فخره بإنجازه الأكاديمي بعد أن تخرج من كلية الحقوق في نيو إنجلاند. ويستند إلى تجربته الشخصية ليبرز كيف أن الوصول إلى "الحلم الأمريكي" أصبح أمراً صعباً بالنسبة للعديد من الشباب اليوم. ويقول إنه يسعى للذهاب إلى واشنطن للعمل على تحسين الظروف الاقتصادية ورفع مستوى التعليم والتمويل للعائلات المحتاجة. "هل يمكن لشاب في سبرينغفيلد أو بروكتون أن يحقق ما حققته؟ هذا ما أسعى لإعادة إحيائه"، كما يقول. ديتون لا يتردد في انتقاد وارين، ويصفها بأنها جزء من نظام فاسد يؤثر على أسس الاقتصاد. ويشير إلى أنها لم تف بالتزاماتها السابقة بفرض القوانين على البنوك، حيث كان يُفترض بها اتخاذ موقف قوي بعد الأزمة المالية. ويقول: "الوظائف التي وعدت بها لم تأتي، بل استمر الفقر في الانتشار". إن انتقادات ديتون تنصب بشكل خاص على ما يعتبره "روح الطبقية" في سياسات وارين. فهو يصف قوانينها، مثل قاعدة المستثمر المعتمد، بأنها تقصر الفرص الاستثمارية فقط على الأثرياء. ويعبر عن استيائه من أن الفقراء لا يحصلون على الفرص للدخول في الاستثمارات التي من شأنها تحسين حياتهم. ويضيف: "ليس من العدل أن يُستثنى الناس الذين يستطيعون استثمار أموالهم في الفرص الجيدة بسبب قوانين تجعل ذلك في متناول القلة فقط". يؤكد ديتون على أنه لا يسعى فقط لمعارضة وارين، ولكنه يريد أن يقدم بديلاً حقيقياً وعملياً. ويشدد على أهمية التعليم المالي للطبقات السفلية، حيث يرى أن تزويد هذه الفئات بالمعرفة اللازمة للاستثمار في الأصول القابلة للتقدير هو المفتاح لتحسين وضعهم المالي. ويستشهد بمثال استخدامه لـ"تفاحة" كاستثمار منذ ثمانينات القرن الماضي، مشيراً إلى أن هناك العديد من الفرص المفقودة جراء السياسات التي تحد من إمكانية الوصول إلى الأسواق. في خضم كل هذه التحديات، يبرز التساؤل حول كيفية تحقيق ديتون لانتصار في ولاية تُعرف بولائها للديمقراطيين. يعترف ديتون بأن التحدي كبير، لكنه يقدم نفسه كصوت مستقل يمكن أن يمثل مصالح ماساتشوستس بشكل أفضل من أي شخص حزبي آخر. "لا أريد أن أكون مجرد دمية في قبضة الحزب"، كما يقول. "ولائي هو لشعب ماساتشوستس وبلدي". كما يوجه ديتون انتقادات لاذعة لسياسات الضرائب التي تتبناها وارين، ويدعي أنها تتضمن "حرب طبقية". وفي حديثه عن الأثرياء، يقول: "الضرائب وحدها لن تحل المشاكل الاقتصادية. نحن بحاجة إلى حلول مبتكرة وإعادة هيكلة لأنظمة الضرائب والتوجيهات الاقتصادية". ويؤكد أنه لن يدعم أي سياسة تؤدي إلى زيادة الدين الوطني دون وجود خطة لنمو الوظائف وتحسين الاقتصاد. ديتون يُظهر وعيه التام بالمشاكل الهائلة التي تواجه الولايات المتحدة، منها دين الدولة الضخم، والديون الطلابية المتزايدة. ويعتبر أن الحلول التقليدية لم تعد مجدية، داعياً إلى إقامة بيئة ابتكارية تدعم النمو. ويعتقد أن من المهم للأفراد في ماساتشوستس أن يروا مرشحاً يتحدث بصدق عن القضايا وتأثيرها على حياتهم اليومية. تشير آراء ديتون إلى استعداده للتعاون مع جميع الأطراف لمصلحة الولاية. فهو ليس ضد الديمقراطيين في كل شيء، بل يؤكد أنه سيتعاون معهم في القضايا التي تصب في مصلحة ماساتشوستس. يتحدث عن موقفه من قضايا مثل حقوق الإجهاض، مشيراً إلى أنه يدعم حقوق المرأة، مما يعكس استعداده للتقارب مع المواقف الديمقراطية عندما يكون ذلك مناسباً. ومع اقتراب موعد الانتخابات، تزداد حدة التنافس بين ديتون ووارين. يحاول ديتون استخدام كل فرصة للدخول إلى قلوب الناخبين، حيث يدعوهم لتجربة قيادة جديدة، قائمة على الكفاءة والتطلعات لتغيير حقيقي. إنه يستهدف تلك الشرائح المتضررة من السياسات الحالية ويعِدهم ببدائل أكثر مرونة وشفافية. بينما يستمر السجال الانتخابي، سترتفع أصوات الجمهور، ويبدو أن ديتون مصمم على ترك بصمته في الانتخابات ومنافسته لمنافسه القوي. سيكون من المثير متابعة كيف ستتطور الأوضاع في الأشهر القادمة وكيف ستؤثر النقاشات الجدلية بين المرشحين على توجهات الناخبين في ماساتشوستس.。
الخطوة التالية