تتزايد المخاوف في سوق العملات الرقمية بشأن إمكانية حدوث انهيار في سعر الإيثيريوم (ETH)، وذلك بعد أن قام أحد المستثمرين البارزين، المعروف بأنه أحد كبار حاملي العملة، بنقل كمية كبيرة من الإيثيريوم إلى منصة التداول "كراكن". هذا التحول المفاجئ في الاقتصاد الرقمي يأتي وسط تراجع عام في أداء صناديق الإيثيريوم المتداولة، مما يعكس اتجاهًا سلبيًا في السوق. في 23 سبتمبر 2024، قام مستثمر قديم قد عاش ضمن دورة الإيثيريوم الأولى بنقل 3,510 إيثيريوم، أي ما يعادل حوالي 9.12 مليون دولار، إلى بورصة كراكن. يتوقع العديد من المحللين أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى ضغط على السوق بسبب المخاوف من أن هذه المعاملات يمكن أن تدفع المستثمرين الآخرين لبيع ممتلكاتهم، مما يزيد من خطر انهيار السعر. لا يعتبر هذا التحول الأول من نوعه، حيث أظهرت بيانات سابقة أن العديد من كبار حاملي الإيثيريوم قد بدأوا منذ أشهر في توزيع مقتنياتهم. على سبيل المثال، لوحظ أن الكمية التي تحتفظ بها الكيانات التي لديها بين 1 مليون و10 مليون إيثيريوم بدأت في الانخفاض، مما يمثل بداية سلسلة من عمليات البيع أو إعادة توزيع الأصول. يعزز تراجع صناديق الإيثيريوم المتداولة في الولايات المتحدة (ETFs) الانعكاسات السلبية في السوق، حيث تم تسجيل صافي سحب بقيمة 607.60 مليون دولار منذ بداية يوليو 2024. وكانت صناديق مثل "غراي سكيل" هي المسؤولة الرئيسية عن هذه السحوبات، مما زاد من القلق بين المستثمرين حول مستقبل الإيثيريوم. على الصعيد الفني، يظهر الإيثيريوم في حال طموحة ولكنها حساسة للغاية. تشير التحليلات إلى أن سعر الإيثيريوم يتداول داخل نطاق ضيق، مع وجود مقاومة عند مستوى 2,750 دولار ودعم قوي يمكن أن يظهر عند 2,105 دولار. هذا يعني أن هناك احتمال كبير للتراجع نحو مستوى الدعم المذكور، وفي حالة عدم تمكنه من الثبات، فإن الشركة قد تواجه هبوطًا نحو مستوى 1,980 دولار. تتجه جميع الأنظار الآن إلى السوق ومعاملات كبار المستثمرين، حيث إن أي حركة مفاجئة من قبل هؤلاء "الحيتان" يمكن أن تؤدي إلى تقلبات واسعة النطاق في الأسعار. يميل العديد من المستثمرين إلى القلق من أن حركات الإيثيريوم الكبيرة قد تكون بمثابة علامة على الانهيار الوشيك. لقد أثبتت التجارب السابقة أن السوق يمكن أن يكون سريع التبدل، وأن تحركات غير متوقعة من كبار المستثمرين أو الحيتان يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الأسعار. لذا، فإن الانتظار والترقب هو ما يعيشه الكثير من المحللين والمستثمرين في هذه الفترة المضطربة. تظهر الإحصائيات أيضًا أن هناك مجموعة من الكيانات الكبيرة، والتي تحتفظ بأكثر من 10 مليون إيثيريوم، قد قامت بزيادة حيازتها مؤخرًا. هذا يشير إلى أن بعض الكيانات الكبرى، مثل منصات التبادل أو محافظ مرتبطة بمؤسسة الإيثيريوم، تقوم بتجميع العملات في وقت يلجأ فيه آخرون للبيع. تستمر الأسئلة في الازدهار حول ما إذا كان يمكن للإيثيريوم التغلب على التحديات الحالية واستعادة الزخم الصعودي. يدعو العديد من الخبراء المستثمرين إلى التحلي بالصبر والانتظار لترى كيف سيتمكن السوق من معالجة الضغوط الحالية. ومع وجود شعور عام بالتوخي، فإن الكثير من المستثمرين يتحلون بالحيطة، مما يزيد من احتمالية حدوث تقلبات كبيرة في السوق. كما يشير التحليل الفني إلى أن الإيثيريوم في نطاق تداول محدود. إذا تمكن من الثبات فوق مستوى الدعم، هناك فرصة للمحافظة على المسار الصعودي. لكن في الحالة المعاكسة، يمكن أن يتبع ذلك حركة هبوط تصل إلى نطاق مستويات الأسعار المنخفضة. إن الاستثمار في العملات الرقمية لا يزال يواجه تحديات متعددة لا يمكن إنكارها، ولكن هذه اللحظات من التقلب تدفع إلى التفكير بعمق حول مستقبل الإيثيريوم. العديد من المحللين لا يزالون يرون في المشروع نفسه إمكانات كبيرة، ولكن الظروف الحالية ترسم صورة معقدة للمستثمرين. ختامًا، تبقى المخاوف من انهيار السعر مسيطرة على المشهد، حيث تتطلب الديناميكيات الدقيقة للسوق إجراء تحليل دقيق ومحسوب من قبل المستثمرين الحاليين والمحتملين. من المهم البقاء على اطلاع دائم بكل التطورات في السوق، حيث أن كل واحدة منهم قد تكون لها انعكاسات بعيد المدى على السعر والأداء العام للإيثيريوم.。
الخطوة التالية