في عالم العملات الرقمية المليء بالتقلبات، لا تزال إيثريوم (Ethereum) تحتل مكانة بارزة كمنافس قوي لبيتكوين (Bitcoin). فقد شهدت الفترة الأخيرة تذبذبات ملحوظة في أسعار إيثريوم، مما أثار تساؤلات بين المستثمرين حول الاتجاهات المستقبلية. تشير التحليلات الأخيرة إلى احتمالية تحرك سعر إيثريوم نحو مستوى مقاومة مهم يبلغ 2800 دولار، وهو ما يعتبر علامة فارقة في مسار العملة الرقمية المتميزة. في بداية سبتمبر 2024، بدأت إيثريوم في استعادة هيكلها الاتجاهي الصاعد، بالرغم من استمرارية الاتجاه الهبوطي الذي عانت منه منذ يونيو الماضي. هذا التراجع بالطبع لم يمنعها من تحقيق انتعاش نسبي، إذ أظهرت بعض المؤشرات السوقية أن الإيثريوم قد تحقق صعودًا في الأيام القليلة المقبلة. تشير التوقعات إلى أن سعر إيثريوم يمكن أن يصل إلى نطاق يتراوح بين 2800 و2900 دولار، وهو ما يستدعي مراقبة دقيقة من قبل المضاربين والمستثمرين. تظهر المخططات الفنية والإشارات البيانية وجود مستويات تصفية متزايدة، مما يعني أن هناك ضغطًا متزايدًا من أجل التحرك نحو أعلى. وقد تمثل منطقة 2800 دولار مقاومة محورية، حيث شهدت هذه المنطقة نشاطًا كبيرًا من عمليات الشراء والبيع في السابق. يمكن اعتبار هذه النقطة بمثابة نقطة التقارب للعديد من المتداولين، مما يجعلها منطقة حاسمة لنجاح أي محاولات لتحقيق مكاسب إضافية. من جهة أخرى، يتضح من خلال الرسوم البيانية أن إيثريوم لم تكن قادرة على مطابقة أداء بيتكوين، مما يعكس ذلك في الرسم البياني لـ (ETH/BTC) الذي قد يشير إلى تشكيل قاع محلي. ولكن يتوقع أن أداء الإيثريوم بالدولار الأمريكي سيفوق الأداء الحالي على المدى القصير. ومع ذلك، فإن الاتجاه العام لا يزال تحت ضغط الاتجاه الهبوطي، والذي لم يتمكن من كسر حاجز 2464 دولار مؤخرًا. يظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) نفسه فوق المستوى المحايد 50، مما يدل على تغيير في الزخم، على الرغم من أن هذه الإشارات تحتاج إلى المزيد من الدعم من المشترين لتحقيق مزيد من الارتفاعات. باختصار، يبدو أن الإيثريوم تقترب من مستوى مرتفع محلي ومنطقة مقاومة حاسمة عند 2800 دولار. ولتجاوز هذا المستوى، تحتاج إيثريوم إلى قوة دفع من المشترين، ويعتمد ذلك بشكل كبير على مشاعر السوق الأساسية وأي أخبار جديدة قد تؤثر على الحركة السوقية. تشير بعض التحليلات إلى أن هناك تجمع كبير لمستويات التصفية بالقرب من منطقة 2800 دولار، مما يجعلها منطقة جذب رئيسية على المدى القصير. ومن المتوقع أن تشهد التداولات هذا الأسبوع محاولة للوصول إلى هذه المنطقة قبل أي اتجاه محتمل للتراجع. تعكس مستويات التصفية درجة عالية من الدخول في صفقات الرفع، مما يعني أن المتداولين سيبحثون عن الاستفادة من تحركات الأسعار في هذه المنطقة. وعلى الرغم من أن منطقة 2800-3000 دولار كانت منطقة دعم ومقاومة مهمة منذ أبريل، إلا أن هناك احتمالًا أن يتمكن المشترون من تجاوز الضغوط البيعية التي تعوق هذه الحركة. إذا تمكنت إيثريوم من كسر مستوى 2800 دولار، فمن الممكن أن نرى حلقة من التجدد في الثقة بين المستثمرين، مما سيساعد في دفع الأسعار نحو مستويات أعلى. لا يمكننا تجاهل التأثيرات التي قد تحدثها بيتكوين على حركة إيثريوم، حيث أن أداء بيتكوين الثابت يساعد في تعزيز ثقة المستثمرين في العملات الرقمية. وبالتالي، إذا استمرت بيتكوين في الاتجاه الصعودي، فقد يتبعها إيثريوم، مما يسهل لها اختراق مستويات المقاومة الحرجة. مع مرور الأيام، يُظهر سوق العملات الرقمية تفاعلات مختلفة وآراء متباينة حول مستقبل إيثريوم. في الوقت الذي يشير فيه البعض إلى تحول إيجابي، يحذر آخرون من ضرورة التزام الحذر، خاصة مع وجود ضغوطات هبوطية مستمرة. الأمر الذي يجعل المتداولين وبينما يستعد السوق ليحمل المزيد من التحركات السريعة والمفاجئة. يعتبر التحليل الفني جزءًا هامًا من أي استراتيجية استثمار في إيثريوم، حيث يجب على المستثمرين مراقبة التحركات السعرية ومستويات التصفية بعناية. ومن المهم بالنسبة لأي متداول أن يقوم بإعداد استراتيجيات واضحة للعاملين في السوق بناءً على الاتجاهات السائدة والتحليلات المقدمة. لذا، نحن على أعتاب فترة حاسمة في تاريخ إيثريوم، حيث يمكن أن يكون الانتقال إلى مستويات 2800 دولار تحولًا فارقًا في الأمور. الأمر يتطلب الترابط بين كافة الأطراف المعنية – المستثمرون، المتداولون، وصناع السوق – من أجل فهم التغييرات الممكنة والتفاعل مع أي تطورات جديدة. في النهاية، يبقى الأمل معقودًا على قوة إيثريوم وثقة المتداولين في قدرتها على التعافي والازدهار في المستقبل. ومع الاتساع المستمر في مساحة العملات الرقمية، فإن الإيثريوم لا تزال تحتفظ برقعة مهمة على أرضية السوق، قائمة على الابتكار والتطوير المستمر. الأيام القادمة ستكون حاسمة، ولننتظر ماذا ستحمله لنا تلك اللحظات الجوهرية من تحركات السوق.。
الخطوة التالية