في عالم هوليوود المتسارع حيث تتزايد الابتكارات التكنولوجية، كان لا بد من أن تعكس هذه التغيرات الاقتصاديات الجديدة، وأحد أبرز هذه الظواهر هو دخول العملات المشفرة إلى عالم السينما والتلفزيون. في بودكاست حديث من "ذا غارديان"، تحدث النجم الشهير بن مكينزي، المعروف بدوره في المسلسل الأكاديمي "The OC"، عن كيفية سيطرة العملات المشفرة على صناعة الترفيه ودور الممثلين والنقابات في ذلك. بدايةً، عُرف بن مكينزي بأدائه المتميز الذي ساهم في تشكيل عقود من صناعة الترفيه، لكنه اليوم ينضم إلى النقاشات حول كيف يمكن للعملات المشفرة، مثل بيتكوين وإيثيريوم، أن تؤثر على المستقبل المالي والفني لهوليوود. فعلى الرغم من أن موضوع العملات المشفرة كان في البداية مُعزولًا عن الثقافة الشعبية، فإن تطور هذه الأصول الرقمية قد جعلها تتصدر العناوين. خلال البودكاست، أشار مكينزي إلى أن هوليوود دائمًا ما كانت رائدة في استكشاف الأسواق الجديدة، وأن ظهور العملات المشفرة لا يعد استثناءً. لفت الانتباه إلى أن العديد من المؤسسات السينمائية بدأت تبحث عن طرق لدمج هذه العملات، سواء من خلال تمويل الأفلام بوسائل دفع جديدة أو من خلال المكافآت النقدية للممثلين والمستخدمين على حد سواء. هناك القليل من الاستوديوهات التي بدأت بالفعل في تحويل العملات المشفرة إلى عملات تقليدية لدفع رواتب العاملين في الإنتاج. وذكر مكينزي أيضًا أن النقاشات حول العملات المشفرة غالبًا ما تكون متعلقة بالجهود المبذولة لجذب جيل جديد من الجماهير. الشباب اليوم هم أكثر عرضة لتقبل التقنيات الجديدة، بما في ذلك العملات المشفرة. يتجه هذا الجيل إلى منصات مثل "ديزني+" و"نتفليكس" والتي قد تدمج في المستقبل أشكالًا من التعاملات المشفرة لجذب قاعدة جديدة من الزبائن. لكن خلف الأضواء، يظهر الجانب المظلم لهذه الظاهرة. فقد أشار مكينزي إلى أن معظم المشاريع المتعلقة بالعملات المشفرة لا تزال غير منظمة بشكل جيد، مما يجعل الصناعة عرضة للاحتيال والمخاطر المالية. ومن المهم، برأيه، أن تكون هناك رقابة وأن يتخذ الفنانون خطوات حذرة عند التعامل مع هذه التقنيات. يعبر عن قلقه بشأن العدالة الاقتصادية، حيث يعاني العديد من الممثلين والفنانين من تقلبات السوق وعدم اليقين المرافق لمثل هذه المشاريع. ومع ذلك، يبدو أن هناك مجالًا للفرص. ففي ذات البودكاست، تطرق مكينزي إلى كيف يمكن لفناني هوليوود أن يستفيدوا من هذه الابتكارات. مثلًا، يمكن للممثلين السينمائيين استخدام العقود الذكية في التفاوض على عقودهم، مما يجعل العلاقات التجارية أكثر شفافية وأمانًا. كما يمكن استخدام نظام البلوك تشين لضمان حقوق الملكية الفكرية، وبالتالي حماية الإبداع الفني بطريقة لم تكن ممكنة من قبل. وأشار مكينزي أيضًا إلى وجود بعض الفنانين الذين بدأوا بالفعل في قبول المدفوعات بالعملات المشفرة، معتبرين أن ذلك يمثل مستقبلًا أفضل في مجال الصناعة. وإذا أضفنا إلى ذلك كيف أن بعض الانتاجات التلفزيونية والأفلام أصبحت تعتمد بالفعل على التمويل الجماعي عبر منصات العملات المشفرة، فإننا أمام ثورة حقيقية في كيفية إنتاج وتوزيع المحتوى. في هذا السياق، إذا كان هناك رغبة جماعية لاستغلال هذه التكنولوجيا، فسيتطلب الأمر توافقًا جماعيًا بين النقابات الفنية، ومنتجي الأفلام، والمستثمرين. يرغب مكينزي في أن تتمكن النقابات من وضع قوانين واضحة حول كيفية التعامل مع هذه العملات وكيفية حمايتها للفنانين. وللإجابة عن سؤال "ما هو مستقبل العملات المشفرة في هوليوود؟"، يرى مكينزي أن العلاقة ستكون معقدة. هناك الكثير من التحديات القانونية والتقنية التي يجب التغلب عليها. لكن ببساطة، مع استمرار ظهور العملات المشفرة، قد نكون على حافة ثورة مالية في عالم الفن. لقد أغنى بن مكينزي النقاش بفكرته الواضحة حول أهمية التفكير النقدي في هذا المجال وأن الفنانين بحاجة إلى فهم شامل قبل القفز إلى عالم العملات المشفرة. إن هذا النقاش بين الخبراء والفنانين يعد ضروريًا لمستقبل الصناعات الإبداعية. وفي النهاية، تبدو السينما كما هي دائمًا، فنًا يعكس المجتمع، وفي الوقت نفسه، يخلق فرصًا جديدة. لكن من المهم أن ندرك أن هذه الفرص تأتي مع مخاطرها. يشكل البودكاست منصة رائعة للخوض في هذا النقاش، ومكافأة لمستمعيه من جميع الفئات. من الواضح أن الحديث عن العملات المشفرة سيكون مستمرًا في الظهور، وينتظر الجميع لنرى كيف ستتفاعل هوليوود مع هذا الاتجاه المتغير. ومع استمرار النقاشات فيها، يبدو أن رحلة مكينزي في هذا المجال ستكون مليئة بالتحديات، لكنها أيضًا ستوفر الكثير من الفرص الجديدة للمبدعين في هوليوود.。
الخطوة التالية