في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي، تظهر تكنولوجيا البلوكشين والعملات المشفرة كأحد الابتكارات التي تثير الكثير من الجدل والنقاش. وبينما يعتبرها البعض مجرد أداة للاستثمار والربح، يسعى مؤسسو مبادرة "Boys Club" إلى تقديم رؤية مختلفة تتمحور حول اعتبار العملات المشفرة كأداة يمكن استخدامها في مجالات متعددة، وليس مجرد وسيلة للربح السريع. تأسست "Boys Club" كمجتمع يستهدف تسليط الضوء على الفوائد الحقيقية لتكنولوجيا البلوكشين والعملات المشفرة. وقد بادر المؤسسون، الذين هم من خلفيات متنوعة، إلى تنظيم ورش عمل وندوات تعليمية، تهدف إلى تغيير النظرة السلبية التي يحملها بعض المشككين تجاه هذه التكنولوجيا. "نحن نريد أن نري الناس كيف يمكن استخدام العملات المشفرة في الحياة اليومية، وليس فقط كوسيلة للاستثمار في الأسواق المتقلبة" يقول أحد المؤسسين. تتضمن أهداف "Boys Club" تقديم محتوى تعليمي مبسط يساهم في فهم أفضل لتكنولوجيا البلوكشين وكيف يمكن أن تؤثر على جوانب متعددة من الحياة. فالعملات المشفرة ليست محصورة فقط في نطاق التداول المالي، بل يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الشفافية، والأمان، والهوية الرقمية، والعديد من الجوانب الأخرى التي قد تكون مفيدة للأفراد والمجتمعات. واحدة من الأمثلة التي يقدمها المؤسسون هي استخدام العملات المشفرة في التحويلات الدولية. حيث يمكن أن تكون هذه العملات بديلاً فعالاً عن النظام المصرفي التقليدي، الذي قد يتطلب الكثير من الوقت والعمولات العالية لإتمام المعاملات. بذلك، يمكن للعمال والمهاجرين إرسال أموالهم إلى عائلاتهم بسرعة وبتكاليف أقل. تسعى "Boys Club" أيضاً إلى كسر الحواجز التي تواجه النساء في عالم التقنية والعملات المشفرة. فمجال التكنولوجيا المالية غالباً ما يُعتبر ميداناً ذكورياً، وتهدف المبادرة إلى تشجيع النساء على الانخراط في هذا المجال، وتزويدهن بالأدوات والمعرفة اللازمة لتحقيق النجاح. "نعتقد أن وجود تنوع أكبر في هذا المجال سيساهم في تطوير أفكار وحلول جديدة، وبالتالي سيكون له تأثير إيجابي على المجتمع ككل" تقول إحدى المؤسِسات. يتعين على المجتمع الإقرار بأن التكنولوجيا تتطور بسرعة، ويجب أن نتبنى هذه التغيرات بشكل إيجابي. هناك الكثير من المخاوف المرتبطة بالعملات المشفرة، مثل عدم الاستقرار، والأمان، والاحتيال، ولكن يجب أن يُنظر إلى هذه التحديات كفرص للتعلم والتطور. من خلال البرامج التعليمية التي تقدمها "Boys Club"، يأمل المؤسسون في توفير بيئة تعليمية تدعم الأشخاص في تجاوز مخاوفهم وفهم كيفية التصرف بحذر في هذا المجال. أما بشأن كيفية الإستفادة اليومية من تكنولوجيا البلوكشين، فقد أشار المؤسسون إلى تطبيقات متنوعة مثل العقود الذكية. هذه التقنية تسمح بتنفيذ الاتفاقيات بشكل آلي وشفاف، مما يقلل من الحاجة إلى وسطاء أو أطراف ثالثة. ويمكن استخدامها في مجالات عديدة بدءاً من العقارات وصولاً إلى الفن. "الفنانين يمكنهم استخدام البلوكشين لحماية حقوقهم وبيع فنهم مباشرة لجمهورهم" يضيف أحد المؤسسين. تأمل "Boys Club" أن تكون سفيرة لتوضيح كيف يمكن للعملات المشفرة أن تكون جزءًا من التحول الرقمي الذي نشهده في جميع مناحي الحياة. فعندما نبدأ في إعادة التفكير في دور هذه التكنولوجيا، يمكن أن نكتشف إمكانيات جديدة تعود بالنفع على المجتمعات بشكل عام. "هذا هو الوقت المناسب للجميع لتوسيع آفاقهم والانفتاح على الأفكار الجديدة." تقول إحدى المؤسِسات. ومن خلال شراكات مع المؤسسات التعليمية والشركات الناشئة، تسعى "Boys Club" إلى رفع مستوى الوعي بالعملات المشفرة بين الجمهور العام. الابتكارات في مجال التكنولوجيا المالية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات إيجابية، لكن مع فهم ووعي تحركات السوق. "نحن نريد أن نفهم المجتمع كيف نسير نحو مستقبل تعتمد فيه الكثير من الأنشطة على البلوكشين، وكيف يمكن للجميع فهما واستغلاله" تقول إحدى المؤسِسات بحماسة. في ختام الحديث، نجد أن "Boys Club" ليست مجرد مجموعة من المهتمين بالتكنولوجيا المالية، بل هي حركة تهدف إلى إحداث تغيير جذري في كيفية تعامل الناس مع العملات المشفرة والبلوكشين. الطموح هو تعزيز الفهم والتعليم، وكسر القيود التي تعيق التقدم في هذا المجال الجديد. سوف تظل الأسئلة تتبادر إلى الذهن حول آفاق هذه التكنولوجيا، ولكن مع وجود مبادرات مثل "Boys Club"، يبدو أن المستقبل مليء بالفرص والتحديات التي تنتظر من يجرؤون على الانطلاق نحوها.。
الخطوة التالية