في تقرير حديث صادر عن بنك Société Générale، أشار محللو الفوركس إلى أن زوج اليورو مقابل الفرنك السويسري (EUR/CHF) يمكن أن يشهد انتعاشًا نحو مستوى 0.9540. تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه السوق تقلبات ملحوظة، حيث يراقب المتعاملون في الأسواق المالية تأثير المؤشرات الاقتصادية ونقاط الدعم والمقاومة الرئيسية. بداية، يستمر زوج اليورو مقابل الفرنك السويسري في تكوين قاع أعلى بالقرب من المستوى 0.9300. وكان القاع الأخير الذي تم تسجيله عند 0.9380 يعتبر دعمًا رئيسيًا في المدى القريب. ويعكس ذلك تراجع الزخم الهابط الذي كان يسيطر على حركة الزوج في الفترات الماضية، مما يعني أن ثمة إمكانية للانتعاش. فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، ارتفعت قيمة اليورو مقارنة بالفرنك السويسري، متجاوزة التوقعات وموفرة أملًا للمتداولين. يقول المحللون في Société Générale: "إن زوج EUR/CHF قد بدأ بالفعل في استعادة بعض الزخم الإيجابي بعد اختبار دعم القاع، وهو ما يمكن أن يمهد الطريق نحو تحقيق مستوى 0.9540". وتعتبر هذه النقطة مقترحة نظرًا لأنها تتماشى مع التحليل الفني الذي يظهر أن هناك قوى دفع إيجابية تدفع الزوج للأعلى، خصوصًا بعد فترة من التراجع. تشير البيانات إلى أن مستوى المقاومة الرئيس يقع بين 0.9580 و0.9600، وهو ما يعني أنه يتعين على المتداولين مراقبة تلك المنطقة عن كثب خلال الفترات المقبلة. هذا المستوى من مقاومة سيشكل تحديًا أمام اليورو في تحقيق المزيد من الارتفاعات، خاصةً إذا ما استمرت تأثيرات الاقتصاد الكلي على السوق. من الجدير بالذكر أن الفرنك السويسري يعتبر ملاذًا آمنًا في الأوقات الاقتصادية الصعبة. لذا، فإن أي من الإعلانات الاقتصادية الكلية أو الأنباء الجيوسياسية قد تؤثر على قيمة الفرنك وبالتالي على حركة زوج EUR/CHF. وبما أن الاقتصاد الأوروبي يواجه تحديات متعددة، بما في ذلك نتائج الانتخابات وأسعار الفائدة المنخفضة من قبل البنك المركزي الأوروبي (ECB)، سيكون من المهم متابعة أي تغيرات في السياسة النقدية. في هذا السياق، يشير المحللون إلى أن محافظ البنك المركزي السويسري قد تكون لها تأثيرات بالغة على حركة سعر الفرنك. فإن أي قرارات تتعلق بمعدل الفائدة أو التدخل في الأسواق المالية يمكن أن تُحدث تغييرات كبيرة في ديناميكية زوج EUR/CHF. يضاف إلى ذلك أن المراقبين في السوق يحاولون تحليل الاتجاهات الحالية في الاقتصاد الأوروبي والتوازنات المالية في سويسرا للحصول على فكرة أفضل حول مستقبل الزوج. في المقابل، يلعب الوضع الاقتصادي في منطقة اليورو دورًا محوريًا في توجيه حركة الزوج. إذ يشهد اليورو بعض الضغوط نتيجة البيانات الاقتصادية الضعيفة في الأشهر الأخيرة، لا سيما في قطاعات التصنيع والخدمات. ومع تكثيف الضغوط على البنك المركزي الأوروبي لإجراء تخفيضات إضافية في معدلات الفائدة لمواجهة تباطؤ النمو، فإن ذلك قد يعوق أي ارتفاع محتمل لزوج EUR/CHF إذا لم يتمكن اليورو من تحقيق دعم قوي في مجالات مهمة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يمثل التحول المحتمل في الاقتصاد العالمي عاملًا إضافيًا مؤثرًا. فالمتغيرات مثل أسعار النفط، والتوترات التجارية، وحالة الأسواق الناشئة قد تؤثر جميعها على تدفقات رؤوس الأموال إلى منطقة اليورو وسويسرا. وبالتالي، يُنصح المتداولون بمراقبة هذه المؤشرات عن كثب، حيث يمكن أن تؤثر على قراراتهم الاستثمارية. مع ذلك، يبقى الأمل قويًا لدى المحللين بأن يعزز الزوج تحركه نحو المقاومة المحددة، خاصةً إذا تواصل الدعم عند مستوى 0.9380. وإذا تمكن الزوج من كسر حاجز 0.9540، سيكون ذلك علامة إيجابية تستدعي الاستمرار في الحركة نحو مستويات أعلى. وفي معرض تعليقه على أهمية التحليل الفني للأسواق، يقول أحد المحللين: "إن فهم المناطق الحيوية للدعم والمقاومة يمكن أن يساعد المتداولين على اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة. إن التوجه الكلي للأسعار، إلى جانب التحليل الأساسي والانتباه للحالة الجيوسياسية، جميعها أمور حيوية لتحقيق النجاح في الأسواق المالية." بغض النظر عن العوامل المتعددة التي يمكن أن تؤثر على حركة سعر اليورو مقابل الفرنك، فإن الالتزام بالتحليل الشامل ودراسة السوق هي الخيارات الأكثر ذكاءً لتحقيق النتائج المرجوة. إن مرونة السوق وقدرته على الاستجابة للأحداث الاقتصادية تدل على أهمية اليقظة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتداول. في النهاية، يبقى الحديث عن مستقبل زوج EUR/CHF مفتوحًا على عدة احتمالات. الانتعاش نحو مستوى 0.9540 قد يعكس تحسينًا في الآفاق الاقتصادية الأوروبية ورغبة المستثمرين في المخاطرة. ولكن كما هو الحال دائمًا في عالم المال، فإن الاتجاهات المستقبلية ستظل مرتبطة بشبكة معقدة من المؤشرات الاقتصادية والقرارات السياسية. إذا ما عاد المستثمرون إلى ثقافة المخاطرة، فمن الممكن أن نشهد انتعاشًا سريعًا في زوج اليورو مقابل الفرنك السويسري، ولكن الحذر من عدم الاستقرار يبقى هو العنوان الأبرز لما بعد السنوات الصعبة التي مرت بها الأسواق.。
الخطوة التالية