أرتشر هايز: الاحتياطي الفيدرالي سيوسع طباعة النقود، مما سيعزز بيتكوين في عالم المال والاستثمار، غالبًا ما تكون التغيرات الاقتصادية والسياسات النقدية موضوع نقاشات حامية. ومع اقتراب دورتنا الاقتصادية من نقطة تحول جديدة، أتى حديث أرتشر هايز، المؤسس المشارك لمنصة BitMEX، بكثير من الأهمية. في منشور مدوّنته الأخير، ناقش هايز آفاق السياسة النقدية الأمريكية تحت قيادة الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها المتوقع على بيتكوين. أشار هايز إلى التصريحات الأخيرة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي حضر مؤتمرًا مهمًا في جاكسون هول، واعدًا بتعديلات سياسة نقدية جديدة. هذه التصريحات أثارت قدرًا كبيرًا من النقاش حول سياسة تخفيض أسعار الفائدة المتوقعة. حيث أشار باول إلى أن الوقت قد حان لتعديل السياسة، مما يدل على اقتراب تخفيض محتمل للفائدة. بتحليله للموقف، يقول هايز إنه بينما هناك توقعات متباينة بشأن تأثير تخفيضات الفائدة على السوق المالي، إلا أنه يتوقع أن يكون هناك تأثير إيجابي على أسعار بيتكوين. يقول هايز: "هناك من يشير إلى الحالات التاريخية حيث انخفض السوق المالي بينما كان الاحتياطي الفيدرالي يقوم بتخفيض أسعار الفائدة. البعض يخشى أن تكون تخفيضات الفائدة علامة على قرب ركود اقتصادي في الولايات المتحدة". لكن يجادل هايز بأن "تخفيض الفائدة في وقت يتم فيه تجاوز أهداف التضخم، وفي ظل نمو قوي، يعني أننا يجب أن نتخيل ما سيحدث في حالة حدوث ركود بالفعل. سيقوم الاحتياطي الفيدرالي بتوسيع طباعة النقود بشكل كبير وزيادة عرض النقود، وهذا سيؤدي إلى التضخم". يتحدث هايز عن العلاقة المباشرة بين أصول ذات عرض محدود مثل بيتكوين وزيادة عرض النقود. حيث يرى أن هذا التضخم سيضر ببعض أنواع الأعمال ولكنه سيكون محركًا رئيسيًا لبيتكوين. ويضيف بأريحية: "هذا سيوفر رحلة على سرعة الضوء إلى القمر!"، مشيرًا إلى التفاؤل الذي يحيط بمستقبل بيتكوين. تتعزز حجج هايز بالممارسات التي انتهجها الاحتياطي الفيدرالي خلال الأزمات المالية السابقة، حيث رُصدت أساليب غير تقليدية من قبل البنك المركزي، مثل سياسة التيسير الكمي التي أُعتمدت بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008. يعتقد هايز أن هذه السياسات ستتكرر مجددًا في حال حدوث ركود، مما سيوفر بيئة مناسبة لتقدير بيتكوين والاصول المشفرة الأخرى. مع تصاعد الحديث حول الاستثمارات البديلة، يُعتبر بيتكوين بمثابة "الذهب الرقمي" للكثير من المستثمرين، حيث يتجه العديد من المستثمرين إلى الأصول التي يمكن أن توفر ملاذًا آمنًا في الأوقات الاقتصادية العصيبة. وبفضل اهتمام المستثمرين المتزايد وإدراكهم للمخاطر المرتبطة بتضخم العملات التقليدية، فإنه من المرجح أن يكون هناك تدفق أكبر من العروض على بيتكوين. وفي ضوء هذه التغيرات، نجد أن مختلف المؤسسات المالية الكبرى بدأت تتجه نحو دمج العملات المشفرة في محفظتها الاستثمارية. مما يعكس تزايد القبول المؤسسي لبيتكوين والعملات الرقمية بشكل عام. ويشير هايز إلى أن هناك فرصة كبيرة لنمو بيتكوين في ظل هذه الظروف الاقتصادية غير المستقرة. يتميز السوق الحالي بأنه متقلب، حيث يشهد تحركات كبيرة في الأسعار بناءً على الأخبار الاقتصادية العالمية، وغالبًا ما تُعزى الارتفاعات والانخفاضات الحادة في أسعار بيتكوين إلى السياسات النقدية والتصريحات الرسمية من البنوك المركزية. ومع ارتفاع معنويات المستثمرين نحو الاستثمار في البيتكوين، يبدو أن مستقبل العملة مشرق. ومع اقتراب تخفيضات الفائدة، قد تجد العملات المشفرة مكاسب هائلة بسبب تدفق المزيد من الأموال النقدية التي تشجع على الابتكار والتخزين القيم. وبما أن قضايا التضخم والسياسات النقدية تظل في صميم اهتمامات المستثمرين، فإن رسائل هايز تنتقل معنى متجاوز. فالأمل الموجود في تعزيز بيتكوين كأصل استثماري يمكن أن يقود الكثير من المستثمرين إلى الانغماس في عالم العملات الرقمية، ويحول الانتباه نحو تقنيات blockchain والعملات المشفرة بشكل عام. يتحرك المشهد المالي بسرعة، حيث أن أحدث التصريحات من الاحتياطي الفيدرالي قد تعيد الهيكلة الكاملة لطريقة تفكير المستثمرين. ومع تحول الفوائد من السياسات النقدية إلى دخول جديدة لمجال العملات المشفرة، فإننا نقف على أعتاب حقبة جديدة. ختامًا، سيظل النقاش حول تأثير الاحتياطي الفيدرالي على بيتكوين واستراتيجيات الاستثمار في العملات المشفرة مستمرًا. وكما أشار هايز، فإن المستقبل يحمل الكثير من الفرص والتحديات في الوقت ذاته. سيكون من المثير للاهتمام رؤية كيف سيتفاعل السوق مع هذه المتغيرات، ومدى تأثيرها على الاقتصاد العالمي بشكل عام.。
الخطوة التالية