بيتكوين يقترب من نقطة الانفصال المزدوجة وسط بيانات اقتصادية أمريكية هامة وتحفيز صيني

اقتربت بيتكوين من تحقيق إنجاز مهم في أسواق العملات الرقمية، حيث تظهر التوقعات أن العملة المشفرة الشهيرة تقترب من إنشاء نموذج "القاع المزدوج" بعد سلسلة من الارتفاعات التي بلغت حوالي 20% في الفترة الأخيرة. يأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع توجهات اقتصادية رئيسية تُشير إلى إمكانية تحفيز الاقتصاد في الولايات المتحدة والصين، مما يعزز الآمال في انتعاش أكبر لقيمة بيتكوين. تشير المعلومات المتاحة إلى أن بيتكوين، التي انخفضت إلى مستويات محلية عند حوالي 52,500 دولار، حققت قفزة ملحوظة بعد تشكيل هذا القاع. يُعتبر نموذج القاع المزدوج من النماذج الإيجابية التي تعكس تحول الاتجاه في السوق، ويؤهل العملة للوصول إلى مستويات متقدمة قد تصل إلى 77,500 دولار في حال تحقق الاختراق الناجح. في الولايات المتحدة، يترقب التجار صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية المهمة، بما في ذلك بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) والتي تُعتبر مقياسًا أساسيًا للتضخم، بالإضافة إلى بيانات طلبات إعانة البطالة. هذه البيانات ستكون محورية في توجيه سياسات الاحتياطي الفيدرالي، الذي قد يتم اتخاذ خطوات نحو تخفيف السياسات النقدية في ظل التوقعات السلبية بشأن سوق العمل. أفاد محافظ الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والير، بأن هناك احتمالية كبيرة لتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في الاجتماعات المقبلة في نوفمبر وديسمبر. إذا أظهرت بيانات سوق العمل المقرر إصدارها في 26 سبتمبر علامات ضعف إضافية، فقد يتم النظر في تخفيض أكبر بمقدار نصف نقطة. مما يزيد من الضغط على الفيدرالي لتبني سياسات أكثر تحفيزًا لتحفيز النمو الاقتصادي. من جهة أخرى، تلعب الصين دورًا محوريًا في تعزيز البيئة الاقتصادية العالمية. فقد بدأت بكين اتخاذ خطوات جديدة لتعزيز نموها الاقتصادي في ظل القلق من عدم تحقيق أهداف النمو السنوي المحددة نحو 5%. وكانت هناك تخفيضات مفاجئة في معدلات الفائدة، حيث خفضت بنك الشعب الصيني (PBOC) معدل إعادة الشراء لمدة 14 يومًا، مما يشير إلى مزيد من التيسير النقدي. تبع هذه الخطوة إعلان مسؤولين ماليين صينيين عن مؤتمر صحفي نادر لمناقشة دعم الاقتصاد، مما يثير تكهنات حول إمكانية زيادة الصين لجهود التحفيز لمواجهة التحديات الاقتصادية. تتوقع الأسواق أن تلك الإجراءات، في حال نجاحها، قد تحسن من المعنويات العالمية، مما قد يزيد الطلب على الأصول ذات المخاطر مثل بيتكوين. يظهر التحليل الفني لبيتكوين أن العملة في وضع يسمح بخوض تجربة الاختراق بعد هذه التطورات الاقتصادية الكبرى. يعكس نموذج القاع المزدوج على الرسم البياني أن العملة قد تأخذ شكلًا متوازنًا مع وجود قاعين تم تشكيلهما في يونيو وسبتمبر، مع وجود مستوى مقاومة حاسم بالقرب من 64,000 دولار. إذا نجحت بيتكوين في اختراق هذا المستوى، فمن المحتمل أن تنتقل لتحقيق الهدف المرسوم عند 77,500 دولار، الذي يمثل الحد الأقصى للنموذج. تؤكد الأرقام الحالية أن بيتكوين تحتفظ بموقعها فوق المتوسطين المتحركين لـ50 يومًا (حوالي 60,339 دولار) و200 يومًا (حوالي 59,518 دولار)، مما يعزز التوقعات الإيجابية. وقد أُثبتت قوة هذه الحركة من خلال مؤشر القوة النسبية (RSI) الذي يدور حول 64، مما يُظهر أن هناك مجالًا إضافيًا للنمو قبل الدخول في منطقة الشراء المبالغ فيه. تعد بيئة السوق الحالية مثيرة للاهتمام والمراقبة، حيث يترقب المستثمرون المزيد من إشارات التعافي. يمكن للتطورات الاقتصادية القادمة أن تلعب دوراً حيوياً في توجه الأسعار في الأيام المقبلة. على الرغم من الزيادة الحالية، تبقى هناك مخاطر يجب أخذها بعين الاعتبار، حيث أن التحولات السريعة في السياسات النقدية أو التدهور المفاجئ في البيانات الاقتصادية قد تؤثر سلبًا على اتجاه السوق. وفي سياق متصل، تعتبر بيتكوين رمزاً للأصول الرقمية التي جذبت اهتماماً واسعاً من المستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء. هناك تزايد مستمر في الاعتراف بها كوسيلة استثمارية ورقمية، مما يجعلها محط أنظار العديد من الاقتصاديين والمستثمرين في جميع أنحاء العالم. من خلال الجمع بين التحليل الفني والبيانات الاقتصادية المترقبة، يبدو أن هناك أسبابًا تدعو للتفاؤل بخصوص مستقبل بيتكوين. ومع استمرار المضاربات المتعلقة بالسياسات النقدية والتعليقات من كبار صانعي القرار، تلعب بيتكوين دورًا مهمًا في الساحة المالية، مما يجعلها تعرض تفاعلاً مستمراً مع الأحداث الاقتصادية العالمية. تتجه الأنظار الآن للأيام المقبلة، حيث ستحمل بيانات السوق المقبلة إشارات قد تعيد تشكيل توقعات المستثمرين وتوجهاتهم، سواء نحو الشراء أو البيع، مما يسهم في صناعة مستقبل بيتكوين المليء بالإمكانيات. مع الانتعاش المحتمل والاهتمام المتزايد، تبقى بيتكوين أحد الأصول الأكثر تداولاً وتأثيراً في أكثر المجالات حيوية في العصر الرقمي الحديث. ختامًا، تبقى بيتكوين رمزًا للتغيير في طبيعة المال والاستثمار، ومع كل خطوة تتخذها الأسواق المالية العالمية، يتجدد الأمل في تحقيق قيم أكبر وأداء فني أفضل، محاطة بتحدياتها الخاصة، في عالم تتزايد فيه قيمة الأفكار والمبادرات المبتكرة.。