بلوسكاى: كل ما تحتاج لمعرفته عن التطبيق الذي يسعى لاستبدال تويتر في عالم وسائل التواصل الاجتماعي المتغير، تبرز عدة منصات جديدة تنافس على استقطاب المستخدمين. ومن بين هذه المنصات، نجد "بلوسكاى" (Bluesky)، التطبيق الذي أصبح حديث الساعة بعد استحواذ إيلون ماسك على تويتر (الذي يعرف اليوم باسم "X"). جاء بلوسكاى كرد فعل لتوجهات تويتر الجديدة، مما دفع الكثيرين للبحث عن منصات بديلة، وبلوسكاى جاء ليكون أحد الخيارات الرئيسية. تأسس بلوسكاى كفكرة من قبل جاك دورسي، المؤسس المشارك لتويتر والرئيس التنفيذي السابق. تم الإعلان عن مشروع بلوسكاى لأول مرة في عام 2019، حيث كان دورسي يسعى لإنشاء بروتوكول مفتوح يسمح بالتواصل بشكل لامركزي. بعد استحواذ ماسك، أصبح بلوسكاى مشروعًا مستقلًا، حيث تم تطويره بشكل متوازي مع تويتر، ولكن بعيدًا عن سيطرة تويتر. في فبراير 2024، أُعلن عن فتح التسجيل للجميع بعد أن كان بلوسكاى متاحًا بنظام الدعوات لأكثر من عام. وفي خلال يوم واحد، استطاع التطبيق جذب ما يقارب 800,000 مستخدم جديد. ومع انتشار التطبيق، ارتفع عدد المستخدمين إلى أكثر من 10 مليون في أكتوبر 2024. هذه الأرقام تشير إلى نجاح تطبيق بلوسكاى في استقطاب المستخدمين بعد أن أُعلن عن حظر تويتر في البرازيل واتباع سياسة جديدة على المنصة. التطبيق يشبه تويتر في تصميم واجهته، حيث يمكن للمستخدمين نشر تغريدات تصل إلى 256 حرفًا، مع إمكانية إضافة الصور. كما يمكن متابعة الآخرين والتفاعل مع منشوراتهم من خلال الإعجاب، والرد، والمشاركة. خلال الفترة الماضية، أطلق التطبيق أيضًا ميزة "البدايات"، التي تساعد المستخدمين الجدد في العثور على محتوى مثير للاهتمام من خلال اقتراح حسابات ومجموعات للمتابعة. لكن بلوسكاى ليس مجرد نسخة من تويتر. فالتطبيق يستخدم بروتوكول AT المبتكر، الذي يتيح لمطوري البرمجيات الاطلاع على كيفية بناء النظام. الهدف من هذا البروتوكول هو بناء شبكة اجتماعية لامركزية، مما يعني أن المستخدمين لا يكونون مرتبطين بشركة واحدة، بل يمكنهم الانتقال بين منصات مختلفة تعتمد على نفس البروتوكول. من الميزات المميزة في بلوسكاى، إمكانية تخصيص الخوارزميات. حيث يمكن للمستخدمين الاشتراك في عدة خوارزميات تعرض أنواع مختلفة من المنشورات، مما يعزز تجربة المستخدم. هذا النوع من التخصيص يعكس محاولة بلوسكاى لتوفير تجربة أكثر تفاعلية وشخصية للمستخدمين. الأمان أيضًا كان محور اهتمام بلوسكاى. في أكتوبر 2023، أضيفت ميزة التحقق عبر البريد الإلكتروني كجزء من جهود تحسين الأمان على المنصة. كما تعهد بلوسكاى بالبقاء بعيدًا عن الإعلانات التقليدية، حيث يسعى لتقديم خدمات مدفوعة بدلاً من ذلك، مثل توفير نطاقات مخصصة للمستخدمين الذين يريدون استخدام أسماء نطاقاتهم الخاصة. ورغم أن بلوسكاى يعزز من مستويات الأمان والمشاركة، إلا أن التطبيق واجه أيضًا انتقادات حول قضايا المحتوى والمراقبة. حيث اتُهم بلوسكاى بعدم توفير الحماية الكافية للمستخدمين، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى مجتمعات مهمشة. ومع ذلك، تم تقديم تحديثات لتحسين أدوات المراقبة، بما في ذلك استخدام تقنيات تلقائية متقدمة تساعد في تصنيف المحتوى الذي ينتهك القواعد. لا يقتصر استخدام بلوسكاى فقط على الأفراد، بل بدأ بالتعاون مع مؤسسات إعلامية شهيرة مثل بلومبرج وواشنطن بوست. كما تم السماح لزعماء الدول بالتسجيل والانضمام إلى المنصة، مما يفتح المجال لمزيد من النقاشات حول الأحداث العالمية. ومع وجود المنافسة القوية من منصات مثل ميتا (Threads)، التي جذب حوالي 175 مليون مستخدم في عامه الأول، فإن بلوسكاى لا يزال أمامه الكثير من العمل ليصبح قبلة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. لكن البيانات تشير إلى أن بلوسكاى في طريقه الصحيح، حيث يقدم ميزات مبتكرة ويركز على تحقيق تجربة مستخدم أفضل. في الختام، يمكن القول إن بلوسكاى يمثل خطوة جديدة ومثيرة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي. مع تصميمه القائم على اللامركزية، واهتمامه بالأمان وتجربة المستخدم، يبدو أن بلوسكاى في طريقه لجذب شريحة واسعة من المستخدمين الذين يبحثون عن بديل منطقي لتويتر. ومع استمرار النمو والتطور، سيكون من المثير للاهتمام مشاهدة كيفية تطور بلوسكاى وما سيقدمه للمستخدمين في المستقبل القريب.。
الخطوة التالية