تتجه المؤسسات المالية بشكل متزايد نحو عالم القروض المدعومة بعملة البيتكوين، حيث يبدو أن الاتجاه نحو اعتماد العملات الرقمية يتسارع بشكل كبير. في هذا السياق، أعلنت منصة "Ledn" عن حقيقة أن المؤسسات المالية قد بدأت في استكشاف قروض البيتكوين المدعومة، مما يعكس التوجه المتزايد نحو استخدام الأصول الرقمية. مع انخفاض أسعار الفائدة وزيادة التوجه نحو العملات الرقمية، تسعى المؤسسات المالية إلى توسيع آفاقها والبحث عن طرق مبتكرة لتلبية احتياجات المستثمرين. فقد استثمرت المؤسسات الاستثمارية الكبرى مليارات الدولارات في صناديق المؤشرات المتداولة للبيتكوين منذ بداية العام، بعد أن حصلت تلك الصناديق على تصريح للتداول من قبل regulators الأمريكيين. في ظل هذا الوضع، أكدت "Ledn" أن العديد من المؤسسات المالية بدأت تتجاوز خطوة الاستثمار في صناديق المؤشرات، وتوجهت الآن نحو خدمات إقراض البيتكوين. وفقاً لما ذكرته "Ledn"، قامت المنصة بمعالجة قروض تصل قيمتها إلى 1.16 مليار دولار من العملات الرقمية خلال النصف الأول من عام 2024، من حيث تمثيلها للمؤسسات المالية. وذكرت أن المقرضين عادةً ما يحصلون على عوائد سنوية تتجاوز 10%. تطور هذا السوق يعكس الرغبة المتزايدة بين المستثمرين في استغلال الفرص الجديدة المتاحة في عالم العملات الرقمية، مما يوفر لهم عوائد تفوق تلك التي يوفرها القطاع التقليدي. تتراوح معدلات الفائدة للمدينين في هذه القروض من 11.4% إلى 13.4% اعتماداً على نوع القرض، ويتضح مما سبق أن "Ledn" تسعى لتقديم تجربة إقراض مبتكرة. تستخدم المنصة البيتكوين كضمان للقروض، مما يعني أن المدينين يضحون بالبيتكوين في حال عدم سدادهم القرض. هذا النوع من القروض يعتبر خطوة جديدة نحو دمج العوالم التقليدية والرقمية في مجال التمويل. في سياق متصل، أعلنت الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن تخفيض أسعار الفائدة على الودائع بالدولار الأمريكي، مما يزيد من فرصة المؤسسات المالية للتوجه نحو بدائل مثل القروض المدعومة بالبيتكوين. في تصريحات لمصدر من "Ledn"، تم التأكيد على أن الاقتراض المدعوم بالبيتكوين قد يقدم حلاً جذاباً للمستثمرين الذين يسعون للحصول على عوائد أعلى في ظل بيئة معدلات الفائدة المنخفضة. تعتبر سوق قروض البيتكوين مدعومة بنحو 8.5 مليار دولار كقروض جارية، ويتوقع أن تمتد هذه السوق لتصل إلى حوالي 45 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقاً لما ذكرته شركة HFT Market Intelligence للأبحاث. هذا النمو المتوقع يعكس الاهتمام المتزايد من المستثمرين والمستثمرين المؤسسات بالاستفادة من الخيار المبتكر للاقتراض بالعملات الرقمية. لا تقتصر المنافسة في هذا السوق على "Ledn" فحسب، بل تشمل أيضاً منصات أخرى مثل "Arch" و"SALT"، بالإضافة إلى شركات المال التقليدية التي تسعى للاندماج في هذا المجال، مثل "Cantor Fitzgerald"، التي أعلنت عن خطط لإطلاق منصتها الخاصة بتمويل البيتكوين المؤسساتي. وعلى الرغم من أن "Ledn" تمثل خياراً قوياً للمستثمرين الراغبين في القروض المدعومة بالبيتكوين، إلا أن التحديات ما زالت قائمة. تحتاج المؤسسات المالية إلى التعامل مع المخاطر المرتبطة بالأسواق المتقلبة وقيمة البيتكوين، بالإضافة إلى التحديات التنظيمية التي قد تواجهها. كما أن السوق يتأثر بشكل كبير بوجود عدد متزايد من الأمناء المرخصين الذين يقدمون خدمات الحفظ للأصول الرقمية. في الآونة الأخيرة، تم الإعلان عن أن "Fireblocks" قد حصلت على إذن من الجهة التنظيمية المالية في نيويورك لحفظ الأصول نيابة عن عملائها في الولايات المتحدة، ما يعكس الاتجاه نحو تنظيم أكبر في هذا القطاع الحيوي. تميزت السوق في الآونة الأخيرة بنمو مستخدمين جدد، حيث سجلت الأرقام ارتفاعاً ملحوظاً للمستثمرين المبتدئين في عالم العملات الرقمية. يتطلع العديد من المستثمرين الحاليين والمحتملين إلى الاستفادة من فرص مثل القروض المدعومة بالبيتكوين، ليس فقط كمصدر لتمويل المشاريع، بل أيضاً كطريقة لتحقيق عوائد استثمارية عالية. وفي النهاية، يبدو أن تجربة المؤسسات المالية مع قروض البيتكوين المدعومة تمثل خطوة نحو مستقبل أكثر ابتكاراً وشمولية في عالم المال. تستعد السوق لمزيد من الطلب والنمو، مما يتطلب من المشاركين في هذا المجال أن يكونوا على استعداد للتكيف مع التغيرات السريعة في الأسواق المالية والتكنولوجيا. مع استمرار تطور هذه الديناميكية، من المؤكد أن القروض المدعومة بالبيتكوين ستلعب دوراً محورياً في تحديد ملامح التمويل الرقمي في السنوات القادمة.。
الخطوة التالية