تتعدد اللغات حول العالم، ويعتبر تعلم لغة جديدة تحديًا يمس الكثير من الأشخاص. حيث يعتبر السؤال الشائع "كم عدد الكلمات التي تحتاجها لتتحدث بلغة ما؟" محور اهتمام الكثيرين، لا سيما أولئك الذين يستثمرون وقتهم وجهدهم لتعلم لغات جديدة. في هذه المقالة، سنستعرض المعلومات المستندة إلى أبحاث ودراسات مختلفة حول العدد التقريبي للكلمات التي يحتاجها شخص ما ليكون قادرًا على التواصل بشكل فعال بلغة أجنبية. عند التفكير في تعلم لغة جديدة، يمكن أن يشعر المرء بالإحباط في بعض الأحيان. قد يسأل كثير من الناس: "لماذا لا أستطيع تذكر الكلمات كما أود؟" أو "لماذا أواجه صعوبة في التحدث؟" الإجابة يمكن أن تكون أكثر تعقيدًا مما يتوقعه البعض، لكن الدراسات تشير إلى أن عدد الكلمات التي يعرفها الشخص يلعب دورًا كبيرًا في قدرته على التحدث بطلاقة. في البداية، دعونا ننظر إلى إجمالي الكلمات الموجودة في اللغة الإنجليزية، على سبيل المثال. وفقًا لأبحاث قام بها أكاديميون، يقدر عدد الكلمات الشائعة الاستخدام في اللغة الإنجليزية بحوالي 171,146 كلمة، بالإضافة إلى 47,156 كلمة قديمة لم تعد مستخدمة. بالطبع، ليس من الضروري أو العملي تعلم كل هذه الكلمات. الدراسات الحديثة تشير إلى أن عدد الكلمات الذي يجب على الناطق بلغة أجنبية أن يعرفه لتحقيق مستوى من الفهم والتواصل يعتمد على الغرض من تعلم اللغة. من المعروف أن الناطقين الأصليين للغة غالبًا ما يعرفون من 15,000 إلى 20,000 كلمة، لكن هذا العدد يكون عادةً خارج متناول المتعلمين الجدد. أظهرت الأبحاث أن المتعلمين الذين يدرسون لغة بشكل تقليدي، مثل الفرنسية في بريطانيا أو الإنجليزية في اليابان، غالبًا ما يعانون من الوصول إلى حدود 2,000 إلى 3,000 كلمة حتى بعد سنوات من الدراسة. على سبيل المثال، نظرًا لتجربة أُجريت في تايوان، تبين أن نصف الطلاب الذين درسوا لغة أجنبية لمدة تسع سنوات لم يتمكنوا من تعلم الألف كلمة الأكثر استخدامًا. هذا يقودنا إلى النقطة المهمة: التكرار واستخدام الكلمات في الحياة اليومية. ليس من الضروري معرفة جميع الكلمات في لغة ما؛ يُفضل تعلم الكلمات الأكثر تكرارًا واستخدامًا. يقول الخبراء إن تعلم 800 إلى 1,000 كلمة تُستخدم بشكل متكرر يمكن أن يمنحك القدرة على فهم حوالي 75% من الحديث اليومي. على سبيل المثال، بدلاً من البحث عن كلمات نادرة أو معقدة، مثل "المنزل" (house) مهمة جدًا، في حين أن كلمات مثل "مسكن" (abode) تعتبر أقل استخدامًا. لذلك، إذا كنت ترغب في التواصل بشكل يومي، فاستثمار وقتك في تعلم الكلمات الشائعة سيكون أكثر فائدة. ماذا يعني ذلك بالنسبة للمتعلمين الجدد؟ إذا كنت ترغب في الوصول إلى مستوى يسمح لك بالتواصل بأسلوب يومي عادي، فعليك أن تهدف إلى إتقان حوالي 800 كلمة شائعة. لكن الأمر يتجاوز ذلك قليلاً؛ إذا كنت تأمل في فهم المحادثات في الأفلام أو البرامج التلفزيونية، ستحتاج إلى معرفة حوالي 3,000 كلمة. وهناك مستوى آخر إذا كنت تريد القدرة على قراءة الكتب والمقالات بشكل مريح، ستحتاج إلى تعلم ما بين 8,000 إلى 9,000 كلمة. يبدو أن النمط واضح: كلما كنت ترغب في التفاعل بشكل أعمق مع اللغة، كلما كانت الحاجة إلى زيادة عدد المفردات ضرورية. تجدر الإشارة إلى أنه لا ينبغي للمتعلمين أن يشعروا بالإحباط بسبب عدم قدرتهم على تذكر الكلمات. التعلم عملية تأخذ وقتًا ويجب أن يتم تقدير كل خطوة يتم إنجازها. أن يكون لديك قائمة بالكلمات الأكثر شيوعًا والقيام بممارستها بشكل منتظم سيساعد في تثبيت هذه الكلمات في ذاكرتك. من المفيد أيضًا استخدام التطبيقات الحديثة والدورات التدريبية التي تتبنى أساليب تعليمية مرنة تشجع على الاستماع والتحدث بدلاً من الحفظ البحت. تساهم المشاركة في المحادثات مع الناطقين الأصليين في تعزيز مهاراتهم. قد تكتشف أنك تعرف المزيد من الكلمات مما كنت تظن عندما يكون لديك الفرصة لاستخدامها في محادثة حقيقية. الانغماس في البيئة اللغوية، مثل السفر إلى بلد يتحدث فيها اللغة التي تتعلمها، يعزز من فرصك في التعلم. في ختام هذه المقالة، نود أن نشير إلى أن عدد الكلمات اللازمة للتواصل بلغة جديدة يعتمد بشكل أساسي على التكرار والاستخدام الفعلي. من خلال التركيز على التعلم النشط والتفاعل المستمر، يمكنك بناء مفرداتك وزيادة قدرتك على التواصل بشكل فعال. لا تنسَ أن كل كلمة تتعلمها تُعتبر خطوة نحو الطلاقة والقدرة على قراءة العالم من منظور جديد. تذكر، الاستمرارية والممارسة هما مفتاح النجاح في تعلم أي لغة جديدة.。
الخطوة التالية