في مايو 2023، تعرض مستثمرو العملات المشفرة لخسائر فادحة بلغت 54 مليون دولار بسبب عمليات الاحتيال والسحب المفاجئ، وهو ما يعكس المخاطر العالية المرتبطة بسوق العملات المشفرة. وفقًا للتقرير الصادر عن شركة De.Fi المتخصصة في أمن blockchain، فإن هذه الخسائر تشير إلى تصاعد عمليات الاحتيال في هذه الصناعة. تعتبر عمليات السحب المفاجئ "Rugpulls" واحدة من أكثر عمليات الاحتيال شيوعًا في عالم العملات المشفرة. تسعى هذه العمليات عادةً إلى خداع المستثمرين من خلال تقديم مشاريع تبدو مغرية، ولكن في النهاية، يختفي مطورو المشروع ويأخذون أموال المستثمرين. هذا النوع من الاحتيال يعتمد على خلق وهم بالنجاح لجذب المزيد من الاستثمارات قبل الانسحاب المفاجئ. تزايد الاحتيالات في العامين الماضيين كان ملحوظًا، حيث زادت المشاريع المشبوهة بشكل كبير في السوق. مع دخول المزيد من المستخدمين الجدد إلى عالم العملات المشفرة، ينبغي أن يكونوا أكثر حذرًا ووعيًا بالمخاطر التي قد يتعرضون لها. تشير الإحصائيات إلى أن عمليات الاحتيال أصبحت أكثر تعقيدًا، مما يجعل من الصعب على المستثمرين العاديين تحديد ما إذا كانت المشاريع جديرة بالثقة أم لا. فيما يتعلق بالخسائر، فقد ارتفعت بشكل مبالغ فيه خلال مايو، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن سبل للحماية. يُنصح المستثمرون باستخدام محافظ آمنة وعدم الاستثمار في مشاريع مجهولة أو غير موثوقة، فضلاً عن إجراء بحث شامل قبل الإقدام على أي استثمار. غير أن مشكلة الاحتيال في العملات المشفرة ليست جديدة، ولكنها كانت تتجه نحو تصعيد كبير. على الرغم من أن تقنيات blockchain تتيح مستويات عالية من الشفافية، إلا أن عدم وجود لوائح وتنظيمات صارمة يجعل السوق عرضة لاستغلال بعض الأفراد. من جملة الأساليب المستخدمة في الاحتيالات، يأتي إنشاء مواقع ويب مزيفة تُظهر معلومات مغلوطة عن المشروع أو تُظهر التسهيلات الغير موجودة حقيقية لجذب المستثمرين. كما يتم استخدام التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن هذه المشاريع، مما يجعل من الصعب على المستثمرين الجدد كشف الحقائق. يتزايد الطلب على حلول أمان أعلى، وقد بدأت بعض الشركات في إدخال أدوات تحليلية للكشف عن الاحتيالات المحتملة في مرحلة مبكرة. أجهزة الأمان مثل المحفظة الباردة، والتحقق من الهوية، والذكاء الاصطناعي، أصبحت تُستخدم لمساعدة المستثمرين على تجنب الوقوع في فخ الاحتيالات. لكن يجب على المستثمرين أن يكونوا واعين لمخاطر السوق وأن يقوموا بواجباتهم في البحث والتحليل. أيضًا، تُظهر دراسة De.Fi أن القطاعات الأكثر تأثرًا بهذه الاحتيالات هي المشاريع الجديدة التي لا تملك سمعة قوية. يُشير هذا إلى أهمية البحث والتأكد من خلفية المشروع وأعضاء الفريق قبل الاستثمار. إذا كان الفريق يتكون من أفراد مجهولين أو بدون تاريخ قوي في المجال، فقد يشكل ذلك علامة تحذير. مع تزايد شعبية العقود الذكية وأسواق DeFi، يجب أن يكون المستثمرون أكثر حذرًا. التعقيدات المرتبطة بهذه التقنيات تعني أن الإرشادات والممارسات الجيدة للأمان يجب أن تُتبع بدقة. على سبيل المثال، يُفضل قراءة المراجعات والتحليلات عن المشاريع وعدم الاعتماد فقط على المعلومات المقدمة من الموقع الرسمي. أيضًا، يتعين على المستثمرين الانتباه للتقارير الإخبارية والمقالات الباحثة التي تمثل تحذيرات أو تسليط الضوء على المشاريع المشبوهة. يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا مفيدًا للمعلومات، ولكن يجب أن يتم التعامل معها بحذر. في الختام، يمكن أن تكون العملات المشفرة استثمارًا ممتعًا ومربحًا، ولكنها تحتوي على مخاطر كبيرة. يجب على المستثمرين توخي الحذر، والتحقق من المشاريع، واستخدام الأدوات المناسبة لحماية استثماراتهم. إن فهم المخاطر والتحديات التي تواجه سوق العملات المشفرة يمكن أن يساعد في تقليل خسائرهم وضمان تجربة استثمار أكثر أمانًا.。
الخطوة التالية