أعلنت مدينة ناجبور، الهندية، عن استعداداتها لإقامة مهرجان "ماربات" الذي يعود عمره إلى 143 عامًا، والذي سيقام يوم الثلاثاء المقبل. يعد هذا المهرجان من الفعاليات الثقافية التقليدية الهامة في المدينة، حيث يجتمع سكانها للاحتفال بانتصار الخير على الشر من خلال بناء وحرق تماثيل ضخمة تمثل الأشرار. تأسس مهرجان ماربات في عام 1881، عندما تم تقديم تمثال "كالي ماربات" لأول مرة، وفي عام 1885، انضم تمثال "بيلي ماربات" إلى التقليد. منذ ذلك الحين، أصبح المهرجان جزءاً لا يتجزأ من هوية المدينة وفخر أهلها، حيث يبرز الجوانب الثقافية والفنية للمجتمع. في هذا العام، تتزين شوارع ناجبور بألوان بهيجة وأضواء ساطعة، حيث تعمل العديد من الفرق المحلية والمجتمعات على إتمام تجهيزات المهرجان. يتم بناء تمثال "بيلي ماربات" من قبل مجتمع "تارخانة تيلي" ويصل ارتفاعه إلى حوالي 18 إلى 20 قدمًا، بينما يتجاوز تمثال "كالي ماربات" ارتفاع 14 قدمًا ويقوم بصنعه لجنة مهرجان كالي ماربات في تشوك نهرُ بوطة. وقد توافد العشرات من الزوار لمشاهدة هذين التمثالين، اللذين أصبحا رسماً محبباً في قلوب السكان. كما يتضمن المهرجان في السنوات الأخيرة إضافة تماثيل جديدة مثل "ماربات الأحمر" و"ماربات البني"، كل منهما يمثل جانبًا مختلفًا من الآفات الاجتماعية. لقد أصبح هؤلاء الرموز لا تتعلق فقط بالترفيه، بل تعكس أيضًا القضايا الاجتماعية المهمة. أما بالنسبة للاحتفالات، فستستمر العروض لمدة أربعة أيام، حيث ستُقام الطقوس الدينية وتقديم القرابين لهذه التماثيل كجزء من الاحتفالات. في الثالث من سبتمبر، سيجري تنظيم موكب احتفالي مهيب، حيث سيقوم المشاركون بنقل التماثيل من مواقع إنشائها إلى "ساحة نهرُ بوطة". سترافق الموكب الموسيقى والرقص، مما سيعزز من الأجواء الاحتفالية التي تسود المدينة. بعد اكتمال عرض التماثيل، سيتم احراق تمثال "كالي ماربات" في معبد هاريهار، بينما سيتم حرق تمثال "بيلي ماربات" في منطقة نايك تالاو. بينما تغمر الأجواء احتفالية مفعمة بالروح المجتمعية والتآزر، سيكون هناك أيضًا العديد من التماثيل الأصغر المعروفة باسم "بادجيات"، التي يقوم بصناعتها مجتمعات مختلفة في المدينة لمهاجمة الآفات الاجتماعية بصورة مبدعة، بالإضافة إلى لوحات تعكس مشكلات معينة. يتطلع سكان ناجبور بشغف إلى هذا الحدث الثقافي الفريد، حيث يحضّر الجميع أنفسهم للاحتفال بهذا التقليد العريق الذي يحمل طابعًا خاصًا ويزيد من تماسك المجتمع. ليس فقط السكان المحليون، بل إن الزوار من المدن المجاورة يخططون أيضًا للحضور والمشاركة في الأجواء الاحتفالية، ما يساهم في تعزيز السياحة الثقافية في المنطقة. على الرغم من فرحة الاستعدادات لمهرجان ماربات، إلا أن هناك تحديات أخرى تواجه المدينة، مثل ضرورة إنشاء سياسة أمنية فعالة لإدارة الحشود خلال الاحتفالات. وقد أعلن مفوض الشرطة المحلي، رافيندر سينغال، عن خطط لاستعدادات أمنية شاملة تشمل إدارة حركة المرور وضمان سلامة المشاركين. كما سيتم توفير فرق طبية للتعامل مع أي حالات طارئة قد تحدث أثناء الاحتفالات. يترافق مع استعدادات الوزن الإضافي التي يتارثها المهرجان مع توفير روائح الطعام المتنوعة، حيث تتزين الشوارع بمختلف الأطعمة المحلية الشهية. سيكون هناك العديد من الأكشاك التي تقدم الأطعمة التقليدية التي تعزز من تجربة الزوار في المهرجان، مشكلين احتفالية مذاق بحد ذاتها. في فترة لاحقة، يتمنى الجميع أن تبقى فعاليات المهرجان خالية من الحوادث، وأن تسود روح من التعاون والألفة بين جميع المشاركين. لقد أصبح مهرجان "ماربات" رمزاً للهوية الثقافية في ناجبور، مما يعمل على تعزيز الروابط الاجتماعية والاستقرار الثقافي. وبينما تستعد المدينة لاستقبال التجمعات الكبيرة من جميع أنحاء الهند، يتزايد الشعور بالفخر والتفاؤل بين السكان، الذين يرون في هذا الحدث فرصة لتخليد التراث ونشر الوعي حول القضايا الاجتماعية الحالية. في الختام، مهرجان "ماربات" هو أكثر من مجرد تقليد، فهو يحتفل بقوة المجتمع وبالذكاء الفني والثقافي للشعب. ومن المؤكد أن الاحتفالية ستستمر في إثارة الإعجاب وإلهام الأجيال القادمة للحفاظ على هذا التقليد الغني وتعزيزه. سيكون يوم الثالث من سبتمبر يوماً مليئاً بالفرح والتفاعل، وسيبقى ذكرى في قلوب الجميع يدعم الانتماء والفخر الثقافي في مدينة ناجبور.。
الخطوة التالية