**تراجع عملة نوتكوين و"همستر كومبات" بعد اعتقال مؤسس تيليجرام** تستمر التقلبات في عالم العملات الرقمية مع الأحداث غير المتوقعة التي تؤثر على السوق. في حادثة مثيرة للجدل، اعتقل مؤسس تطبيق تيليجرام، بافل دوروف، في باريس بسبب عدم تعاونه مع تحقيقات تتعلق باستخدام التطبيق في أغراض غير قانونية. وقد أسفرت هذه الأحداث عن تراجع ملحوظ في قيمة عملتي نوتكوين (NOT) وهمستر كومبات (HMSTR)، حيث انخفضت الأولى بمعدل 12.69% في أسبوع واحد والثانية بمعدل 6.10% في الساعات الأخيرة. تزامن اعتقال دوروف مع تدهور في القيمة السوقية لعالم الكريبتو، حيث انخفض إجمالي القيمة المقفلة (TVL) لعملة TON، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتطبيق تيليجرام، بنسبة 36% خلال 24 ساعة فقط. هذا يبرز التأثير الواسع الذي خلفته هذه الأحداث على النظام البيئي للعملات الرقمية. القلق والفوضى التي أثارها اعتقال دوروف بين المستثمرين أدت إلى تراجع حاد في حجم التداول اليومي لعملة نوتكوين، حيث سجلت انخفاضًا بنسبة 30.55% في التداولات على مدار 24 ساعة. هذا التراجع يعكس حالة من الخوف وعدم اليقين (FUD) السائدة بين المستثمرين، الذين يرون في هذه الأحداث تهديدًا لمشاريعهم واستثماراتهم. أما بالنسبة لعملة همستر كومبات، فإنها تعاني من تقلبات شديدة، على الرغم من أنها لم تطلق بعد بشكل رسمي. ومع ذلك، فقد بدأت بعض البورصات في تداول IOUs لهذه العملة، مما يزيد من مستوى المخاطرة. وحتى بعد أن ارتفعت قليلاً بعد الإعلان عن احتمالية إدراجها في باينانس، إلا أن اعتقال دوروف أعاق هذا الانتعاش. لم يقتصر تأثير اعتقال دوروف على هذه العملات فقط، بل شمل أيضًا نظام TON الأوسع. إذ كانت القوانين المقترحة في أوروبا، مثل قانون "مراقبة المحادثات" (Chat Control)، تشكل تهديدًا إضافيًا لمستقبل تيليجرام في حال جاءت نتائج التحقيقات بشكل سلبي. تلك التطورات تجعل المستثمرين في حالة قلق دائم تجاه مستقبل هذه العملات. تشير التوقعات الحالية إلى أن احتمالات إطلاق سراح دوروف خلال شهر أغسطس ضئيلة للغاية، إذ انخفضت فرص الإفراج عنه إلى 26%، مما يعكس توترًا متزايدًا في الأوساط الاستثمارية. وتعتبر تصريحات تيليجرام بشأن اعتقال دوروف جزءًا من صراع أكبر حول حرية التعبير وعدم استخدام المنصات التكنولوجية كأداة للمسؤولية عن الأفعال غير القانونية للمستخدمين. وفي تعقيب له على هذه الأحداث، أدان كريس بافلوفسكي، مؤسس ورئيس رumble (البديل ليوتيوب)، اعتقال دوروف، مؤكدًا أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا الاعتقال، وداعيًا إلى ضرورة الفرار من القيود المفروضة على حرية التعبير. إن آثار اعتقال دوروف على أسعار العملتين قد تكون مدمرة. ونظرًا للعوامل الحالية، من المرجح أن تستمر هذه الانخفاضات حتى تتضح الأمور بصورة أكبر أو حتى يتمكن تيليجرام من إثبات قدرته على الاستمرار دون تدخل دوروف. من المهم أن نتذكر أن تغيرات في أسعار العملات الرقمية يمكن أن تكون سريعة وغير متوقعة. في حال تم الإفراج عن دوروف، فإن هناك أملًا بأن تتمكن العملات الرقمية المعنية من التعافي بسرعة، خاصةً مع دعم المجتمع واهتمام المستثمرين المتزايد. ومع ذلك، إذا ما تمت إدانته، فإن ذلك قد يضع شركات الكريبتو التي تعتمد على تيليجرام في وضع حرج يدفعها للاعتماد على استراتيجيات جديدة لضمان استمراريتها واستقرارها. في سياق متصل، فإن حجم تداولات هذه العملات يشير إلى أن المستثمرين يتجهون نحو تقييم حقيقي للواقع الذي تعيشه السوق. المخاطر المتزايدة واستجابة السوق لهذه الأحداث قد تفتح آفاق جديدة للتداول، ولكنها قد تكون أيضًا اختبارًا لمدى صمود المجتمعات التكنولوجية في وجه الضغوط الحكومية. في نهاية المطاف، يبقى السؤال قائمًا: كيف ستؤثر قضية اعتقال بافل دوروف على مستقبل عالم الكريبتو؟ هل ستتمكن العملات مثل نوتكوين وهمستر كومبات من التعافي، أم سيكون هناك مزيد من التدهور؟ إن الإجابات على هذه التساؤلات ستظهر مع مرور الوقت، ومع كل تطور في الأحداث. وفي ظل هذه الظروف المتقلبة، يبقى على المستثمرين اتخاذ القرار الصحيح بناءً على المعلومات المتاحة وتقدير المخاطر في هذا السوق الذي لا يرحم. قد تكون هذه الأوقات صعبة، ولكن التاريخ يُظهر أن عالم العملات الرقمية يتمتع بالقدرة على التكيف والنمو حتى في وجه التحديات الكبرى.。
الخطوة التالية