فيتاليك بوتيرين يتمسك بموقفه: لم يبيع أي إيثيريوم منذ 2018، بل ساهم فقط في تطوير النظام البيئي للإيثيريوم

في عالم العملات الرقمية، تظل حياة وقرارات الشخصيات البارزة محط اهتمام كبير. ومن بين هؤلاء الشخصيات يأتي فيتاليك بوتيرين، المؤسس المشارك لإيثريوم، والذي يتصف بمكانة مرموقة في مجتمع العملات المشفرة. في خطوة واضحة لتهدئة الشائعات التي انتشرت حول بيع حصصه من عملة الإيثيريوم، أكد بوتيرين أنه لم يبيع أي من حيازاته من الإيثيريوم منذ عام 2018، وأن جميع المعاملات التي قام بها كانت موجهة لدعم مشاريع داخل نظام الإيثيريوم أو لأغراض خيرية. الشائعات التي انتشرت مؤخرًا حول بيع بوتيرين لمقدار كبير من الإيثيريوم، أثارت الكثير من النقاشات والتأويلات. فقد أفادت تقارير بأن بوتيرين قام بنقل حوالي 10 مليون دولار من الإيثيريوم إلى منصة تداول، مما أثار تكهنات حول نواياه. لكن في تصريحاته الأخيرة، أوضح بوتيرين أن تلك التحويلات لم تكن لبيع العملة، بل كانت لدعم مشاريع يعتقد أنها مهمة ومفيدة سواء داخل النظام الإيثيريوم أو للأعمال الخيرية. بوتيرين قال: “لم أبع أي شيء من الإيثيريوم منذ عام 2018، وإذا قمت بأي معاملات فهي كانت من أجل دعم المشاريع التي أعتبرها ذات قيمة.” هذه الكلمات تظهر التزامه الواضح تجاه المنظومة التي ساهم في تأسيسها، ورغبته في التأكيد على أن أي حركة تمويل كان يقوم بها، كانت تهدف في الأساس إلى تعزيز وتطوير النظام البيئي للعملة. تعزز تصريحات بوتيرين من موقفه كأحد رواد العملات المشفرة الذين لا يسعون وراء الربح السريع، بل يركزون على الاستدامة والتطوير المستمر. حيث أشار إلى أنه قام بتحويل 422,000 إيثيريوم (ما يعادل حوالي 1.04 مليار دولار) بين عامي 2015 وسبتمبر 2024، وهو ما يثبت أنه لم يكن يمثل صندوقاً احتياطياً جاثماً، بل كان يدعم مشروعات مبتكرة ومهمة. في السياق نفسه، لوحظ أن مؤسسة إيثيريوم قامت أيضًا بتحويلات كبيرة، حيث حوّلت 84,000 إيثيريوم إلى منصات تداول في أغسطس. برغم ما يبدو أنه ظاهرة مقلقة للمستثمرين، إلا أن تلك التحويلات جزء من استراتيجيتها للتخلص من كمية من الإيثيريوم لدعم الأبحاث والتطوير في مشروعات جديدة. في السابق، حدث أن قامت المؤسسة بتحويل 20,000 إيثيريوم إلى منصة كراكن، مما أدى إلى تراجع السوق. تتزايد الضغوط على أسعار الإيثيريوم، حيث تشير التقارير إلى أن أسعار العملات الرقمية العليا قد تراجعت مؤخرًا. لكن، يبدو أن بوتيرين يركز أكثر على الأثر الإيجابي الذي يمكن أن تخلفه الاستثمارات في المشاريع بدلاً من التوجهات السعرية القصيرة الأجل. كما أكد بوتيرين أن 8.4 مليون دولار من المنح تم تقديمها لمشروعات النظام الإيكولوجي خلال الربع الماضي، مما يدل على التزامه بتعزيز الابتكار والتطوير. بالإضافة إلى ذلك، أعرب بوتيرين عن استيائه من بعض نماذج الأعمال التي تعتمد على الزراعة السائلة، مشيرًا إلى أنها ليست مستدامة على المدى البعيد. قال: “الأمور التي لا تحظى باحترامي هي الأشياء التي تستمد جاذبيتها من مصدر مؤقت، فمثلما رأينا في جنون الزراعة السائلة في عام 2021، كان من الواضح أنها ناتجة عن إصدار رموز مؤقتة.” يوضح هذا التصريح رؤية بوتيرين لديها مبدأ التوازن بين الابتكار والاستدامة. ورغم أن بعض المستثمرين والمحللين يعتبرون أن إيثيريوم بحاجة لاستكشاف الفرص في مجالات مختلفة والتنوع في استراتيجيات التمويل، فقد عكست ردود الفعل على تصريحات بوتيرين تجاه هذا الأمر انقسامًا في الآراء. بعض النقاد، مثل كاين واريك، أحد مبتكري مفهوم الزراعة السائلة، اعتبروا أن بوتيرين لم يعطِ أهمية كافية لعالم التمويل اللامركزي (DeFi) واعتبروه غير مدرك لحجمه الكبير وتأثيره. يُظهر هذا النقاش التباين بين وجهات النظر داخل مجتمع العملات المشفرة حول قضايا مثل الهياكل المالية المستدامة والممارسات الفعالة في عالم الأعمال. بينما يظل سعر الإيثيريوم يتراوح حول 2508 دولارات، شهد السوق تراجعًا بنسبة 4% خلال الأيام السبعة الماضية. وفيما ينصب التركيز على إمكانية الانتعاش أو مزيد من التراجع، يبقى العمل الفعّال والدعم المستمر للمشروعات المختلفة داخل النظام حيّزًا رئيسيًا من المجالات التي يسعى بوتيرين للتركيز عليها. من خلال الحفاظ على مصداقيته والالتزام بمبادئه، يظهر بوتيرين مثالًا قويًا للأفراد والمستثمرين في عالم العملات المشفرة. تواصل إيثيريوم، تحت قيادته، رحلتها نحو مزيد من الابتكار والتطور، مما يمنح الأمل للعديد من المشاريع التي تتطلع للاستفادة من فوائد تقنية البلوك تشين. كما يتناول النقاش المستمر بين مكونات المجتمع الرمزي أهمية التوازن بين النمو السريع والاستدامة الطويلة الأجل، وهو النقاش الذي سيبقى حاضرًا في الأيام القادمة. في النهاية، لا يزال فيتاليك بوتيرين رمزًا للاقتصاد الرقمي والتقني، ومع تحركاته واستراتيجياته، يبقى السؤال: كيف سيشكل مستقبل الإيثيريوم ونظامه الإيكولوجي؟ الجواب يعتمد على قدرتنا جميعًا على تطوير وتعزيز الأفكار المبتكرة في البيئة الرقمية المتغيرة باستمرار.。