في خطوة مثيرة تهدف إلى تعزيز كفاءة منصة الإيثريوم، اقترح المؤسس المشارك للمشروع، فيتاليك بوتيرين، زيادة عدد "البلوب" لرفع مستوى قابلية توسيع الشبكة. تأتي هذه المبادرة في وقت يمضي فيه الإيثريوم في تطوير أنظمة جديدة تعزز من قدرته على مواجهة التحديات المتعلقة بالازدحام وزيادة الطلب على المعاملات. بعد التحديث الكبير الذي خضعت له شبكة الإيثريوم في بداية العام الجاري، والمعروف باسم "Dencun"، يشعر بوتيرين بقلق متزايد إزاء محدودية قدرة الشبكة على استيعاب المزيد من النشاطات. شهدت شبكة الإيثريوم مؤخراً ارتفاعاً في استخدام التطبيقات اللامركزية (dApps) ومنصات الطبقات الثانية (L2)، مما أدى إلى ضرورة التفكير في حلول مبتكرة من أجل تحسين الأداء. البلوب هو مفهوم تم تقديمه من خلال اقتراح تحسين الإيثريوم (EIP-4844)، والذي يُعرف أيضاً بـ "الشاردينغ التجريبي". هذا المفهوم يتضمن مساحة تخزينية مخصصة، تهدف إلى تحسين القدرة على معالجة البيانات الخاصة بالمعاملات. تعتبر هذه المساحة الأساسية مفيدة بشكل خاص لمنصات الطبقات الثانية، التي تعتمد على تخزين البيانات بكفاءة من أجل تقليل الازدحام. ولمواجهة هذه التحديات، اقترح بوتيرين زيادة عدد البلوب في كل كتلة إيثريوم. حالياً، يستهدف النظام حداً أدنى من ثلاثة بلوبات وحد أقصى يصل إلى ستة. لكن بوتيرين يؤكد أن زيادة الحد الأدنى إلى أربعة بلوبات والحد الأقصى إلى ثمانية ستساعد بشكل كبير في تحسين سعة التخزين وتقليل الازدحام في الشبكة. وأشار بوتيرين إلى أن المساحة المخصصة للبلوبات أصبحت مشبعة بنسبة 75% تقريباً، مما يعكس الحاجة الملحة لإجراء تغييرات عن طريق اقتراح تحسين الإيثريوم (EIP-7623) لزيادة عدد البلوبات في الكتلة. في حديثه، أوضح بوتيرين أن "النظام الايكولوجي نائم حيال هذا الأمر، إذ إننا قريبون جداً من الوصول إلى السقف". تأتي أهمية هذه المبادرة من تأثيرها المباشر على قدرة الشبكة على استيعاب الزيادة الكبيرة في عدد المعاملات. فبزيادة عدد البلوبات، يمكن لمشغلي الطبقات الثانية أن يقوموا بإرسال بياناتهم إلى الشبكة الأصلية للإيثريوم بشكل أكثر كفاءة. ويعتبر هذا الأمر حيوياً لمواجهة الازدحام الذي يشعر به المستخدمون، وهو ما دفع العديد من هذه الطبقات إلى الت hesitation للتوجه نحو استخدام البلوب. لكن الاهتمام بإدارة هذه القضية لا يأتي فقط من بوتيرين، فقد حظي اقتراحه بدعم من العديد من قادة الصناعة، بما في ذلك جيسي بولاك، الذي يعد أحد المطورين الرئيسيين لمنصة "Base" من كوين بيز. بولاك أكد أهمية الاقتراح بوصفه وسيلة لتقليل حجم الكتل في أسوأ الحالات، مما يضيف قدرة جديدة للطبقات السريعة النمو. ومع اقتراب شبكة الإيثريوم من التحديثات القادمة المعروفة باسم "Pectra" (والتي تشمل تحديثات "Prague" و"Electra")، تسارعت المجتمعات المحيطة بالإيثريوم للاستعداد للتغييرات التي ستعزز من قابلية التوسع. ومن المحتمل تقسيم التحديث إلى جزئين منفصلين، "PectraA" و "PectraB"، لتعجيل تنفيذها وتحقيق النجاحات المنشودة بشكل أسرع. لا يقتصر الأمر على تحقيق قابلية توسيع الشبكة فقط، بل يسعى بوتيرين أيضاً إلى ضمان أن تبقى الطبقات الثانية موزعة بشكل عادل، مما يسهم في شبكة إيثريوم أكثر استدامة ومرونة. هذا التوجه يعكس رؤيته للمستقبل، حيث يتمكن المستخدمون من الاستفادة من منتجات وخدمات قائمة على تقنية البلوك تشين بطرق سهلة وسريعة. تعتبر هذه الاقتراحات حيوية في الوقت الحالي، حيث يتزايد الضغط على الشبكة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمستخدمين. تشهد البيئات المشتركة والإستثمارات الضخمة في مجال البلوك تشين تحولاً كبيراً، مما يعني أن عدم الاستجابة لهذه التحديات يمكن أن يؤثر سلباً على سمعة الإيثريوم كمصدر قيادي في مجال العقود الذكية والتمويل اللامركزي. في سياق تزايد المنافسة في سوق العملات الرقمية، يعتبر تعزيز قابلية التوسع في الإيثريوم عنصراً أساسياً في الحفاظ على مكانته الريادية. إذ تعمل العديد من المنصات الأخرى على تطوير تقنيات مشابهة، مما يستدعي من الإيثريوم ممارسة الابتكار المستمر لمواكبة التغيرات. بشكل عام، فإن الاقتراح الذي قدمه بوتيرين يعد علامة على انفتاحه على الأفكار الجديدة ورغبة المجتمع في التجديد. يؤكد هذا الاقتراح على أهمية العمل الجماعي في تحقيق أهداف مشتركة وتحسين نظام تشغيلي قوي ومعتمد في عالم العملات الرقمية. في نهاية المطاف، تتجه الأنظار الآن نحو كيفية استجابة مجتمع الإيثريوم لهذه التحديات الجديدة ولمدى نجاح التحديثات القادمة في تحقيق الأهداف المنشودة. برغم ما يواجهه الإيثريوم من تحديات، تبقى الآمال معقودة على الابتكارات المستمرة التي تقودها قيادته المجتهدة، ودورها في الشكل المسقبل للتمويل الرقمي والتكنولوجيا اللامركزية.。
الخطوة التالية