تُعتبر كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، واحدة من أبرز الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة، حيث تلعب دورًا مهمًا في تشكيل السياسات المتعلقة بالتكنولوجيا والابتكار. في الآونة الأخيرة، تعهدت هاريس ببذل جهود كبيرة لضمان بقاء الولايات المتحدة في الصدارة عندما يتعلق الأمر بالتقنيات الناشئة. تأتي هذه التعهدات في وقت حاسم تتسارع فيه وتيرة الابتكارات التكنولوجية على مستوى العالم، وتتنافس الدول لتكون الرائدة في هذا المجال. في كلمة لها خلال مؤتمر نظمته إحدى الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا، أشارت هاريس إلى التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في ظل الابتكارات السريعة التي يشهدها العالم. وأوضحت أن الحكومة الأمريكية ستعمل بالتعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية على تعزيز البحث والتطوير، وذلك لضمان بقاء الولايات المتحدة مركزًا للابتكار. تجمع التكنولوجيا الناشئة بين مجموعة واسعة من التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، البلوكتشين، إنترنت الأشياء، وغيرها. وتعتبر هذه التقنيات القادرة على إعادة تشكيل الاقتصاد والمجتمع، ما يجعلها تحتل أهمية قصوى في الاستراتيجيات الوطنية. ورغم أن الدول الأخرى، مثل الصين، تستثمر بشكل كبير في هذه المجالات، فإن هاريس تؤكد على أهمية التمسك بالقيم الأمريكية في الابتكار، مثل الشفافية، والأمان، والتنوع. جزء من رؤية هاريس يتمثل في التركيز على العدالة والشمولية في تطوير التكنولوجيا. حيث أكدت أن التكنولوجيا يجب أن تعود بالنفع على جميع الأمريكيين، ولا يُسمح بأن تصبح عامل انقسام. وتشمل استراتيجياتها تعزيز الوصول إلى التعليم والتدريب في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM) لكل الفئات، خاصة في المجتمعات المهمشة. علاوة على ذلك، دعت هاريس إلى أهمية الأخلاقيات في تطوير التكنولوجيا. وفي ظل انتقادات واسعة حول استخدام البيانات والخصوصية، فإن هاريس شجعت على وضع قوانين صارمة تحمي حقوق الأفراد. وأكدت أن الابتكار يجب أن يتم بطريقة تحافظ على الأمن الشخصي وتعزز الثقة بين المواطنين والتكنولوجيا. أيضًا، أشارت هاريس إلى الحاجة إلى تحسين التمويل للابتكار التكنولوجي. حيث دعت الحكومة إلى تقديم المزيد من الدعم المالي للمشاريع الجديدة والشركات الناشئة، والتي تعتبر من المحركات الرئيسية للاقتصاد الأمريكي. كما أكدت على أهمية الشراكات بين القطاع العام والخاص لتسريع الابتكار وتحقيق الأهداف المشتركة. في إطار هذا التعهد، تم الإعلان عن مجموعة من المبادرات الجديدة التي من المتوقع أن تُدخل تحسينات كبيرة على المشهد التكنولوجي الأمريكي. إحدى هذه المبادرات تتعلق بتوسيع شبكة الجيل الخامس (5G)، حيث تعد هذه الشبكة أحد الأركان الأساسية لتقنيات المستقبل، من الذكاء الاصطناعي إلى المدن الذكية. تسعى الحكومة الأمريكية إلى توفير بنية تحتية قوية تدعم هذه التقنيات وتحسن من جودة الحياة اليومية للمواطنين. هاريس أيضًا سلطت الضوء على أهمية التعاون الدولي في مجال الابتكار التكنولوجي. إذ أن التحديات التي تواجهنا اليوم متعددة الأبعاد، وتحتاج إلى حلول عالمية. وفي هذا الصدد، دعت إلى تعزيز الشراكات مع الدول الأخرى لبناء حلول مشتركة للتحديات العالمية، من بينها تغير المناخ والأمراض المعدية. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر التكنولوجيا الخضراء واحدة من أولويات هاريس، حيث ربطت بين الابتكار التكنولوجي والتنمية المستدامة. وأشارت إلى أن هناك فرصة هائلة لتحويل الاقتصاد الأمريكي إلى اقتصاد منخفض الكربون من خلال الاستثمارات في تكنولوجيا الطاقة المتجددة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الزراعة والنقل. بينما تتجه الأنظار إلى كيفية تنفيذ هذه التعهدات، من المهم أن نتابع الإجراءات والسياسات التي ستتبناها إدارة هاريس. إن الابتكار هو مفتاح التقدم، ولكن يجب أن يكون هذا التقدم مستدامًا وشاملاً. يتطلع المواطنون الأمريكيون إلى رؤية كيف ستترجم هذه الخطط الطموحة إلى نتائج ملموسة في حياتهم اليومية. في الختام، يمكن القول إن التزام كامالا هاريس بوضع الولايات المتحدة في مقدمة الثورة التكنولوجية يعكس رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الابتكار مع الحفاظ على القيم الأساسية التي تُميز المجتمع الأمريكي. مع الخطط والاستراتيجيات التي تم وضعها، يترقب الجميع الإيجابيات التي قد تحدثها هذه السياسات في المستقبل القريب، ويأملون أن تكون هذه الخطوات بداية لعصر جديد من التقدم والابتكار.。
الخطوة التالية