في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبحت الهجمات الإلكترونية وما يصاحبها من برمجيات خبيثة وفدية تمثل تهديداً جدياً للأفراد والشركات على حد سواء. ومع تزايد الاعتماد على الإنترنت والتطور السريع في تكنولوجيا المعلومات، أصبح من الضروري توعية المستخدمين وشرح كيفية التخفيف من آثار هذه الهجمات. في هذا السياق، يقدم المركز الوطني للأمن السيبراني الإرشادات والخطوات الأساسية التي يمكن أن يتبعها الأفراد والشركات لحماية أنفسهم من برمجيات الفدية والبرمجيات الخبيثة الأخرى. تشدد هذه الإرشادات على أهمية الأمن السيبراني وكيف يمكن تحسين دفاعات المستخدمين ضد الهجمات الإلكترونية. تبدأ مراحل التخفيف من الهجمات بفهم أنواع البرمجيات الخبيثة وكيفية عملها. البرمجيات الخبيثة يمكن أن تأتي في أشكال عديدة مثل الفيروسات، والديدان، والبرمجيات التجسسية، وبرامج الفدية. تعمل هذه البرامج على الإضرار بالنظام، سرقة البيانات، أو حتى طلب فدية لفك تشفير البيانات المسروقة. يُعتبر تثبيت تحديثات النظام والبرامج بشكل دوري أحد أبرز الخطوات التي ينصح بها المركز الوطني للأمن السيبراني. حيث أن التحديثات تهدف إلى إصلاح الثغرات التي قد يستغلها القراصنة، وبالتالي فإن الحفاظ على تحديثات الأمان يمكن أن يقلل بشكل كبير من فرص الإصابة بالبرمجيات الخبيثة. أيضاً، يُنصح بتركيب واستخدام برامج مكافحة الفيروسات ذات السمعة الجيدة، التي يمكن أن تكتشف وتزيل البرمجيات الضارة من الأجهزة. يجب على المستخدمين أن يختاروا برنامج مكافحة الفيروسات الذي يتناسب مع احتياجاتهم وأن يقوموا بتحديثه بشكل مستمر. وإلى جانب البرامج الأمنية، يُشدد على أهمية استخدام كلمات المرور المعقدة وتغييرها بانتظام. حيث أن استخدام كلمات مرور ضعيفة أو اعادة استخدام نفس الكلمة عبر عدة مواقع يُعد أحد الأفعال التي تجعل الأفراد عرضة للاختراق. لذلك، يجب على المستخدمين تبني سياسات كلمات المرور الصارمة وتعزيز استخدامها في جميع حساباتهم. تعتبر النسخ الاحتياطية المنتظمة للبيانات من أهم جوانب الأمان السيبراني. فإذا تعرض النظام لهجوم من برمجيات الفدية، فإن النسخ الاحتياطية قد تكون الحل الوحيد لاستعادة البيانات دون دفع الفدية. يُنصح بإنشاء نسخ احتياطية محلية ودليلية، وكذلك استخدام خدمات التخزين السحابي الموثوقة. ومن الجدير بالذكر أن تدريب الموظفين ورفع وعيهم بالأمن السيبراني يمثل عاملاً حاسماً في مكافحة الهجمات الإلكترونية. إذ أن الوعي بالمخاطر، وكيفية التعرف على رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية أو الروابط المشبوهة، يمكن أن يساهم في وتقليل فرص نجاح الهجمات. علاوة على ذلك، يجب أن تكون أنظمة الكمبيوتر والشبكات محصنة جيداً عبر استخدام جدران الحماية وإعدادات الشبكة المناسبة، لضبط التحكم في حركة البيانات ومنع الوصول غير المصرح به. يُفضل أن يكون هناك فريق مختص بأمن المعلومات لمراقبة الأنظمة بشكل دوري وكشف أي أنشطة مشبوهة. يسلط المركز الوطني للأمن السيبراني الضوء على أهمية تبادل المعلومات وأفضل الممارسات بين الشركات والمنظمات. حيث يمكن أن تساعد المشاركة في المعلومات حول التهديدات والهجمات الموثقة، المؤسسسات في تعزيز دفاعاتها وتقليل الوقت المستغرق للاستجابة لهجمات مشابهة. في بعض الأحيان، قد تحدث الهجمات بشكل غير متوقع ودون تحذير. وبالتالي، فإن وضع خطة استجابة جاهزة لهذه الهجمات قد يكون له تأثير كبير على كيفية استجابة المؤسسات في وقت الأزمة. تتضمن هذه الخطة تحديد المسؤوليات، والإجراءات اللازمة للاستجابة، والتواصل مع الأطراف المعنية، بالإضافة إلى الخطوات اللازمة لاستعادة البيانات. لا يجب أن ننسى أيضًا أن الهجمات لا تستهدف فقط الشركات الكبيرة، بل يمكن أن تتعرض حتى الأفراد والمستخدمين العاديين للمخاطر إذا لم يكونوا حذرين. لذلك، الأمر يتطلب الجهد الجماعي من جميع المستخدمين على جميع المستويات لضمان بيئة رقمية أكثر أماناً. من خلال هذه الإرشادات والخطوات العملية التي يقدمها المركز الوطني للأمن السيبراني، يمكن للأفراد والشركات اتخاذ تدابير وقائية فعالة للتخفيف من آثار الهجمات الإلكترونية. يبقى الواجب على الجميع فهم المخاطر والعمل بجد لحماية بياناتهم وأنظمتهم. في النهاية، إن الأمان السيبراني ليس مجرد واجب على قسم التكنولوجيا في المؤسسات، بل هو مسؤولية تمتد إلى جميع الأفراد. من خلال وعي الجميع وتعاونهم، يمكننا مواجهة التحديات التي تمثلها البرمجيات الخبيثة وبرامج الفدية، وبناء مجتمع رقمي آمن ومحمٍ للجميع.。
الخطوة التالية