في عالم العملات المشفرة، أصبح مفهوم "سحب البساط" (Rug Pull) حديث الساعة، حيث يواجه المستثمرون مخاطر جديدة مع انتشار المشاريع الجديدة والوعود الكبيرة في هذا الفضاء المتقلب. يعتبر سحب البساط نوعًا من الاحتيال الذي يحدث عندما يقوم المطورون بتقديم مشروع يعمل على جذب الاستثمارات ثم يتركونه فجأة، مما يؤدي إلى فقدان المستثمرين لأموالهم. في هذه المقالة، سنستعرض مفهوم سحب البساط، كيف يحدث، وأفضل الطرق لتجنب الوقوع ضحية لمثل هذه العمليات. تاريخ سحب البساط يعود إلى عام 2020، إذ شهد سوق العملات المشفرة نمواً غير مسبوق، مما أدى إلى ظهور العديد من المشاريع الجديدة. ومع ارتفاع قيمة العملات، بدأ بعض المطورين في استغلال هذا الاتجاه لجني الأرباح بسرعة دون تقديم أي قيمة حقيقية. تتمثل آلية سحب البساط عادةً في قيام مطور المشروع بإنشاء عملة مشفرة جديدة، ويتم الترويج لها بشكل مكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التداول. يقوم هؤلاء المطورون بإقناع المستثمرين بشراء العملة من خلال الوعود بعوائد مالية ضخمة وما يسمى بـ "الميز أو البساط". يتضمن ذلك عادةً تصاميمًا جذابة، ومواقع ويب مصممة بشكل احترافي، وأحيانًا حتى شراكات مزيفة مع مؤسسات معروفة. تبدأ المشكلة عندما يحقق المشروع بعض السيولة، حيث يستثمر عدد كبير من الأشخاص أموالهم في العملة. بعد فترة من الوقت، يتخذ المطورون القرار المفاجئ بسحب كل الأموال المستثمرة وترك المستثمرين يواجهون الخسائر. بمجرد أن يتم سحب الأموال، يصبح من شبه المستحيل على المستثمرين استرداد أموالهم. هناك عدة علامات تحذيرية يمكن أن تساعد المستثمرين في التعرف على المشاريع القابلة للاحتياج. أولاً، ينبغي على المستثمرين البحث عن الشفافية في المشروع. يجب أن يكون للمشروعات المشروعة معلومات واضحة حول الفريق القائم عليها، بما في ذلك تجاربهم السابقة في الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هناك وثائق واضحة توضح كيفية استخدام الأموال والجدول الزمني للمشروع. ثانياً، يعد وجود أي نوع من "ضمانات" أو "تضخيم" العوائد من المؤشرات الواضحة على أن المشروع قد يكون غير موثوق. إذا كانت الوعود المعلنة تتجاوز الحدود المعقولة، يجب أن تكون هناك توقعات منخفضة حيال الموثوقية الحقيقية للمشروع. ثالثاً، من المهم فحص تفاصيل العقود الذكية المستخدمة في المشروع. غالباً ما تكون المشاريع الاحتيالية لديها رموز مميزة، والتي يمكن أن تظهر أن نية المطورين ليست جيدة. يمكن للمستثمرين استخدام أدوات تحليل العقود الذكية المختلفة للتحقق من سلامة المشروع واستقرار رموزه. علاوة على ذلك، يجب على المستثمرين توخي الحذر من المشاريع الجديدة للغاية التي يروج لها المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي. في كثير من الأحيان، يكون هؤلاء المؤثرون غير مؤهلين وقد لا يكون لديهم معرفة عميقة بالصناعة. يستثمر بعضهم أموالهم في مشاريع لمجرد أنها تروج لشيء جديد دون إجراء بحث كافٍ. إن الاستثمار في العملات المشفرة يحتاج إلى دراسة وفهم عميق للسوق. وعلى الرغم من أن العملات المشفرة قد تكون فرصة لتحقيق الأرباح، إلا أن المستثمرين يجب أن يتحلوا بالحذر ويقوموا بإجراء أبحاثهم الخاصة قبل اتخاذ أي قرار استثماري. تستمر جهود التوعية والتعليم فيما يتعلق بمخاطر سحب البساط في الازدياد. هناك العديد من المنصات التعليمية والمنتديات المتخصصة التي تقدم معلومات حول كيفية التعرف على المشاريع المشبوهة وكيفية الاستثمار بحذر. في النهاية، يبقى السؤال الأبرز: كيف يمكن للمستثمرين حماية أنفسهم من سحب البساط؟ الخطوة الأولى هي أن يكونوا واعين للمخاطر وأن يقوموا بالبحث المستفيض حول المشاريع قبل الاستثمار فيها. التعلم من تجارب الآخرين، والبقاء على اطلاع بأحدث التطورات في السوق، واستخدام الأدوات المناسبة، يمكن أن تساعد المستثمرين على البقاء في مأمن عن الوقوع في فخ سحب البساط. عندما نتحدث عن العملات المشفرة، يجب أن نتذكر أن هناك القليل من الضمانات. ولذلك، البقاء يقظاً وواعياً للمخاطر يمكن أن يكون الفرق بين النجاح والفشل. في عالم سريع ومليء بالمفاجآت مثل عالم العملات المشفرة، المعرفة هي القوة، ومن يتسلح بالمعلومات والممارسات الجيدة، سيكون لديه فرص أفضل لتجنب المخاطر والخسائر المحتملة.。
الخطوة التالية