تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث تمكّن المستخدمين من التواصل ومشاركة الأفكار والمحتوى بسهولة ويسر. ومع تزايد الاهتمام بتكنولوجيا البلوكشين، بدأت بعض المنصات الاجتماعية في استخدام هذه التقنية لتوفير بيئة أكثر أمانًا وخصوصية للمستخدمين. في هذا المقال، سنستعرض خمس منصات تواصل اجتماعي تعتمد على تكنولوجيا البلوكشين والتي تستحق معرفتها. أولاً، تبرز منصة "Steemit" كأحد أبرز الأمثلة على استخدام البلوكشين في وسائل التواصل الاجتماعي. تم إطلاق هذه المنصة في عام 2016 وتسمح للمستخدمين بإنشاء محتوى ومشاركته مع الآخرين. الفرق الرئيسي في Steemit هو نظام المكافآت الذي يعتمد على العملات الرقمية. يحصل المستخدمون على مكافآت عند كتابة محتوى جذاب أو عند الإعجاب بمحتوى الآخرين، مما يحفزهم على المساهمة بفاعلية أكبر. وتعتمد المنصة على تكنولوجيا البلوكشين الخاصة بها، مما يضمن أن المحتوى يظل محصنًا وغير قابل للتغيير. ثانيًا، نجد منصة "Mastodon" التي تُعتبر بديلاً مفتوح المصدر لوسائل التواصل الاجتماعية التقليدية مثل تويتر. تعتمد Mastodon على فكرة الشبكات الاجتماعية الموزعة، حيث يمكن لكل مستخدم إنشاء خادم خاص به والانضمام إلى شبكة أكبر. هذه البنية اللامركزية تمنح المستخدمين السيطرة على بياناتهم وتوفر مزيدًا من الخصوصية. إلى جانب ذلك، تتيح Mastodon للمستخدمين التفاعل مع مجتمعات متعددة عبر الخوادم المختلفة، مما يعزز التنوع والشمولية في المحتوى. ثالثًا، تظهر منصة "Peepeth" كأحد المشاريع المثيرة في عالم البلوكشين. تهدف Peepeth إلى إنشاء منصة تواصل اجتماعي تركز على الإيجابية والهدوء النفسي. يشتمل تصميم المنصة على نظام نقاط مكافأة يشجع المستخدمين على نشر محتوى إيجابي وداعم، بالإضافة إلى تشجيعهم على اتخاذ سياسات استخدام أفضل. مع كل مشاركة أو تفاعل إيجابي، يمكن للمستخدمين الحصول على مكافآت في شكل عملات رقمية. هذا التركيز على الإيجابية يجعل Peepeth خيارًا مثيرًا لمن يسعون للتفاعل مع محتوى بنّاء. رابعًا، تأتي منصة "Hive" التي تعتمد على تقنية البلوكشين وتعتبر تطورًا مباشرًا لمنصة Steemit. بعد التغيرات التي شهدتها Steemit، قرر المجتمع الانتقال إلى Hive كمنصة جديدة توفر الأمان والشفافية. تعتمد Hive على نظام مكافآت مشابه لـ Steemit، مما يسمح للمستخدمين بإنشاء محتوى وكسب المكافآت. ما يميز Hive هو نظام الحوكمة اللامركزي، حيث يمكن للمستخدمين التصويت على القرارات الهامة التي تؤثر على المنصة، مما يعزز المشاركة والمساهمة من قبل الأعضاء. خامسًا وأخيرًا، نجد منصة "Diaspora" التي تركز على الخصوصية وتوفير بيئة التواصل الآمنة للمستخدمين. تأسست Diaspora كاستجابة لقلق المستخدمين حول الخصوصية في الشبكات الاجتماعية الكبرى. تعتمد المنصة على بنية موزعة تسمح للمستخدمين بإعداد خوادم خاصة بهم، مما يجعل من المستحيل على أي جهة مركزية السيطرة على البيانات. تتيح Diaspora للمستخدمين مشاركة المحتوى والاتصال دون القلق بشأن انتهاك الخصوصية أو بيع المعلومات الشخصية. في نهاية المطاف، يمثل استخدام تكنولوجيا البلوكشين في وسائل التواصل الاجتماعي خطوة مهمة نحو تعزيز الخصوصية والأمان للمستخدمين. كل منصة لديها ميزاتها الفريدة، ولكن جميعها تشترك في هدف مشترك: إنشاء بيئة تواصل أكثر أمانًا وشفافية. في عالم يعمل فيه الأفراد والشركات بنشاط على حماية حقوقهم الرقمية، تعتبر هذه المنصات الجديدة بديلاً مثيرًا لتجارب التواصل الاجتماعي التقليدية. مع استمرار توسع تكنولوجيا البلوكشين، يمكن توقع ظهور مزيد من المنصات الاجتماعية الجديدة التي تستفيد من هذه التقنية. إن التوجه نحو اللامركزية والخصوصية يقودان العديد من المستخدمين إلى إعادة التفكير في كيفية تعاملهم مع وسائل التواصل الاجتماعي، وما إذا كانت المنصات التقليدية لا تزال تلبي احتياجاتهم بشكل كافٍ. من الواضح أن البلوكشين ليس مجرد تقنية مالية؛ بل إنه يمتد ليشمل مجموعة واسعة من التطبيقات بما في ذلك الشبكات الاجتماعية. وبالتالي، فإن منصات مثل Steemit وMastodon وPeepeth وHive وDiaspora تمثل فقط بداية لتحول أكبر في كيفية تواصلنا ومشاركة المحتوى في العصر الرقمي. ومع الزيادة المستمرة للوعي بالتحديات التي تفرضها الوسائل الاجتماعية التقليدية، قد نرى المزيد من الابتكارات في هذا المجال. لذلك، يجدر بالمستخدمين الاستكشاف والتعرف على هذه المنصات الجديدة، ليس فقط للاستفادة من الفوائد المترتبة على استخدام البلوكشين، ولكن أيضًا للمساهمة في تشكيل مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يعكس قيم الخصوصية والشفافية والمشاركة المجتمعية.。
الخطوة التالية