في خطوة جريئة تهدف لتعزيز موقع الولايات المتحدة في حقل التكنولوجيا المالية، أعربت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس عن أهمية أن تصبح البلاد رائدة في مجال تقنيات البلوك تشين. وقد تطرق خطابها إلى دور الأصول الرقمية في الخطط الاقتصادية للرئاسة، مما يعكس التوجه المتنامي نحو اعتماد هذه التكنولوجيا في مختلف جوانب الاقتصاد الأمريكي. في مؤتمر حول الابتكارات التكنولوجية، أشارت هاريس إلى أن الولايات المتحدة تمتلك القدرة على ريادة العالم في صناعة البلوك تشين، وهي التقنية الأساسية التي تدعم العملات الرقمية وأشكال جديدة من التمويل. وذكرت أن مفهوم الهيمنة في هذا المجال ليس مجرد فكرة طموحة، بل هو ضرورة ملحة لضمان النمو الاقتصادي المستدام. وقالت هاريس: "عندما نتحدث عن البلوك تشين، نحن نتحدث عن مستقبل الاقتصاد. يجب أن نكون في الطليعة وأن نضمن أن تكون الولايات المتحدة هي القوة الدافعة لهذا الابتكار". وقد أكدت ضرورة خلق بيئة تنظيمية مناسبة تشجع على الابتكار وتساعد الشركات الناشئة في مجالات التقنية المالية. وتعتبر هاريس أن الأصول الرقمية ستكون جزءًا أساسيًا من الخطط الاقتصادية التي وضعها فريق الرئاسة، مشددة على الفوائد الاقتصادية المحتملة التي يمكن أن تجلبها هذه الأصول. وأوضحت أن هناك حاجة لتطوير استراتيجية وطنية تشمل التعليم والتدريب في هذا المجال لضمان أن يكون لدى الأمريكيين المهارات اللازمة للاستفادة من الفرص التي توفرها الأصول الرقمية. ورغم الاهتمام المتزايد بتقنيات البلوك تشين، إلا أن هاريس اعترفت بالصعوبات والتحديات التي تواجه الولايات المتحدة في هذا المجال، بما في ذلك خطر التنظيم المفرط الذي يمكن أن يعيق الابتكار. وطالبت بضرورة وجود توازن بين الحماية والتنظيم من جهة، وتحفيز الابتكار من جهة أخرى. وفي سياق آخر، أكدت هاريس أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تكون جزءًا من النقاش العالمي حول كيفية تنظيم ومراقبة استخدام تقنيات البلوك تشين والأصول الرقمية. وأضافت: "لدينا فرصة للعمل مع دول أخرى لتحديد معايير عالمية من شأنها تعزيز الأمان والشفافية في هذه السوق الناشئة". وتعكس تصريحات هاريس اتجاهًا أوسع في الإدارة الأمريكية نحو اعتماد الأصول الرقمية كجزء من النظام المالي الوطني. فقد أدت الزيادة في اعتماد العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم إلى ضرورة وضع إطار قانوني وتنظيمي واضح. يُعتبر هذا الأمر محوريًا من أجل حماية المستثمرين والمستهلكين، وضمان نزاهة السوق. وعلى الرغم من الشكوك التي تحيط بمستقبل الأصول الرقمية، إلا أن هاريس أضافت أن هذه التقنيات لديها القدرة على إحداث تحولات كبيرة في طريقة أداء الأعمال التجارية وكيفية إجراء المعاملات المالية. وأكدت أن تنظيم هذا المجال بشكل فعال يمكن أن يعزز الابتكار ويجذب الاستثمار. وتأتي تصريحات هاريس في وقت تتزايد فيه المنافسة بين الولايات المتحدة ودول أخرى، مثل الصين، التي حققت تقدمًا كبيرًا في تطبيق تقنيات البلوك تشين. فقد بات واضحًا أن الدول تتنافس على تطوير أنظمة مالية مستقبلية تعتمد على الابتكار التكنولوجي. وفيما يتعلق بالأبعاد الاجتماعية لهذه التقنيات، كانت هاريس حذرة، حيث تحدثت عن ضرورة مراعاة تأثير الأصول الرقمية على المجتمع، وخاصة الفئات الأكثر ضعفًا. وأشارت إلى أن التحول الرقمي يجب أن يتم بشكل شامل يضمن تأمين فرص متساوية للجميع. من جهة أخرى، يستعد العديد من الشركات الناشئة في الولايات المتحدة للاستفادة من الدعم المتوقع من الحكومة لتطوير تطبيقات تعتمد على تقنيات البلوك تشين. يُعتبر هذا الدعم خطوة مهمة لتحفيز الابتكار وضمان أن تظل الولايات المتحدة في المقدمة في مجال الأسواق المالية الجديدة. وفي ختام حديثها، أكدت هاريس أن الولايات المتحدة لديها القدرة على أن تصبح مركزًا عالميًا للابتكار في التقنيات المالية. وذكرت أن التركيز على تطوير استراتيجيات فعالة ستساهم في تحسين الاقتصاد الأمريكي وتعزيز دور البلاد على الساحة الدولية. إن التصريحات التي أدلت بها كامالا هاريس تمثل توجهًا جديدًا نحو استغلال تقنيات البلوك تشين كوسيلة لتحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق الاستدامة. وبينما يتطلع العالم إلى مستقبل مشرق للأصول الرقمية، تبقى الخطوات التنظيمية والتعاون الدولي حجر الزاوية في تحقيق هذا الهدف. في نهاية المطاف، قد تمثل البلوك تشين والأصول الرقمية فرصة فريدة للولايات المتحدة لتأكيد مكانتها كزعيم عالمي في مجال الابتكار التكنولوجي. ويبدو أن الإدارة الأمريكية الحالية تدرك تمامًا هذه الفرصة، وتعمل جاهدة لضمان استغلالها بالشكل الأمثل.。
الخطوة التالية