بيتكوين (BTC) تواجه لحظة حاسمة مع ارتفاع الطلب على صناديق الاستثمار المدعومة بالبيتكوين في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، شهدت العملة الرقمية الرائدة، بيتكوين (BTC)، تقلبات كبيرة في سعرها، وهو ما جعل السوق في حالة ترقب وقلق. حيث تتجه الأنظار نحو مستوى 65,000 دولار، إذ يعتبر هذا المستوى حاسمًا بالنسبة لاستقرار الأسعار في مقابل الضغوط البيعية التي قد تنجم عن تراجع الإقبال على الشراء. التحليل الفني يشير إلى أن بيتكوين بدأت تواجه مقاومة واضحة عند مستوى 64,000 دولار، وهو مستوى يتزامن مع المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، مما يزيد من التحديات التي تواجه الاتجاه العام. وقد لاحظ المحللون وجود نمط واضح في السوق يتمثل في تشكيل "مثلث متسع" يوضح وجود قمم منخفضة وقيعان منخفضة على مدار الأشهر السابقة، مع وجود تضارب كبير في الآراء حول المستقبل القريب لعملة البيتكوين. أحد أبرز المتداولين، بيتر براندت، حذر من إمكانية ظهور اتجاه هبوطي على المدى المتوسط، مشيرًا إلى أن بيتكوين بحاجة ماسة للاغلاق فوق مستوى 69,831 دولار، وهو أعلى مستوى لهذا العام، لضمان عدم العودة إلى الاتجاه الهبوطي الذي بدأ في مارس الماضي. الشكوك السائدة في السوق تستند إلى وفاة تقني حدث بين المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا و200 يوم، وهو ما يُعرف بـ "تقاطع الموت"، مما يزيد من ضغوط البيع على بيتكوين. في حين أن التحليل الفني قد يبدو متشائمًا، إلا أن الأسس الاقتصادية تدعم حركة السوق. هناك زيادة ملحوظة في الطلب على صناديق الاستثمار المدعومة بالبيتكوين (ETFs) في الولايات المتحدة، حيث شهدت هذه الصناديق تدفقات نقدية ملحوظة بلغت قيمتها حوالي 1 مليار دولار في الأسابيع القليلة الماضية. هذا الطلب المتزايد يعكس تحولًا في توجه المستثمرين نحو الأصول الرقمية، حيث أصبحت صناديق ETFs خيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يسعون لزيادة تعرضهم للبيتكوين بطريقة أكثر أمانًا وكفاءة. في التقرير الأخير، سجلت صناديق الاستثمار المدعومة بالبيتكوين تدفقًا نقديًا صافياً قدره 106 ملايين دولار، بقيادة BlackRock التي استحوذت على نصيب الأسد منها بما يصل إلى 184 مليون دولار. هذا التحول في تدفق الأموال يعكس قوة السوق وقدرته على جذب الاستثمارات الكبرى، مما يعزز من قيمة بيتكوين ويجعلها أكثر جاذبية للأفراد والمستثمرين المؤسسيين على حد سواء. ومع ذلك، فإن السوق ليس خاليًا من المخاطر. البيانات التي تم جمعها من أنشطة الكبار في السوق أو ما يُعرف باسم "الحيتان"، تُظهر علامات مختلطة، حيث قام بعض المستثمرين الرئيسيين، بما في ذلك عمال المناجم، ببيع كميات كبيرة من البيتكوين، بينما قام آخرون بشراء كميات جديدة. على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية، سجل عمال المناجم وحدهم بيع أكثر من 20,000 بيتكوين، مما يعكس تذبذبات في قناعة المستثمرين بشأن اتجاه السوق. علاوة على ذلك، يشهد العرض المتاح من بيتكوين في البورصات المركزية تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفضت الكميات المعروضة بنحو 100,000 وحدة في الشهر الماضي. هذا الانكماش الملحوظ في العرض قد يكون له تأثيرات إيجابية على الأسعار، خاصة إذا استمرت تدفقات الاستثمارات في النمو. فعندما يقل العرض في مواجهة الطلب المتزايد، تدفع الأسعار للارتفاع. في الوقت ذاته، يعكس مؤشر الخوف والطمع في السوق وضعًا محايدًا، حيث يقبع المؤشر حول مستوى 50 في المئة. وهذا يعني أن السوق في انتظار إشارات أكثر وضوحًا لاتجاه الأسعار. ومع دخولنا نحو نهاية سبتمبر، يتوقع الكثيرون تزايد النشاط، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية لعام 2024، حيث يمكن أن تؤدي هذه التطورات السياسية إلى انطلاقة جديدة لسوق العملات الرقمية. ومما يعزز من هذه التوقعات الإيجابية هو الأداء القوي للذهب والأسواق المالية الأخرى. حيث حقق الذهب مؤخرًا ارتفاعات قياسية، مما يعكس توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة في أوقات التقلبات الاقتصادية. هذه الديناميات يمكن أن تؤدي إلى زيادة الاهتمام بالبيتكوين، خاصة في ظل التصاعد المستمر لوضعه كملاذ آمن في الاستثمارات. إجمالًا، يمكن القول إن مشهد بيتكوين في الوقت الحالي هو مشهد مليء بالتحديات والفرص. النجاح في تجاوز مستوى 65,000 دولار قد يفتح الأبواب أمام ارتفاعات أكبر وعودة الثقة في السوق. في المقابل، إذا لم تتمكن من الحفاظ على هذا المستوى، فقد نرى تراجعات حادة، مما يزيد من المخاطر أمام المستثمرين. يبقى السؤال الأكثر أهمية: هل ستحقق بيتكوين الانتعاشة التي ينتظرها العديد من المستثمرين؟ أم ستظل تحت الضغط البيعي، وقد تصل إلى الأرقام السلبية مجددًا؟ على كل حال، ستحظى الأشهر القليلة المقبلة بتركيز مكثف من المتداولين والمستثمرين على حد سواء، في انتظار توضيح الصورة بشكل أكبر.。
الخطوة التالية