ظلت بورتوريكو، الجزيرة الجميلة في الكاريبي، تعاني منذ سنوات من أزمات اقتصادية متزايدة، وتأثرت سلباً بفضائح مالية عديدة كان لها عواقب وخيمة على السكان. واحدة من أبرز هذه الأزمات هي فضيحة السندات الكبرى وفشل نظام الطاقة في الجزيرة، التي لم تقتصر تداعياتها على تحميل الناس أعباءً اقتصادية فحسب، بل أثرت أيضاً على حياتهم اليومية. لم يكن التدهور الاقتصادي في بورتوريكو مسألة مفاجئة، بل كان نتيجة لعدة عوامل معقدة. ولكن، يبقى السؤال الأهم: من المسؤول عن هذه الفضيحة؟ تحمل السندات التي أصدرتها حكومة بورتوريكو لنفسها والجهات المعنية، خاصة المستثمرين، عبئاً ثقيلاً. فقد تم إصدار سندات بقيمة تفوق العشر مليارات دولار لكنها تحولت بشكل سريع إلى عبء مالي على الجزيرة. تم ذلك تحت مزاعم كاذبة تتعلق بالاستثمار والتنمية، حيث تم الادعاء بأن هذه الأموال ستُستخدم لتحسين البنية التحتية. ولكن سرعان ما انكشف الغطاء عن الفساد والهدر المالي، مما أدى إلى انعدام الثقة بين السكان والحكومة. على الرغم من التحقيقات التي أجريت، إلا أن الإجابة عن سؤال «من المسؤول» لا تزال غامضة. هناك العديد من الجوانب التي يجب أخذها بعين الاعتبار. يتعين النظر إلى الحكومة السابقة التي شرعت في إصدار السندات دون إشراف كافٍ، وكذلك للأبراج المالية التي قدمت الاستشارات. أيضًا، لم يكن دور المستثمرين بالعادل، حيث ساهم الكثير منهم في التعقيدات التي شهدتها الجزيرة بدلاً من تحسينها. علاوة على ذلك، انحرفت تركيبة الاقتصاد البورتوريكي منذ التفاح. تم التوجه نحو الاعتماد على الاستثمارات الخارجية والسندات، مما جعل الحكومة عرضة للمخاطر. مع مرور الوقت، وبدلاً من الاستثمار في تطوير البنية التحتية وتعزيز الاقتصاد المحلي، تحولت تلك الأموال إلى فوائد دقيقة وأعباء مالية. من جهة أخرى، تلعب شركة الطاقة الرئيسية في بورتوريكو، والتي تدير شبكة الطاقة، دورًا محوريًا في هذه الفضيحة. فبعد إعصار ماريا، الذي دمر الكثير من البنية التحتية، أظهرت الشركة عجزًا كليًا عن التعافي، ومع ذلك استمرت في جلب الاستثمارات والمزيد من الديون. تزايدت الشكوك حول كفاءة وأمانة الإدارة، مما زاد من حدة الأزمة. لم تكن تداعيات فضيحة السندات محدودة على الجانب المالي فقط، بل تعدت ذلك لتؤثر على حياة المواطنين اليومية. تفاقمت أوضاع الناس، حيث ارتفعت تكاليف الطاقة، وأصبح تأمين الضروريات الأساسية أمرًا شبه مستحيل للكثيرين. كما زاد الفقر والبطالة بسبب حالة عدم الاستقرار في السوق. مدفوعين بهذه الظروف الصعبة، بدأ المواطنون في المطالبة بالإصلاحات. نشأ حراك واسع في الشارع يهدف إلى محاسبة الفاسدين وتحقيق العدالة. أكدت الجماعات الحقوقية والاقتصادية على ضرورة توخي الحذر من الجهات التي تواصل الإضرار بحياة البورتوريكيين. في النهاية، يبقى السؤال عالقًا: من المسؤول عن الفضيحة الكبرى في بورتوريكو؟ رغم تعدد الأطراف المتورطة، إلا أن النهاية الحقيقية تظل في أيدي المسؤولين الحكوميين والجماعات التي ساهمت في تفاقم الوضع. لا بد من تحقيق شامل وكامل للمسائلة واستعادة الثقة المفقودة من قبل الحكومة والشعب. يجب أن تكون هناك استجابة واضحة وعمل على إعادة بناء البنية التحتية للطاقة، وتوجيه الاستثمارات نحو القطاع العام، والمساهمة في خلق فرص العمل، وذلك من خلال الشفافية والمحاسبة. قد يكون الأوان قد فات لبعض الأمور، لكن العمل الجماعي والكفاح المستمر يمكن أن يؤدي إلى تحقيق الأمل في مستقبل أفضل للبورتوريكيين.。
الخطوة التالية