عندما تولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في يناير 2017، كان عالم العملات الرقمية والتشفير قد بدأ في اجتذاب الانتباه. في تلك الفترة، نمت قيمة البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية بشكل كبير، مما جذب عددًا متزايدًا من المستثمرين والمشروعات. ومع ذلك، كانت السياسات الحكومية تجاه هذا القطاع غير واضحة. هنا نلقي نظرة على كيف شكلت رئاسة ترامب سياسة التشفير في الولايات المتحدة، وما إذا كانت تعتبر نقطة تحول مهمة في هذا المجال. رئاسة ترامب كانت مليئة بالتحديات والجدل، ولم يكن الوضع بالنسبة لسياسة التشفير مختلفًا. فقد عُرف ترامب بموقفه التنافسي في السوق، وبدأت إدارته بتغذية القلق حول الأمن القومي والذي جاء بشكل طبيعي مع صعود العملات الرقمية. وبدا أن هناك رغبة ملحة لتنظيم هذا القطاع، وهو ما تمكنت وزارة الخزانة الأمريكية من متابعته. فرضت الحكومة الأمريكية عدة قيود على أنشطة العملات الرقمية، حيث ظهرت تقارير تفيد بأن بعض الحكومات كانت تستخدم العملات الرقمية لتمويل الأنشطة غير القانونية. وفي عام 2019، أعرب ترامب عن رأيه علناً عبر تويتر، قائلاً إنه ليس مع العملات الرقمية. ديون ورقة الدولار كانت دائمًا هي الخيار الأفضل، مؤكداً على أهمية تنظيم العملات الرقمية التي بدأت تُعتبر تهديدًا اقتصادية. بفحص سياسة الدولار الأمريكي، أصبح من الواضح أن إدارة ترامب لم تَرَ في العملات الرقمية منافسًا فقط بل مصدر قلق. بالتزامن مع موقفه ضد العملات، أظهرت ترامب بعض الإشارات الإيجابية نحو تطوير تكنولوجيا بلوكتشين. وفي عام 2020، تم تأسيس مجموعة عمل عملة الرقمية التابعة لوزارة الخزانة لتحليل استخدام العملات الرقمية في الاقتصاد. وقد استمر تدفق الاستثمارات في العملات الرقمية أثناء فترة رئاسة ترامب، حيث تمكن العديد من المستثمرين المؤسسات من دخول السوق. في هذا الإطار، أُقيمت العديد من الاجتماعات المشتركة بين الشركات الكبرى والمسؤولين في الحكومة لمناقشة كيفية تنظيم هذا السوق. الأمر الذي يعني أن هناك رغبة في تحقيق التوازن بين الابتكار والتنظيم. عندما نستخدم مصطلح "نقطة تحول"، من المهم التعرف على أنه يعكس تغييرات جذرية. ومع ظهور إدارة بايدن، أصبحت السياسة تجاه التشفير أكثر وضوحًا ومرونة، ولكن تأثير ترامب لا يمكن نسيانه. هناك العديد من المراقبين الذين يشيرون إلى أن سياسة ترامب وضعت الأساس لتوجهات تنظيمية مستقبلية. لمراقبة المشهد العام بعد رئاسة ترامب، تُظهر التقارير أنه بينما استمرت الحكومات في تمويل البنوك التقليدية، قام العديد من المستثمرين بالتحول إلى العملات الرقمية كبديل. تشير التوقعات إلى أن عام 2022 سيكون عامًا محوريًا بالنسبة للقطاع، مع توقع تنظيم أقوى وأسواق مُنسقة بشكل أفضل، وكثير من ذلك يعود إلى الأسس التي وضعتها إدارة ترامب. في النهاية، يمكن القول إن رئاسة ترامب كانت نقطة تحول في سياسة التشفير في الولايات المتحدة. التحولات التي شهدتها الأرضية القانونية قد حفزت على النمو ولكنها أيضًا أثارت التساؤلات حول طبيعة التنظيم والتلاحم بين الابتكار والرقابة الحكومية. ومع استمرار تطور القطاع، أصبح من الضروري على الولايات المتحدة أن تجد توازنًا بين تعزيز الابتكار وحماية المستهلكين، وهذا هو التحدي الكبير الذي ستواجهه الحكومات القادمة. ينبغي على المستثمرين والمراقبين في مجال التشفير أن يظلوا على دراية بالتحولات السياسية والاقتصادية القادمة، لأنها بلا شك ستؤثر على سماء العملات الرقمية في الولايات المتحدة والعالم. ومع استمرار هذا القطاع في النمو، سيكون لاعبي السوق مطالبين بالتكيف بسرعة مع القواعد الجديدة والالتزامات التنظيمية في النصف الثاني من العقد. في الختام، رئاسة ترامب لم تكن فقط علامة على الاضطرابات السياسية، بل شكلت أيضًا نقطة تحول حقيقية في كيفية التعامل مع العملات الرقمية وتكنولوجيا التشفير في البيئة السياسية والاقتصادية الأمريكية. ومن هنا، فإن السؤال لا يتعلق بما كان، بل بما سيكون في المستقبل بالنسبة للاقتصاد الرقمي ولتكنولوجيا التشفير.。
الخطوة التالية