في عالم العملات الرقمية، يتصدر البيتكوين حاليًا عناوين الأخبار مجددًا، حيث يواجه HODLers، وهم المستثمرون الذين يحتفظون ببيتكوين لديهم بدلاً من بيعه، تحديًا يتطلب منهم الثبات والصبر. بالرغم من التقلبات المستمرة في السوق وانخفاض حجم المعاملات، يبدو أن HODLers يتعلقون بأمل كبير في ارتفاع الأسعار مرة أخرى. خلال الأسابيع الماضية، لوحظ تراجع ملحوظ في عدد المعاملات اليومية للبيتكوين، حيث ظل العدد بين 175,000 و200,000 معاملة، وهو مستوى منخفض تاريخيًا بالنسبة لفترات الارتفاع الكبيرة. على الرغم من هذه الأرقام، فإن ثقة HODLers لم تتزعزع، إذ يختار العديد منهم البقاء في السوق بانتظار القمة القادمة. تشير تحليلات حديثة من شركة غلاسنود المتخصصة في البيانات والتحليلات المتعلقة بالبلوك تشين إلى أن سلوك HODLers يعكس اتجاهاً سريعاً نحو الاحتفاظ. حيث انخفضت أحجام المعاملات رغم زيادة أسعار البيتكوين، التي تجاوزت 50,000 دولار في الفترة الأخيرة. ويبدو أن الكثير من المستثمرين ينتظرون لتحقيق مكاسب أكبر قبل اتخاذ أي قرار بالبيع. زيادة الأسعار ترافقت مع تجاوز القيمة السوقية للبيتكوين حاجز التريليون دولار، وهو ما أعاد إحياء الآمال في الوصول إلى مستويات أعلى من الـ65,000 دولار التي تم الوصول إليها في وقت سابق من هذا العام. ولكن، ومع كل هذا، لا يزال عدد المعاملات بعيدًا عن المعدلات المرتفعة التي تشهدها الأسواق في العادة خلال فترات الزيادة الكبيرة. يشير تقرير غلاسنود إلى أن النمط الحالي يتبع ما تم ملاحظته في الأسواق السابقة، تحديدًا خلال فترة الارتفاع في 2016-2017 وأيضًا في فترة الركود التي تلتها في 2018-2019. على الرغم من أن عدد الأشخاص الذين يستخدمون البيتكوين قد زاد بشكل كبير منذ ذلك الحين، إلا أن الكمية الكبيرة من HODLing تُظهر أن كثيرًا من الناس يفضلون الانتظار. إيجابية الوضع لا تقتصر على حجم المعاملات فحسب، بل تكمن في زيادة كمية البيتكوين المحتفظ بها من قبل HODLers، حيث بلغ هذا الرقم مستوى قياسيًا جديدًا في أغسطس الماضي، حيث امتلك HODLers 12.69 مليون بيتكوين، وهو ما يفوق الرقم القياسي السابق المتمثل في 12.69 مليون بيتكوين في أكتوبر 2020. عمومًا، انخفض تصحيح الأسعار بنسبة 50% الذي شهدناه في مايو لا يبدو مزعجًا مثلما حدث في عام 2018، وفقًا للتقارير التي أظهرت أن السلوك الذي يسود بين HODLers يعتبر الأكثر أمانًا. يبدو أن الصمود والاستمرار في الاحتفاظ يعتبر استراتيجية شائعة لدى معظم HODLers، الذي يفضلون وجود بيتكوين في محفظتهم بدلاً من بيعه في أوقات الاضطراب. التحليل الفني يضيف بعدًا آخر لهذه الدينامية، حيث تم اكتشاف ما يُعرف بـ "الصليب الذهبي" في متوسط قيمة البيتكوين في بداية الشهر الماضي. أوضح الخبراء أن هذا الاتجاه يتشكل عندما يتجاوز المتوسط القصير الأمد المتوسط الطويل، مما يدل على إمكانية حدوث زيادة في الأسعار في المستقبل القريب. الواحد والخمسون ألف دولار هي بالنسبة للبعض مجرد بداية. يعتقد الكثير من HODLers أن وصول البيتكوين إلى قيمة أعلى من تلك التي شاهدناها في السابق هو أمر لا مفر منه. ولذا، يقوم بعضهم بتخزين البيتكوين في محافظهم ليتعاملوا مع ما يمثله من أصل طويل الأجل. على الرغم من كل ما سبق، فإن عدم اليقين لا يزال حاضرًا في السوق. قد تؤدي التقلبات المفاجئة، مثل الأخبار السلبية عن التنظيمات الحكومية أو القيود المتزايدة على تنفيذ المعاملات، إلى إثارة القلق بين المستثمرين. لذا، يجب أن يكون HODLers مستعدين لمواجهة الأوضاع الاقتصادية المعقدة التي قد تتغير في أي لحظة. مع تعزيز الثقة من خلال استراتيجيات التحليل الفني، تبقى المناقشات حول استدامة البيتكوين وتقبله في الأسواق المالية العالمية حديث الساعة. وسط ضغوط السوق وحركة الأسعار المتقلبة، يبقى السؤال: هل سيرتفع البيتكوين حقًا إلى آفاق جديدة يكافئ فيها أولئك الذين صمدوا أمام التحديات؟ في نهاية المطاف، تبقي هذه الظروف HODLers على أهبة الاستعداد، وهم يستعدون للعب لعبة الصبر والثبات، مع الأمل في أن يتحقق ما يعتبرونه المستقبل المشرق للبيتكوين. والآن، يبقى في انتظار الأسواق، هل سيعبر HODLers نحو القمة، أم سيجدون أنفسهم أمام تحديات جديدة في عالم العملات الرقمية المتزايد التعقيد؟。
الخطوة التالية