تواجه عملة البيتكوين في سبتمبر الحالي خيارات صعبة، حيث انخفض سعرها ليصل إلى أدنى مستوى له خلال أسبوعين. وفقاً لبيانات CoinMarketCap، انخفض سعر البيتكوين بأكثر من 2% في الأول من سبتمبر، ليصل إلى 57,273 دولار. وقد حدث هذا الانخفاض خلال عطلة نهاية الأسبوع، حين تكون سيولة السوق عادةً أقل، مما يجعل من الصعب على المشترين منع المزيد من الخسائر. اختتمت البيتكوين شهر أغسطس بهبوط نسبته 8.6%، وهو أداء مخيب للآمال مقارنة بمتوسط المكاسب الشهرية الذي يصل إلى 1.75% وفقاً لبيانات CoinGlass. تاريخياً، كان شهر سبتمبر شهراً صعباً على البيتكوين، حيث يسجل متوسط خسارة يصل إلى 4.5% عبر السنوات. تشير خريطة تصفية CoinGlass إلى مشهد هابط، حيث تظهر مستويات للتصفية المحتملة بالقرب من 64,000 دولار. تدل هذه البيانات على أن المتداولين يتجهون نحو مراكز قصيرة في سوق العقود الآجلة، مما يعكس المزاج الهابط للسوق. ومع ذلك، إذا ارتفعت الأسعار، فقد يؤدي ذلك إلى "تصفية قصيرة". أفاد تاجر بمسمى "exitpump" بأن هناك عمليات بيع قصيرة "عدوانية" عند أدنى مستويات اليوم، مع اقتراب نهاية الأسبوع. وأشار المحلل "Rekt Capital" إلى أن البيتكوين لا يزال يختبر الحد الأدنى من قناة رئيسية على المخطط الأسبوعي. ويقول ريك: "يجب على البيتكوين أن يغلق أسبوعياً فوق 58,450 دولار لتأكيد أن القناة السفلية أصبحت دعماً"، مشدداً على أهمية هذا المستوى بالنسبة لتوجه العملة الرقمية على المدى القصير. من ناحية أخرى، يعبر تاجر آخر يعرف باسم "CrypNuevo" عن تفضيله للمراكز الطويلة، حيث يفضل رؤية حركة هبوطية تؤدي إلى تصفية حول 56,600 دولار، حيث يخطط لوضع أمر شراء طويل. كما حدّد "CrypNuevo" مستوى 61,300 دولار كهدف محتمل لجلب السيولة في الاتجاه الصاعد، مما يدل على أن السوق قد يشهد تقلبات سعرية كبيرة في الفترة المقبلة. مع بداية شهر سبتمبر، يواجه البيتكوين تحدياً كبيراً في تجاوز أدائه الضعيف تاريخياً في هذا الشهر. يعيش المستثمرون والمضاربون حالة من الترقب، في حين يُظهر التوجه العام للسوق عدم اليقين بشأن الاتجاه المحتمل للعملة. يرى العديد من المحللين أن المخاوف المحيطة بالأسواق التقليدية والمخاطر الاقتصادية تلعب دوراً مهماً في تأثيرها على عملة البيتكوين. يتردد صدى هذه المخاوف بين المتداولين، مما يزيد من تقلب السوق ويجعل من الصعب اتخاذ قرارات استثمارية صحيحة. كما يعكس أداء البيتكوين الأخير تحديات أكبر تواجه العملات الرقمية بشكل عام، خاصةً عندما ترتبط بمستويات السيولة واهتمام المستثمرين الدوليين. ومع Bond yields (عائدات السندات) المتزايدة ومخاطر الركود الاقتصادي، يواجه سوق العملات المشفرة عاصفة من التحولات والتغيرات. على الرغم من الصعوبات، يبقى التفاؤل حاضراً في الأفق بالنسبة لبعض المستثمرين الذين يرون في التراجع فرصة للدخول في مستويات سعرية مناسبة. يمكن للمدافعين عن البيتكوين أن يعتبروا هذا التهديد بمثابة فرصة للشراء، خصوصًا إذا تمرس المشترون في انتظار إشارات تدل على فرص جيدة للدخول. مع انقضاء الأيام الأولى من شهر سبتمبر، تظل البيتكوين في خضم صراع بين الآمال والتحديات. إذا تمكنت من تخطي مستويات الدعم الحرجة، فقد تُظهر علامات الانتعاش. ولكن إذا استمر الضغط البيعي، فإن السيناريو المحتمل سيكون مزيد من التقلبات وتأكيد الاتجاه الهبوطي. في الختام، تظل البيتكوين بمثابة الرمز الرقمي الأكثر متابعةً وتأثيراً بين العملات الرقمية، وتجذب انتباه المستثمرين حول العالم. إن التغيرات المستمرة في الأسعار والسلوكيات العامة للسوق تعد بمثابة تذكير بما يمكن أن يحدث في عالم العملات المشفرة. مع الوقت، قد يرتفع الطلب عليها مرة أخرى، أو قد نشهد على الجانب الآخر تسارعاً نحو الأسفل، ما يطرح تساؤلات حول الاتجاه المستقبلي لهذه العملة المثيرة للجدل.。
الخطوة التالية