تكتسب عملية توكنية الأصول الحقيقية (RWA) زخماً متزايداً في عالم التمويل الرقمي، حيث تعتبر هذه العملية وسيلة مبتكرة لتحويل الأصول الملموسة، مثل العقارات والمجوهرات والأصول المالية التقليدية، إلى رموز رقمية يتم تداولها على شبكة البلوكشين. أدى هذا الابتكار إلى فتح آفاق جديدة للمستثمرين، مما قد يغير الطريقة التي ننظر بها إلى ملكية الأصول وتداولها في المستقبل. ظهرت توكنية الأصول الحقيقية كحل للمشكلات التقليدية المرتبطة بتداول الأصول، مثل نقص الشفافية، وارتفاع تكاليف المعاملات، والحدود المتعمدة في الأسواق. من خلال استخدام تقنية البلوكشين، يتمكن المستثمرون من الوصول إلى المعلومات بشكل أفضل وإجراء المعاملات بشكل أسرع وأرخص. واحدة من الأسباب الرئيسية التي تجعل توكنية الأصول الحقيقية تكتسب اهتماماً متزايداً هي القدرة على تعزيز سيولة الأصول. فعلى سبيل المثال، يتمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه الاستثمارات في العقارات في أن العقار نفسه يصعب بيعه مقارنةً بالأصول المالية الأخرى مثل الأسهم. ولكن مع توكنية الأصول، يمكن تقسيم العقار إلى وحدات أصغر، مما يسمح للمستثمرين بشراء حصص صغيرة فيه، وبالتالي زيادة عدد المشترين المحتملين. وبالإضافة إلى زيادة السيولة، توفر توكنية الأصول الحقيقية أيضاً مستوى عالٍ من الشفافية والأمان. فكل معاملة تتم على شبكة البلوكشين يتم تسجيلها بشكل دائم، مما يسهل التحقق من ملكية الأصول ويقلل من احتمال الاحتيال. وهذا يعني أن المستثمرين يمكنهم الوثوق بأن الأصول التي يشترونها تمثل بالفعل ما يدعون أنها تمثله. مع ازدياد الاهتمام بتوكنية الأصول الحقيقية، يبحث المستثمرون عن وسائل للوصول إلى هذه السوق الناشئة. هنا، سنقوم باستعراض ثلاث طرق يمكن من خلالها للمستثمرين الحصول على تعرض لهذه الظاهرة الجديدة. أولاً، يمكن للمستثمرين النظر في الانخراط مع منصات توكنية متخصصة. هناك العديد من الشركات التي تقدم خدمات توكنية الأصول، حيث تسمح هذه المنصات للمستثمرين بشراء وبيع الأصول المملوكة بشكل رقمي. ومن بين هذه المنصات تتضمن خيارات مثل "RealT" و"SolidBlock"، وهي تقدم مجموعة متنوعة من الأصول، بدءًا من العقارات التجارية إلى المنشآت العقارية السكنية. تعد هذه المنصات نقطة انطلاق مثالية للمستثمرين الراغبين في دخول هذا المجال. ثانياً، يمكن تبني استراتيجيات الاستثمار المباشر في شركات توكنية. تتزايد أعداد الشركات الناشئة التي تعمل في مجال توكنية الأصول الحقيقية، ويمكن للمستثمرين الاستفادة من نمو هذه الشركات بالاستثمار في الأسهم أو في جولات التمويل الخاصة بها. من خلال الاستثمار في هذه الشركات، يمكن للمستثمرين الاستفادة من النجاح المحتمل لسوق توكنية الأصول، مما يوفر لهم إمكانية تحقيق عوائد أعلى من مجرد الاستثمار في الأصول نفسها. ثالثاً، يعد الاستثمار في الصناديق الاستثمارية المتخصصة في الأصول الرقمية خيارًا آخر للمستثمرين الذين يرغبون في الحصول على تعرض لتوكنية الأصول. هناك عدد متزايد من الصناديق التي تستثمر في الأصول التي تم توكنتها وتوفر متخصصون يديرون هذه الاستثمارات. باستخدام هذا الخيار، يمكن للمستثمرين تصحيح مخاطر استثماراتهم من خلال التنويع والحصول على التعرض لأصول متعددة في وقت واحد. مع تزايد التقنيات وكل ما يرافقها، تواكب توكنية الأصول الحقيقية طلب السوق المتزايد على الاستثمارات التي توفر عوائد أفضل وشفافية أكبر. ومع ذلك، كما هو الحال في أي سوق ناشئة، هناك تحديات يجب على المستثمرين الانتباه إليها. من المخاطر التنظيمية إلى التقلبات المحتملة في السوق، من المهم أن يقوم المستثمرون بأبحاثهم الخاصة وأن يكونوا على دراية بالمخاطر المرتبطة بهذه الاستثمارات. تدعو هذه التوجهات الجميع إلى إعادة التفكير في مفهوم الاستثمار وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تؤثر عليه. بدلاً من الاعتماد على الأصول التقليدية، يمكن أن يوفر المستقبل القريب فرصاً جديدة للمستثمرين من خلال توكنية الأصول الحقيقية. يبدو أن تيار توكنية الأصول يتسارع، ومع الاستثمارات الأذكى والتقنيات المتطورة، سيصبح من الممكن توفير المزيد من الفرص للجيل الجديد من المستثمرين للاستفادة من هذه الموجة الجديدة. إن تونس وقعت عليها صناديق الاستثمار البشري، وإذا تمكنت من التنسيق بين توانع الأصول الرقمية والتقليدية، فقد نشهد تحولاً جذرياً في الطريقة التي ندير بها استثماراتنا. في الختام، تمثل توكنية الأصول الحقيقية فرصة مثيرة للمستثمرين. ومع تزايد عدد الأنظمة الأساسية والشركات التي تعمل في هذا المجال، يصبح من السهل على المستثمرين أن يحصلوا على عرض مباشر لهذه السوق الناشئة. يبقى التوجه نحو المزيد من الشفافية والمرونة والتنوع هو الأهم، ومع تطور هذه الظاهرة، سيكون هناك الكثير من الفرص الفريدة لتعزيز العوائد وخلق أسواق جديدة.。
الخطوة التالية