تواجه أسواق العملات الرقمية في الآونة الأخيرة تحديات جديدة، حيث شهدت كل من البيتكوين (BTC) والإيثيريوم (ETH) تراجعاً ملحوظاً. حيث أشار المتداول المعروف بيتر براندت إلى ثلاثة ديناميكيات رئيسية في جدول البيتكوين، قد تكون مؤشراً على الاتجاهات المستقبلية لهذه العملة الرائدة في السوق. في بداية شهر سبتمبر 2024، تراجعت القيمة السوقية العالمية للعملات الرقمية بنسبة 1.5%، مما يضعها عند 2.03 تريليون دولار. وانخفض سعر البيتكوين إلى 58,112.09 دولار، وهو ما يمثل تراجعاً نسبته 0.6%. ومن جهة أخرى، سجل الإيثيريوم انخفاضاً أكبر بلغ 2.5%، محققاً سعر 2,459.86 دولار. هذا التراجع الجماعي في قيمة الأصول الرقمية زاد من التساؤلات حول المستقبل القريب للعملات المشفرة، خاصة بالنسبة للمتداولين الذين يعتمدون على استراتيجيات الشراء والاحتفاظ. وفقًا لبيانات من موقع "IntoTheBlock"، زادت تدفقات بيتكوين على البورصات بنسبة 40.7٪، مما يشير إلى أن حاملي البيتكوين على المدى القصير يقومون بتفريغ كميات كبيرة من هذه العملة الرقمية. في الوقت نفسه، ارتفع عدد العناوين النشطة يوميًا بنسبة 6.2%. ومع ذلك، كانت هناك قفزة كبيرة في الصفقات التي تزيد قيمتها عن 100,000 دولار، حيث ارتفعت من 5,943 صفقة في الأول من سبتمبر إلى 8,962 صفقة في الثاني من سبتمبر. وهذا مؤشر يُظهر أن المتداولين الثقلاء ما زالوا نشطين، بينما لا يزال حاملو البيتكوين على المدى القصير يمثلون مصدر قلق لهذه السوق. كما أشار محلل السوق علي مارتينيز إلى أن حاملي البيتكوين على المدى القصير قد قاموا بتفريغ 642,366 بيتكوين منذ منتصف أغسطس. هذه التحركات قد تؤثر بشكل كبير على الأسعار، إذ أن غالبية الصفقات التي يشارك فيها حاملو البيتكوين على المدى القصير تؤدي إلى هبوط السعر عند البيع. وفقًا للمعلومات، فقد تمت تصفية 39,162 متداول خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليصل إجمالي تصفيات المتداولين إلى 98.72 مليون دولار، مما يشير إلى زعزعة في السيطرة على السوق. في خضم هذه المستجدات، قام بيتر براندت بتسليط الضوء على ثلاثة جوانب رئيسية في رسومات البيتكوين. أولًا، تم تحديد استمرار وجود قمم منخفضة وقيعان منخفضة على الرسم البياني، وهذا يشير إلى ضغوط زمنية على العملية السوقية. ثانيًا، تظهر الانحدارات في القيعان ضعفاً في الزخم، مما يدل على أن هناك قلة من الطاقة الصاعدة في السوق. وأخيرًا، أشار براندت إلى أنه لم يحدث في أي وقت بعد تخفيض مكافآت تعدين البيتكوين أن تطلب الوصول إلى مستويات قياسية جديدة كل هذا الوقت. بصورة أكثر تفاؤلاً، أشار محلل أخر يُعرف باسم "ريكت كابيتال" إلى أن مستوى 58,300 دولار سيكون أحد المفاتيح المهمة لإغلاق الأسبوع، مما يشير إلى المقاومة الجديدة. وبحسب تحليلاته، يحتاج البيتكوين لإغلاق أعلى من هذا المستوى بحلول نهاية الأسبوع، الأمر الذي قد يفتح الأبواب لمزيد من النزعات الصعودية. ووسط هذه التقلبات، يستمر التحليل الفني في لعب دور بارز في تشكيل التوجهات المستقبلية للعملات. الجهود المبذولة للتنبؤ بمستويات الأسعار القادمة تستند إلى نماذج وبيانات تاريخية. قدم أحد المحللين، المعروف باسم "CryptoCon"، تحليلاً دقيقًا للنماذج اللونية، مستشهداً بنجاحها في توقع ذروة البيتكوين في عام 2021. ووفقًا لوجهة نظره، فإن البيتكوين قد يصل إلى 180,000 دولار في العام المقبل إذا كانت الأمور تسير بعكس الاتجاه الحالي. ومع انعدام التحركات الإيجابية للسوق في الأسابيع الأخيرة، يظل الكثير من المستثمرين في حالة من الخوف والقلق. ولكن على الرغم من ذلك، يشير العديد من المحللين إلى أن الهدوء الحالي قد يكون مجرد مرحلة مؤقتة، وأن هناك قفزة محتملة في الأسعار قد تغمر السوق مرة أخرى. مع اقتراب نهاية عام 2024، يتطلع الجميع إلى ما يسمى بـ "سنة حمراء 2025" كمرحلة قادمة مثيرة في عالم العملات الرقمية. على صعيد آخر، تشهد الدول مثل قطر تحديثات تنظيمية محورية في قواعد التعامل مع الأصول الرقمية، مما يشير إلى توجه إيجابي عالمي نحو اعتماد الأصول الرقمية بشكل أوسع. تتضمن هذه التطورات أيضًا استجابة هيئات تنظيمية أخرى، مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات، لمواجهة التحديات التي تطرأ بشكل مستمر على الأسواق الرقمية. في ختام هذا التحليل، يواجه المستثمرون في عالم العملات الرقمية مرحلة حساسة. التطورات الأخيرة تشير إلى تقلبات جدية قد تثير حفيظة المتداولين الكبار والصغار. أياً كان ما يحمله المستقبل، فإن التحليل الدقيق والمراقبة المستمرة للأحداث سيكونان مفتاح النجاح لكل من يغامر في هذا السوق المتقلب. يجدر بالذكر أن البقاء على اطلاع دائم بأحداث السوق يكون ذا أهمية قصوى لضمان اتخاذ قرارات مدروسة تضع في الاعتبار جميع المتغيرات المحيطة.。
الخطوة التالية