في عالم العملات المشفرة، حيث تتذبذب الأسعار وتتغير السياسات بشكل سريع، برز شخص واحد كرمز للتحمل والاستمرارية: تشانغ بينغ تشاو، المعروف باسم CZ. في مقابلة حصرية أجرتها معه مجلة "الإيكونوميست"، يفتح CZ قلبه وعقله حول مستقبل العملات المشفرة، التحديات التي واجهها، ورؤيته لما ينتظر هذه الصناعة المتطورة. بدأت مسيرة تشاو في عالم العملات المشفرة منذ سنوات، حين أسس منصة بينانس، التي أصبحت واحدة من أكبر وأكثر منصات تبادل العملات المشفرة شهرة في العالم. رغم الشائعات والضغوط التنظيمية التي طالت الصناعة بأكملها، استطاع CZ أن يبقي بينانس في مقدمة المشهد. يتحدث بشغف عن التحديات التي واجهها، وعن كيفية تمكنه من الاستمرار والبقاء على قيد الحياة في سوق يشبه ملعب المعركة. خلال المقابلة، لم يتردد CZ في الإشارة إلى الصعوبات التي عانت منها العديد من الشركات بعد انهيار منصات شهيرة مثل FTX. وقال إن هذه الأحداث كانت دروسًا قاسية ولكنها ضرورية. بالنسبة له، كانت القدرة على الاستمرار في مواجهة هذه الضغوط هي ما تميز بينانس عن باقي الشركات. وفي إطار هذه النقاشات، يستعرض CZ الأهمية البالغة للشفافية والثقة في بناء علاقات مع المستثمرين والمستخدمين. عندما سُئل عن الشائعات التي انتشرت حول بينانس، أوضح CZ أنه لا يهتم كثيرًا بهذه الشائعات. "الأشخاص الذين يعملون بجد ويركزون على تقديم القيمة الحقيقية للمستخدمين، هم من سينجحون في النهاية"، يقول. يبرز ثقته في نموذج العمل الخاص به، والذي يعتمد على الابتكار المستمر وتعزيز تجربة المستخدم. تتناول المقابلة أيضًا التحديات التنظيمية التي تواجهها صناعة العملات المشفرة. يشدد CZ على أهمية التعاون مع السلطات التنظيمية، ويصف ذلك بأنه خطوة إيجابية نحو إيجاد بيئة قانونية واضحة للسوق. ويقول: "إذا أردنا أن نكون جزءًا من النظام المالي العالمي، يجب علينا أن نلعب وفقًا للقوانين". هذه الرؤية تؤكد التزام CZ بلعب دور إيجابي في تحسن صورة العملات المشفرة في عيون الحكومات والمجتمع. ومع تطور سوق العملات المشفرة، يتحدث CZ عن الابتكارات التكنولوجية التي تشهدها الصناعة، ويؤكد على أهمية الاستدامة. يمتلك بينانس استراتيجية طموحة لدمج التكنولوجيا البيئية في أعمالها، حيث يعتزم دعم المشاريع التي تهدف إلى تقليل الأثر البيئي للعملات المشفرة. علاوة على ذلك، يناقش CZ التوجه نحو المزيد من التعليم والتوعية، حيث يشدد على أن فهم المستخدمين والعامة لكيفية عمل العملات المشفرة أمر بالغ الأهمية للمضي قدمًا. يقدم مثالاً على المبادرات التي أطلقتها بينانس لتحسين التعليم في هذا المجال، سواء من خلال الدورات التعليمية أو التعاون مع الجامعات. تصل المقابلة إلى ذروتها عندما يتحدث CZ عن رؤيته للمستقبل. يؤمن بأن العملات المشفرة ستصبح جزءًا لا يتجزأ من النظام المالي العالمي، ويأمل في رؤيتها تُستخدم بشكل أكثر شيوعًا في المعاملات اليومية. يقول: "أرى أن المستقبل يحمل فرصًا كبيرة، ليس فقط للمستثمرين، ولكن أيضًا للأفراد العاديين الذين يمكنهم استغلال هذه التكنولوجيا لتحسين حياتهم". لكن الأمور لا تأتي دون مخاطر، حيث يتناول CZ أهمية الوعي بالمخاطر المرتبطة بالاستثمار في العملات المشفرة. ويقول إن المستخدمين يجب أن يتمتعوا بفهم جيد للمشاريع التي يستثمرون فيها، وأن يتحلوا بالحذر الكافي عند اتخاذ قراراتهم. "الاستثمار في العملات المشفرة ليس للأشخاص الذين يبحثون عن الثراء السريع"، يؤكد. تختتم المقابلة بحديث عن الشخصيات التي ألهمت CZ في مسيرته. يشير إلى رواد التكنولوجيا والابتكار الذين أثروا فيه، ويعبر عن امتنانه لكل من ساعده في رحلته. كما يشجع الشباب على اتباع شغفهم وعدم الخوف من الفشل، قائلاً: "الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو جزء من الرحلة نحو النجاح". في النهاية، يمثل CZ نموذجًا للفرد الذي استطاع أن يتخطى التحديات، ويحدق في مستقبل مليء بالفرص. إن التزامه بالشفافية، الابتكار، والتعاون مع الجهات التنظيمية يشير إلى أن هناك أملًا في صناعة العملات المشفرة. إذا استمر الآخرون في السير على نفس الطريق، قد نجد أنفسنا أمام عصر جديد من الفرص المالية المبنية على التكنولوجيا. إن المقابلة مع CZ ليست مجرد حديث عن العملات المشفرة، بل هي دعوة للتفكير في كيفية تطور هذا العالم الديناميكي وكيف يمكن للجميع المشاركة في بناء المستقبل.。
الخطوة التالية