في عالم العملات الرقمية، تبرز العديد من الآراء الجريئة والجدلية حول مستقبل مختلف المشاريع. مؤخرًا، أثار أحد أبرز مؤيدي بيتكوين، فريد كروجر، ضجة كبيرة بتصريحاته المثيرة حول الإيثيريوم (ETH)، حيث ادعى أن هذه العملة الثانية من حيث القيمة السوقية في “حلقة موت”. لكن ما هي الأسباب التي جعلته يطلق هذا التحذير القوي؟ بدأت القصة عندما نشر كروجر تغريدة تتضمن انتقادات لاذعة لنموذج إيرادات الإيثيريوم المالي، مشيرًا إلى أن الإيرادات السنوية الحالية التي تصل إلى 73 مليون دولار لا تكفي لتغطية التضخم المستمر في الشبكة، علاوة على ذلك، لا يعكس هذا الرقم بشكل واقعي القيمة السوقية البالغة 300 مليار دولار. ودعا كروجر إلى ضرورة إعادة تقييم قيمة الإيثيريوم، حيث اقترح أن القيمة الحقيقية ربما تكون قريبة من 3 مليارات دولار، وهو ما يرى أنه قد يكون تقديرًا مفرطًا في التفاؤل. أشار كروجر إلى أن بيتكوين يستمد قيمته من إثبات العمل القوي، مثله مثل الذهب، مؤكداً أن بيتكوين هي المال الصريح، وهو ما لا ينطبق على الإيثيريوم بحسب رأيه. حلل كروجر الفوارق الجوهرية بين العملتين، حيث تساءل عما إذا كان الإيثيريوم فعلاً قادرًا على الاستمرار في ظل نموذج إيرادات غير قابل للاستدامة. يوجد بالفعل سياق أوسع يخدم حجج كروجر. تشير بيانات السوق إلى أن الإيرادات اليومية للإيثيريوم قد انخفضت بشكل كبير، حتى وصلت إلى أدنى مستوياتها في عام 2024، مما يعكس تراجعًا بنسبة تتجاوز 90% منذ بداية العام. هذا الانخفاض ساهم في تعزيز الشكوك حول مستقبل الإيثيريوم، خاصة بعد التحديثات الأخيرة التي شهدتها الشبكة، والمعروفة باسم “التحديث الشامل”. الحديث عن تكاليف المعاملات المتزايدة، بما في ذلك تلك التي تسجل على طبقات الشبكة الثانية، قد زاد من المخاوف بين المستخدمين والمستثمرين. خاصةً مع التوجه الذي قام به مؤسسة الإيثيريوم نحو زيادة النفقات لتغطية العمليات، مما يعكس ضغوطاً متزايدة على النموذج الاقتصادي للإيثيريوم. هذا الوضع يُنظر إليه على أنه علامة على مشاكل أكثر عمقًا في هيكلية شبكة الإيثيريوم، مما يعزز فكرة وجود “حلقة موت”. في استجابة لتصريحات كروجر، عبر مؤيدون آخرون للإيثيريوم عن تحفظاتهم، مشيرين إلى أن التحليلات الأعداء عادةً ما تكون متحيزة. على سبيل المثال، مؤسس كاردانو، تشارلز هوسكينسون، وصف أراء كروجر بأنها تشبه الديانات أكثر منها بالبيانات الاقتصادية الحقيقية، حيث حذر من أن بيتكوين قد تتوقف عن الابتكار وتفقد مكانتها في السوق، مثلما حدث مع شركات التقنية الكبرى التي فقدت مراكزها بسبب عدم القدرة على التكيف. دخل مؤيدو الإيثيريوم في نقاشات حامية عن مرونة عملتهم وقدرتها على الاستمرار في تطوير تقنيات جديدة تحفز استخداماتها. تعتبر الإيثيريوم من أكثر الشبكات شيوعًا في مجال العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية (DApps)، مما يعطيها وضعًا فريدًا مقارنةً ببيتكوين، والتي تُعتبر بشكل أساسي كعملة رقمية. يجادل المناصرون بأن الإيثيريوم لديه القدرة على الاستمرار في الابتكار والنمو. وفي الوقت نفسه، يبدو أن التعليقات القاسية من كروجر ليست جديدة تمامًا، فقد قام بتوجيه انتقادات سابقة إلى ما يعرف بالعملات البديلة، معتبراً إياها “نكتة” مقارنةً ببيتكوين. وفي حديثه عن الإيثيريوم، أشار إلى المشاكل القانونية الحالية التي تواجهها، مثل القضايا المستمرة مع لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، والتي قد تؤثر على مرونتها المستقبلة. هذا السياق الدولي والداخلي حول الإيثيريوم وبقية العملات الرقمية يُظهر أن هناك منافسة شديدة داخل هذا السوق المتقلب. بيتكوين، التي تُعتبر الرائدة في هذا المجال، لا تزال تسيطر على الكثير من الأضواء، لكن العملات البديلة مثل الإيثيريوم تظل مثيرة للجدل، حيث يسعى خبراء السوق لفهم التحديات التي تواجه كل منهما في ضوء التغيرات السريعة. وفي النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيحقق كروجر توقعاته برؤية الإيثيريوم وهو يتوجه نحو “حلقة الموت” بينما يستمر بيتكوين في الازدهار؟ أم أن الاتجاهات الحديثة في تعزيز الابتكارات والتحديثات ستدفع بالإيثيريوم لتجاوز العقبات والنمو في بيئة تنافسية متزايدة؟ فقط الوقت كفيل بإعطائنا الإجابة.。
الخطوة التالية