في سرداب الذكريات الوطنية، حيث ينساب التاريخ عبر جدران الذاكرة، أقيمت في نصب الحرب في ولاية فرجينيا مراسم تكريم خاصة بمناسبة اليوم الوطني للاعتراف بالجنود الأسرى والمفقودين، حيث تم إحياء ذكرى ستة من أبناء الولاية الشجعان الذين سقطوا في ميادين القتال. تتواجد في ولاية فرجينيا أكثر من 1200 حالة من الجنود الذين اعتبروا مفقودين في معارك تاريخية، ما يعكس معاناة عائلاتهم وتطلعاتهم للعثور على إجابات حول مصير أحبائهم. وفي حدث هذا العام، تم تكريم ستة من هؤلاء الجنود الذين عادت جثثهم إلى الوطن بعد سنوات طويلة في غياهب النسيان، وهذه العملية العظيمة تمثل إنجازاً مهماً من قبل وكالة الدفاع للتعرف على أسرى الحرب والمفقودين. بدأت المراسم بكلمات وجَّهها كلاي موانتوكاستل، مدير نصب فرجينيا الحربي، الذي أشار إلى أهمية هذه اللحظة بالنسبة للعائلات التي انتظرت طويلاً لفهم مصير أبنائها. وقد عُلق نجوم ذهبية بجوار أسماء هؤلاء الجنود تكريماً لذكراهم، في حفل شهد حضور عدد كبير من العائلات وأفراد المجتمع المحلي، الذين جاءوا لتقديم احترامهم واعترافهم بالتضحيات التي بذلها هؤلاء الشجعان. جاءت أولى القصص المؤثرة من عائلة الجندي سيرجنت ميبورن ل. هادسون، الذي وُلد في لينشبورغ. في السابع من أغسطس عام 1944، كان هادسون جزءًا من كتيبة المشاة الثلاثين التي تلقت أمرًا بالهجوم على موقع ألماني محصن في فرنسا. وللأسف، فقدت حياته في هذه المعركة ولم يتمكن أحد من استعادة جثته بسبب حدة القتال. لكن في نوفمبر من نفس العام، أبلغ أحد المواطنين الفرنسيين الجيش الأمريكي عن وجود مقابر أمريكية بالقرب من موقع هادسون. استُعيدت جثث الجنود بعد عدة أشهر، لكن لم يتمكن المحققون من التعرف على هادسون حتى إجراء تحليل متقدم في عام 2019. القصة الثانية كانت عن الجندي خاص من الدرجة الأولى موز إي. فانس، الذي ينحدر من مقاطعة لي الغربية. التحق فانس بالجيش في عام 1943، وكان يخدم مع كتيبة المشاة 180 في يناير عام 1945 عندما تعرضت وحدته لهجوم ألماني. تم العثور على جثته بعد ذلك قرب المقبرة الأمريكية في لورين، لكن لم يتم التعرف عليه حتى عام 2022. أما دايفيد وولكر، الذي خدم في البحرية الأمريكية وكان جزءًا من البارجة USS California، فقد كان أحد الناجين من هجمات بارل هاربر في السابع من ديسمبر 1941. تعرضت سفينته لأضرار كبيرة أدت إلى غرقها. وفي عام 2018، بدأت جهود التعرف على جثث البحارة الذين سقطوا في تلك المعركة، وانتهت العملية بالاعتراف بوولكر كأحدهم. قصة الجندي الخاص من الدرجة الأولى هارولد د. وايلدر، الذي جاء من عائلة كبيرة في مقاطعة لي، تتحدث عن الجسارة والمصير المأساوي. تم الإبلاغ عن وايلدر كمفقود في كوريا في الأول من يوليو عام 1951، وأُعيدت رفات جثته إلى الولايات المتحدة عام 1954. ولكن لم يتم التعرف عليه حتى عام 2023. الجندي الخاص من الدرجة الأولى روبرت ج. رايت جونيور، الذي وُلد في ميكانيكسفيل، كان يخدم مع كتيبة المشاة الثانية والثلاثين في الجيش السابع. شهدت وحدته معركة قاسية في كوريا، وفقدت جميع الوثائق الحيوية المتعلقة بمصيره، حتى تمكن الباحثون أخيرًا من تحديد هويته من خلال تحليل الجثث في عام 2019. أما ستاف سيرجنت هوبيرت ياري، الذي وُلد في ريتشموند عام 1923، فقد جرت بعض الأحداث المدهشة خلال خدمته. كان ياري ضمن طاقم قاذفة B-24H Liberator التي تعرضت لإطلاق نار في التاسع من أبريل عام 1944. واستغرقت شركة بحوث الطائرات المفقودة سنوات لاستعادة بعض الحطام والرفات، ولكن في سبتمبر 2023، تم تأكيد هويته. جميع هذه القصص تجسد الفخر والتضحيات التي قدمها هؤلاء الجنود من أجل حرية بلادهم. ويؤكد كلاي موانتوكاستل، مدير نصب فرجينيا الحربي، أن العمل الدؤوب الذي قامت به وكالة الدفاع للتعرف على أسرى الحرب والمفقودين يعكس التزام الأمة بإعادة هؤلاء الأبطال إلى الوطن، حتى بعد عقود من فقدهم. تم وضع طاولة خاصة أثناء المراسم تمثل "طاولة المفقودين"، كرمز للأسر الذين لم يعودوا إلى منازلهم. وفي هذا السياق، تم عرض معروضات خاصة وأفلام تتعلق بالتاريخ العسكري خلال الفترة الممتدة حتى يوم الثلاثاء. في حديثه حول أهمية الحدث، أكد موانتوكاستل على أن تقديم التكريم لهؤلاء الجنود هو واجب وطني مهم، وأنه يجب أن نواصل العمل على الوفاء بوعدنا بأن نعيد جميع المفقودين. إن التعرف على هؤلاء الجنود ليس مجرد إغلاق للملفات، بل هو إعلان عن التقدير والاحترام لكل من خدم البلاد. وفي النهاية، لقد تمحورت هذه الفعالية حول إظهار العرفان والتقدير لستة من الشهداء، لكن تأثيرها يتجاوز ذلك. إنها دعوة لنا جميعًا لنقف معاً، نتذكر، ونحتفظ بذكريات هؤلاء الذين ضحوا من أجل حريتنا وكرامتنا. لقد كانت لحظة عاطفية، كما كانت إشارة مهمة لحفظ سيرة الأبطال الذين لن يتم نسيانهم أبداً.。
الخطوة التالية