استطلاع جديد من بلومبرغ: ما بين هاريس وترامب في ظل الأجواء السياسية المشحونة في الولايات المتحدة، أظهرت أحدث نتائج استطلاع رأي أجرته وكالة بلومبرغ أن هناك تباينًا واضحًا في آراء الناخبين تجاه نائب الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب. مع قرب الانتخابات الرئاسية لعام 2024، يكتسب هذا الاستطلاع أهمية كبيرة، حيث يعكس تطلعات الناخبين وتوجهاتهم الانتخابية. لطالما كانت كامالا هاريس، أول امرأة تُنتخب كنائب للرئيس، وفية للرؤية الديمقراطية القائمة على المساواة والعدالة الاجتماعية. وهي تمثل جيلًا جديدًا من القيادات السياسية التي تسعى للتغيير والإصلاح. في المقابل، يظهر ترامب، المعروف بأسلوبه الجريء وغير التقليدي، كداعم لقيم مختلفة وخطاب مثير للجدل. النتائج التي أُعلنت مؤخرًا تكشف أن نحو 48% من الناخبين المسجلين يدعمون هاريس مقابل 45% لترامب، مما يعني أن السباق في ولاية مثل بنسلفانيا أو ميشيغان، وهي ولايات حاسمة في الانتخابات، يعد متقاربًا بشكل كبير. يعكس هذا التباين في الأرقام أن ترامب لا يزال يحظى بقاعدة شعبية كبيرة، وبالأخص بين مؤيديه التقليديين الذين يؤمنون بأفكاره المناهضة للهجرة ودعمه للاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، فإن الشريحة الداعمة لهاريس تمثل تنوعًا ملحوظًا، حيث تضم نساء، وأقليات عرقية، والشباب الذين يتطلعون نحو مستقبل أكثر إشراقًا. يتضح أن قضايا مثل التغير المناخي، والرعاية الصحية، والعدالة الاجتماعية تلعب دورًا كبيرًا في توجيه صوت هؤلاء الناخبين. تشير نتائج الاستطلاع أيضًا إلى أن نسبة كبيرة من الناخبين المستقلين، الذين يمثلون شريحة مهمة في أي انتخابات، يفضلون هاريس على ترامب. حيث أظهرت الأرقام أن حوالي 54% من المستقلين يميلون لدعم هاريس، بينما يفضل 40% فقط ترامب. يُعزى ذلك إلى استراتيجية هاريس التي تركز على بناء تحالفات قوية مع الناخبين المستقلين، الذين يشعرون بالإحباط من السياسية الحالية. على الصعيد الآخر، نجد أن ترامب يتحدث بصورة متزايدة عن قضايا الأمن القومي والاقتصاد، لكن انتقاده للسياسات الديمقراطية، وخاصة فيما يتعلق بإدارة جائحة كوفيد-19، لا يزال هو المحور الرئيسي في حملته الانتخابية. يؤكد ترامب أن خسائرهم الاقتصادية كانت نتيجة للفشل في إدارتها بشكل فعال، وهو خطابه الذي يلقى صدى جيدًا بين بيئته الانتخابية. علاوة على ذلك، استطلاع بلومبرغ لا يقتصر فقط على هاريس وترامب، بل تغطي الأسئلة أيضًا قضايا أخرى مثل توجهات الناخبين في ما يتعلق بالاقتصاد والبيئة والسياسة الخارجية. حيث أظهرت النتائج أن 62% من الناخبين يعتبرون أن الاقتصاد هو القضية الأهم بالنسبة لهم في هذه الانتخابات، تليها قضايا الرعاية الصحية بنحو 54%، ومن ثم التغير المناخي بنسبة 47%. تتنافس هاريس وترامب أيضًا في ما يتعلق بشمل الناخبين الشباب. فقد أظهرت النتائج أن 72% من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا يدعمون هاريس، مما يشير إلى قوة حركتها بين الأجيال الجديدة. في المقابل، يعكس تأييد ترامب بين الناخبين فوق الـ45 عامًا أن لديه قاعدة صلبة ولكنها أقل في عددها مقارنة بدعم هاريس بين الشباب. تكتسب هذه الانتخابات طابعًا خاصًا إذ سيشعل كلا المرشحين السباق نحو الفوز. هاريس ستكون أمام تحدٍ كبير في كيفية الحفاظ على قاعدتها الشعبية الحالية، مع الحاجة إلى توسيعها لتشمل الناخبين الذين قد يكونوا مترددين. وهذا قد يتطلب منها تقديم سياسات جديدة قادرة على جذب الناخبين الذين يشعرون بأن صوتهم لم يُسمع بشكل كاف. أما ترامب، فيظل في مواجهة مع التحديات القانونية وصورته العامة، التي قد تؤثر سلباً على دعمه الانتخابي. فعلى الرغم من قاعدته القوية، إلا أن الآراء السلبية عنه لا تزال مرتفعة بين فئات من المجتمع، مما قد يعقد مسعاه نحو إعادة انتخابه. في النهاية، تشير معطيات استطلاع بلومبرغ إلى أن الصراع بين هاريس وترامب سيستمر في الهيمنة على المحادثات السياسية خلال الفترة المقبلة. يبقى السؤال كبيرًا حول ما إذا كانت هاريس ستتمكن من الحفاظ على زخمها واستخدامه لصالحها في انتخابات 2024، أو ما إذا كان ترامب سينجح في إقناع المزيد من الناخبين بجدوى سياساته وأفكاره. ستستمر الجولة الانتخابية المثيرة بين هاريس وترامب، مع مزيد من النقاشات والحوارات حول القضايا الكبرى التي تهم الناخبين. في نهاية المطاف، سيحدد الناخبون مسار الولايات المتحدة القادمة، ومدى تأثير قادة المستقبل في رسم سياسات البلاد.。
الخطوة التالية