تتجه أنظار المتقاعدين في الولايات المتحدة نحو عام 2025، حاملاً معه توقعات بزيادة جديدة في فوائد الضمان الاجتماعي. ومع اقتراب الإعلان الرسمي عن التعديل السنوي لأسعار المعيشة، يصبح السؤال الرئيسي لدى الكثير من المتقاعدين: ماذا تعني هذه الزيادة بالنسبة لمستقبلهم المالي؟ تشير التقديرات الأولية إلى إمكانية حدوث زيادة قدرها 2.57% في فوائد الضمان الاجتماعي، وذلك بناءً على البيانات الحالية لمعدلات التضخم. يعني ذلك أن المتقاعد الذي يتلقى متوسط المساعدة البالغة حوالي 1840 دولارًا شهريًا قد يحصل على زيادة تصل إلى 47 دولارًا في الشهر اعتبارًا من عام 2025. ومع ذلك، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن هذه الزيادة تأتي قبل أي تغييرات قد تحدث في أقساط Medicare Part B، والتي سيتم الإعلان عنها لاحقًا في عام 2024. تعتبر هذه الزيادة متواضعة نسبيًا، خاصةً بعد الزيادات السابقة التي شهدها الضمان الاجتماعي في السنوات الأخيرة نتيجة للتضخم المرتفع. في عام 2024، تم منح زيادة تبلغ 3.2% لأكثر من 71 مليون شخص، الأمر الذي جعل المتقاعدين يشعرون بأنهم محميون من الآثار السلبية للتضخم. لكن الكثير من المتقاعدين قد لا يفهمون كيفية عمل زيادة تكلفة المعيشة. فقد انتشرت معلومات مغلوطة على الإنترنت تفيد بأن التقاعد في عام 2024 قد يكون أكثر فائدة من التقاعد في عام 2025 للاستفادة من تلك الزيادة. ولكن وفقًا لمحللة السياسة الاجتماعية ماري جونسون، فإن هذا الأمر ليس له أي أساس من الصحة. فبموجب القوانين الحالية، يستفيد الأشخاص من زيادة تكلفة المعيشة عندما يبلغون من العمر 62 عامًا في عام 2024، حتى لو لم يبدؤوا في تلقي الفوائد حتى بلوغهم سن التقاعد الكامل. تؤكد إدارة الضمان الاجتماعي أن الأفراد الذين يبلغون 62 عامًا يحق لهم الحصول على زيادات تكلفة المعيشة، بغض النظر عن وقت بدء تلقي الفوائد. ومن المهم أن يدرك المتقاعدون أن مقدار الزيادة يعتمد على متوسط الدخل الذي حصلوا عليه طوال حياتهم وعوامل أخرى، بما في ذلك عدد سنوات العمل ووقت بدء تلقي الفوائد. مع ذلك، لا تزال المعلومات المتعلقة بمعدل التضخم ضرورية. فإن الأرقام الأحدث تشير إلى أن أسعار المواد الأساسية قد تستمر في التغير، مما يمكن أن يؤثر على النسبة النهائية للزيادة. وبالنظر إلى يوليو الماضي، بدأت المنظمات مثل "رابطة كبار المواطنين" في تقديم توقعات مبكرة تقول إن الزيادة قد تكون 2.57% أو حتى أعلى بقليل. والمؤشرات تجعلنا نتساءل عن كيفية تأثير التضخم على ميزانيات المتقاعدين. وفقًا لاستطلاع أجرته رابطة كبار المواطنين، تبين أن 71% من كبار السن المشاركين يتعلقون بشدة بتأثير التضخم على مدخراتهم. كما أن 78% منهم أشاروا إلى أن ميزانياتهم الشهرية للطعام والدواء قد ارتفعت مقارنة بالعام الماضي. تأتي الزيادات المرتقبة بمثابة أمل للمتقاعدين، خاصة في ظل التداعيات السلبية التي تسبب بها التضخم المرتفع في السنوات الأخيرة. ومن المهم أن نلاحظ أن الزيادات السابقة سترتفع مع أي زيادة جديدة، مما يوفر بعض الأمان المالي. ومع ذلك، يتساءل الكثيرون عن كيفية مواجهة تكاليف المعيشة المتزايدة. إذ إن الزيادات في أقساط Medicare Part B قد تأكل جزءًا كبيرًا من الزيادة في فوائد الضمان الاجتماعي. وقد يتوقع أن تصل هذه الأقساط إلى حوالي 185 دولارًا شهريًا، مما قد يُقلل من الزيادة المحتملة في تكلفة المعيشة إلى حوالي 37 دولارًا شهريًا فقط. وبالإضافة إلى ذلك، تتزايد نسبة المتقاعدين الذين يضطرون لدفع ضرائب على مزايا الضمان الاجتماعي الخاصة بهم. يُظهر تقرير من إدارة الضمان الاجتماعي أن حوالي 40% من الأشخاص الذين يتلقون مساعدات الضمان الاجتماعي يواجهون ضغوطًا ضريبية نتيجة لزيادة دخلهم. من الجدير بالذكر أن العكة الضريبية على مزايا الضمان الاجتماعي تعتمد على العتبات التي لم تتغير منذ عام 1983. فعلى سبيل المثال، يتعين على الأفراد الذين يتجاوز دخلهم 25,000 دولار في السنة دفع ضرائب على جزء من مزاياهم. إن المعادلة المالية التي يواجهها المتقاعدون ليست سهلة في ظل الظروف المتغيرة. وإذا لم يتم تعديل هذه العتبات الضريبية، فقد يرتفع عدد المتقاعدين الذين يحتاجون إلى دفع ضرائب إضافية مع زيادة فوائدهم في المستقبل. في ختام المقال، يجب أن يبقى المتقاعدون واعين لتغيرات الاقتصاد وآثار التضخم. إن فهم كيفية عمل الضمان الاجتماعي وما يمكن أن يعنيه التعديل السنوي لأسعار المعيشة يعتبر أمرًا حيويًا في التخطيط لمستقبلهم المالي. في الأيام المقبلة، من الضروري متابعة الأرقام الدقيقة التي ستصدرها إدارة الضمان الاجتماعي، والتي ستحدد بالتأكيد كيفية تأثيرها على حياة الملايين من الأمريكيين المتقاعدين في عام 2025.。
الخطوة التالية