أطلق المركز الوطني للذكاء الاصطناعي والروبوتات (NCAIR) صندوقًا جديدًا بقيمة 100 مليون نيرا، مدعومًا من قِبل شركة جوجل، بهدف تمكين الشركات الناشئة المحلية في نيجيريا. يأتي هذا الإطلاق في إطار جهود وزارة الاتصالات والابتكار والاقتصاد الرقمي لتحفيز الابتكار وزيادة استخدام الذكاء الاصطناعي كأساس للتطوير الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. تم الإعلان عن الصندوق في فعالية رسمية تألقت بحضور عدد من الشخصيات البارزة في مجالات التكنولوجيا وريادة الأعمال. وقد تم تصميم هذا الصندوق ليكون بمثابة دعم حيوي للشركات الناشئة التي تطور حلولاً تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهي خطوة استراتيجية تسعى إلى تعزيز بيئة الابتكار في نيجيريا. خلال فعالية الإطلاق، أكد الدكتور بوسون تيجاني، وزير الاتصالات والابتكار والاقتصاد الرقمي، على أهمية هذا الصندوق في تعزيز الابتكار المحلي. حيث قال: “صندوق الذكاء الاصطناعي هو خطوة حاسمة نحو تعزيز الابتكار المحلي الذي يعالج التحديات المحلية ويساهم في النمو الاقتصادي”. وأوضح أن الدعم المقدم للشركات الناشئة لا يقتصر على التمويل فقط، بل يتضمن أيضًا الوصول إلى موارد جوجل الواسعة، بما في ذلك الأدوات والبرمجيات المخصصة لتطوير الذكاء الاصطناعي، والدعم الفني، والتوجيه المهني. يستهدف صندوق الذكاء الاصطناعي الشركات الناشئة التي تتخذ من نيجيريا مقرًا لها وتعمل على تطوير حلول تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ولديها القدرة على إحداث تأثير كبير. يمكن أن يحصل كل مشروع ناشئ يتم اختياره على تمويل يصل إلى 10 ملايين نيرا، وهو مبلغ من شأنه أن يمكن رواد الأعمال الشباب من تحقيق أفكارهم وتحويلها إلى منتجات قابلة للتسويق. كما أشارت الدكتورة بونمي أجالا، المنسق الوطني لـ NCAIR، إلى أن الشراكة مع جوجل تعكس الرؤية المشتركة لكلا الجانبين نحو تقدم التكنولوجيا في نيجيريا. وأضافت: “صندوق الذكاء الاصطناعي مصمم لتمكين رواد الأعمال من الموارد التي يحتاجونها لإنشاء حلول ذكية تحقق تأثيرًا إيجابيًا”. وأعربت عن تفاؤلها بشأن الابتكارات التحويلية التي ستنبثق عن هذا البرنامج. تُظهر المشاركة الفاعلة لجوجل في هذا الصندوق التزامها بدعم التحول التكنولوجي في أفريقيا. فعلى الرغم من التحديات التي تواجه السوق الأفريقية، تعتبر جوجل أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل فرصة كبيرة لتعزيز القدرات الرقمية وتطوير المنتجات التي تعالج تحديات القارة. وقد أكد أولوميد بالوغون، مدير جوجل في غرب أفريقيا، أن الدعم المقدم من الشركة لهذا الصندوق هو جزء من مهمتها الأكبر لتعزيز القدرات الرقمية عبر القارة الأفريقية. من المتوقع أن يستقطب صندوق الذكاء الاصطناعي اهتمام الشركات الناشئة في مختلف المجالات. حيث يعد الذكاء الاصطناعي تقنية مركزية لمختلف القطاعات، بما في ذلك الصحة، والزراعة، والتمويل، والتعليم. ستسعى الشركات الناشئة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول مبتكرة تعزز من كفاءة أعمالها، وتحسن من استخدام الموارد، وتقدم خدمات أفضل للمستهلكين. كما سيساهم هذا الصندوق في تهيئة بيئة مواتية للابتكار ورجال الأعمال الطموحين الذين يتطلعون إلى توسيع نطاق حلولهم. لتسهيل العمليات، تم فتح باب التقديم اعتبارًا من 10 سبتمبر 2024، وسيستمر حتى 25 سبتمبر 2024. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الشركات الناشئة المختارة في أكتوبر 2024. بالإضافة إلى التمويل، سيستفيد المشاركون من المواد التدريبية وورش العمل التي ستساعدهم في تطوير مهاراتهم وزيادة فهمهم لتقنيات الذكاء الاصطناعي وآليات عملها. إن نمو المنتجات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي سيسهم في تحسين الأداء العام للاقتصاد النيجيري، حيث تستخدم الحلول الذكية لتحسين الكفاءة وتعزيز الشفافية في مختلف العمليات. تخوض نيجيريا حاليًا مرحلة انتقالية في مجال التكنولوجيا، حيث تتزايد فرص ريادة الأعمال ويزداد عدد حاضنات الأعمال. مع هذا الصندوق الجديد، سيكون هناك تركيز أكبر على الذكاء الاصطناعي كأداة لتحقيق الابتكار والتغيير الاجتماعي. ويشير الخبراء إلى أن نيجيريا لديها القدرة على أن تكون مركزًا تكنولوجيًا في أفريقيا إذا تم توفير الدعم المناسب للقطاع الريادي. إن إنشاء صندوق الذكاء الاصطناعي من قبل NCAIR بالتعاون مع جوجل يمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز الاقتصاد الرقمي في نيجيريا. من المتوقع أن يكون لهذا الصندوق تأثير على المدى الطويل، سواء من خلال خلق فرص العمل أو من خلال دعم الابتكار المحلي. سيستفيد رواد الأعمال من الوصول إلى مصادر المعرفة والتقنيات المتقدمة، مما سيمكنهم من اتخاذ مزيد من الخطوات الجريئة نحو تحقيق رؤاهم. في الختام، يُعتبر صندوق الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية للشركات الناشئة في نيجيريا. إن الاستخدام المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحدث تحولاً جذريًا في كيفية تقديم الخدمات والابتكارات، مما يسهم في تحسين جودة الحياة والوسائل الاقتصادية. من خلال دعم الشباب وتشجيع الابتكار، يمكن لنيجيريا أن تفتح آفاقًا جديدة في عالم التكنولوجيا، وهو ما سيعزز من مكانتها كأحد اللاعبين الرئيسيين في السوق الأفريقية.。
الخطوة التالية